سلط عدد من كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم الأربعاء الضوء على الوضع المتأزم في سوريا. فتحت عنوان "على أبواب مدينة حلب؟!" أكد الكاتب مكرم محمد أحمد في عموده "نقطة نور" بصحيفة "الأهرام" أن استعادة الجيش السوري السيطرة على مدينة حلب يشكل انتصارا مهما غير موازين القوى شمال سوريا.. مشيرا إلى أن هناك ثمة أنباء عن عشرة آلاف مهاجر غادروا حلب إلى الحدود التركية حيث يوجد أكثر من مليوني ونصف المليون لاجئ سوري. وأضاف مكرم أن "أنقرة تتوقع وصول عدد المهاجرين بسبب معارك حلب إلى 700 ألف مهاجر رغم أن تركيا لا تزال تغلق حدودها مع سوريا"، موضحا أن جماعات المعارضة المسلحة تعتقد أن التحالف الإيراني السوري الروسي لم يعد يهتم كثيرا بقضية التفاوض في مؤتمر جنيف (3)، أملا في أن يتمكن من حسم المعركة عسكريا لصالحه، خاصة أن الضربات الجوية الروسية التي سبقت زحف القوات السورية كانت أكثر الضربات تركيزا وتكثيفا ساعدت على هرب المسلحين من مواقعهم الأمامية. وتحت عنوان "التدخل البري بسوريا"، حذر الكاتب محمد بركات في عموده "بدون تردد" في صحيفة "الأخبار" من خطورة التدخل البري في سوريا من جانب قوات عربية، نظرا لما سيؤدي إليه ذلك بالضرورة من صدام مؤكد بين الجيش السوري وهذه القوات المتداخلة دون إذن ودون موافقة من الجانب السوري. وأوضح الكاتب أن هذا يعني إراقة الدماء العربية بأيد عربية وذلك هو الخطر الذي يجب تجنبه، قائلا "كما أنها تحمل في طياتها أيضا تحفيزا ودعوة للتدخل البري في جانب قوات وجيوش أجنبية وليست عربية في سوريا، مثل تركيا المتربصة، وغيرها أيضا وذلك أيضا خطر بالغ يجب تجنبه". واختتم محمد بركات مقاله قائلا "اللافت في كل ذلك، أن الداعين لهذا التدخل منا نحن العرب، قد نسوا أو تناسوا ما حدث في العراق نتيجة الغزو، وما جري في ليبيا نتيجة التدخل الأجنبي وما وصلت إليه الأوضاع في كلتا الدولتين الآن.. ولكن ماذا نقول إذا كانت آفة امتنا العربية هي النسيان". أما فهمي عنبه رئيس تحرير صحيفة الجمهورية فأكد في عموده "على بركة الله" تحت عنوان "إيقاف تدويل الأزمات العربية" أن المنطقة العربية تعيش على صفيح ساخن وتجري التطورات فيها بسرعة أكبر من إيجاد الحلول واتخاذ المواقف.. مشيرا إلى أنه كلما شعر العرب أنهم اقتربوا من الانتهاء من أزمة فوجئوا بالتهابها وزيادة اشتعالها ليبدأوا التفكير من جديد في إيجاد مخرج. وقال عنبه إن "الأوضاع كانت تتجه إلى إيجاد حل سلمي في كل من سوريا واليمن وليبيا.. وتم تكثيف المفاوضات.. وعُقدت الاجتماعات.. وفجأة عاد كل شيء إلى نقطة الصفر.. فشلت "جنيف 3" بشأن سوريا، ولم يلتزم أحد بالهدنة في اليمن.. وتعثرت جهود تشكيل حكومة الوفاق في ليبيا.. والسبب دائما يرجع إلى التدخلات الأجنبية التي تساند كل طرف من الأطراف المتصارعة في الدول الثلاث.. والتزام الميليشيات المتحاربة "بأجندات" الدول التي تؤيدها دون النظر لمصلحة الوطن أو الشعب أو الأمة العربية. وأوضح أن كل مشكلة تنشأ بين دولتين عربيتين يتم اللجوء إلى أطراف خارجية لحلها ولا تنجح الجامعة في التصدي لها مما يعقد الأمور أكثر ويتسبب في تفاقم المشكلة ويزيد من التدخل الأجنبي في المنطقة. ونوه بأن مصر تقوم بدور كبير لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في المنطقة وحشد التأييد العربي لاتخاذ موقف موحد يساهم في التوصل إلى حلول سلمية لوقف الحروب الأهلية في سوريا واليمن وليبيا.. لأن الشعوب هم الضحايا، والدماء التي تسقط من الأطراف المتصارعة عربية، ويجب الحفاظ عليها.. كما أن ثروات الدول الثلاث تُهدر ويغتصبها الإرهاب والأعداء حيث تسيطر "داعش" على العديد من آبار البترول والمناجم والمعادن. وشدد الكاتب على ضرورة التكاتف العربي قبل فوات الأوان وضياع الدول الثلاث للأبد، وبذل كل الجهود لتحقيق المصالحة بين الأطراف المتصارعة، وإنهاء تشكيل قوة الدفاع العربية المشتركة، وإلا سيتم تدويل كل المشاكل العربية.