تناول كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم الخميس، عددا من الموضوعات الهامة من بينها الحرب على الفساد والأزمة السورية. ففي عموده "بدون تردد" وتحت عنوان "الحرب على الفساد" في صحيفة "الأخبار أكد الكاتب محمد بركات أن الأسباب الرئيسية وراء التعديل الوزاري المتوقع خلال الأيام القليلة القادمة، وحركة المحافظين المصاحبة له، هي ضعف أو انخفاض معدل الأداء والإنجاز في بعض الوزارات والمحافظات التي سيشملها التعديل والتغيير، وعدم تمكن المسئولين فيها سواء كانوا وزراء أو محافظين علي تحقيق ما كان متوقعاً ومطلوبا منهم، وعدم قدرتهم علي العطاء بالقدر المأمول والواجب، في ظل المرحلة الحالية التي تمر بها البلاد، والتي تتطلب بذل أقصي الجهد من الجميع للمساهمة الفاعلة والإيجابية في الانطلاق بالدولة للأمام وتحقيق أكبر قدر من التنمية في أقل وقت ممكن. وأوضح بركات أن هناك أسباباً أخرى دفعت في اتجاه التغيير والتعديل أبرزها بلا شك افتقاد بعض الوزراء وأيضاً المحافظين للخبرة السياسية اللازمة للتعامل مع الجماهير وكسب الرأي العام، ومعالجة المشاكل والقضايا بأسلوب مرن يحقق لهم كسبا للرأي العام ويصيب في صالح الحكومة، رغم أنهم قد يكونون أساتذة جامعات أو مستشارين أو مهندسين أو أطباء مهرة وخبراء في تخصصاتهم، ولكنهم يفتقدون للخبرة السياسية، التي هي بالقطع لازمة وضرورية في مثل هذه المواقع. وأشار إلى أن ما عجل بالتعديل وحوله إلي ضرورة لابد منها الآن، هي بالقطع قضية الفساد التي توصلت إليها الأجهزة الرقابية في وزارة الزراعة، والإجراءات الفورية والصارمة التي أمر بها الرئيس وتم اتخاذها، وما كان ممكنا أن تتأخر إذا ما كنا نريد حقا وصدقاً محاربة الفساد ونسعى لإقامة دولة القانون. وتحت عنوان "أزمة سوريا.. تقترب من الحل" قال فهمي عنبه رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" في عموده "على بركة الله" يبدو أن العالم كان ينتظر فاجعة كغرق الطفل السوري "إيلان" حتي يستيقظ الضمير الإنساني.. ويبدأ قادة الدول في البحث عن حل عاجل للأزمة السورية المستمرة منذ 4 سنوات وراح ضحيتها الآلاف من أبناء الشعب وتشرد الملايين. وأكد عنبه أنه تبدو بوادر الانفراجة مع إعلان فيليب هاموند وزير الخارجية البريطاني أمس أن لندن مستعدة لبقاء بشار الأسد رئيساً لسوريا في الفترة الانتقالية إذا كان ذلك سيدعم التسوية السلمية. ودعا روسيا وإيران إلي استخدام تأثيرهما علي الأسد لحل الأزمة. وأوضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيقوم بالكشف عن خطة لإنقاذ سوريا خلال تواجده في نيويورك الأسبوع المقبل لمشاركته في أعمال الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وربما دعا بوتين إلي تكوين تحالف دولي ضد داعش تشارك فيه عدة دول من المنطقة وخارجها. وقال "الغريب أن إسرائيل توافق علي الطرح الروسي الذي يُبقي علي الأسد رئيساً في الفترة الانتقالية علي اعتبار ان حكمه أهون عليها من "داعش". .. مشيرا إلى أن أمريكا بدأت تميل إلي هذا الطرح خاصة بعد أن وجدت أن الأمور تخرج عن سيطرتها وأن الروس والإيرانيين لهم الكلمة العليا في سوريا. وأضاف رئيس تحرير "الجمهورية" أن هناك بالفعل تعزيزات عسكرية وسفن إنزال وطائرات روسية أرسلت إلي دمشق بخلاف تواجد قوات وأسلحة إيرانية تعمل مع قوات الأسد، لافتا إلى أن روسيا تسعى أيضا إلي إقامة قاعدة عسكرية جديدة في مدينة اللاذقية معقل الرئيس بشار. وتتحدث وسائل الإعلام الأمريكية عن وجود طيارين روس بالفعل مع طائراتهم علي الأراضي السورية. مازال موقف الدول العربية حتي الآن غامضاً وان كان التحرك المصري لمحاولة جمع شمل المعارضة والحكومة هو نقطة الضوء الوحيدة في الموقف العربي الذي مازال أغلبه يعارض بقاء نظام الأسد. وقال الكاتب "أكدت مصر أكثر من مرة وآخرها ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس من ضرورة الحفاظ علي وحدة الدولة السورية ومؤسساتها حتي لا تنهار كما حدث في العراق وليبيا واليمن". وأكد أن مازال هناك أمل في التوصل إلي حل سلمي في سوريا يقوم علي أساس بقاء الأسد لفترة انتقالية .. تجري بعدها انتخابات حرة بإشراف دولي ولا يدخلها الأسد ليختار الشعب السوري قيادته الجديدة وينتبه الجميع لمحاربة "داعش" التي تلتهم البلاد قطعة قطعة ولن يجد المتصارعون بلداً يحكمونه إذا لم يتحدوا. أما الكاتب مكرم محمد أحمد فأكد في عموده "نقطة نور" في صحيفة "الأهرام" تحت عنوان "شهداء الإمارات في اليمن" أن دولة الإمارات دفعت الكثير من دماء شبابها على أرض اليمن ضريبة التزامها بسياسة قومية رشيدة، تجد واجبها الأكمل في الحرب على الإرهاب في أي من بقاع العالم العربي وحصاره وتصفيته والعمل على اجتثاث جذوره، لأن الإرهاب نقيض الاستقرار والتقدم، كما أنه نقيض الإسلام، يقتل ويخرب ويدمر وينتشر كالوباء يأكل أطراف العالم العربي وقلبه ويقبح صورة الدين الحنيف، وفى الخلاص من الإرهاب صلاح للدين والدنيا معا. وأوضح مكرم أن دولة الإمارات حاربت الإرهاب في ليبيا وأسهم سلاحها الجوى في تدمير الكثير من مواقعه في درنة وحول مدينة طرابلس، وكانت أول من قدم الدعم سخيا لمصر في حربها على الجماعات التكفيرية في سيناء، ولم تتردد لحظة واحدة في إعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية بعد أن تكشفت مخططاتها لتهديد أمن الدول الخليجية، ونشر خلاياها النائمة في كل مكان تتربص شرا بالمجتمعات العربية!. وقال الكاتب "والآن تحارب الإمارات إرهاب الحوثيين في اليمن كما تحارب إرهاب داعش في العراق، وتسهم في تحرير مدينة عدن وولايات لحج وابين، وتخوض في مدينة مأرب أقصى شمال اليمن معركة حاسمة، هدفها فتح الطريق إلى العاصمة صنعاء دفاعا عن شرعية الحكم". وأشار الكاتب إلى أنه كان يمكن لدولة الإمارات أن تنأى بنفسها عن مشكلات عالمها العربي بعد أن نجحت في تحقيق مستويات فائقة الجودة لحياة شعبها سواء في خدمات الصحة والتعليم والإسكان، أو في مستويات الدخول التي تكاد تبلغ في الإمارات المستوى نفسه في الدول المتقدمة وأولها الولاياتالمتحدة، لكنها اختارت الطريق الأصعب، واستمرت في حربها على الإرهاب لا تفرق بين "داعش" والقاعدة وتنظيم النصرة لأنها تعتبر هذه المنظمات رغم اختلاف أسمائها وشعاراتها جزءا من مخطط إرهابي واحد يستهدف تقويض الاستقرار في العالم العربي، وتشويه صورة الإسلام بعد أن حولته منظمات الإرهاب إلى دين غليظ بينما هو في الحقيقة دين رحمة وتراحم . ووجه مكرم محمد أحمد، في ختام مقاله، التحية إلى شهداء الإمارات في اليمن الذين ضحوا بأرواحهم دفاعا عن حق اليمنيين في وطن مستقر يسعى لتحسين أحوال مواطنيه، وتحية إلى دولة فتية اختارت أن تكون عونا لكل بلد عربي يعانى ويلات الإرهاب.