تناول كبار كتاب مقالات الصحف المصرية اليوم الخميس، العديد من الموضوعات والقضايا التي تهم الرأي العام. ففي عموده "كلام بحب" وتحت عنوان (معالجة خاطئة لحادث إرهابي) تساءل فهمي عنبه رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" "لماذا لا نحسن التعامل مع الحوادث الإرهابية إعلاميا ونتناولها غالبا بأسلوب خاطئ يتسبب في الحاق الضرر بالبلاد، وكأننا نصر على أن تكون الخسارة بأيدينا بدلا من أن تأتينا من الآخرين الذين يتربصون بنا؟". وقال عنبه "إن الحادث الإرهابي وقع أمس خارج جدران معبد الأقصر وقبل كمين الشرطة، وللأسف نقلنا الخبر وكأنه داخل المعبد حتى إن كل المواقع الإلكترونية وضعت صورة المعبد قبل تفاصيل الخبر مما أثار الرعب في العالم، والحقيقة أنه بالقرب منه وعند دورات مياه وقبل الوصول للبازارات المحيطة به". وأضاف أن الأهم أننا لم نشر من البداية إلى يقظة رجال الشرطة في الكمين الذين اكتشفوا سيارة الإرهابيين وتعاملوا معهم وتصدوا للمحاولة وأفشلوها، مشيرا إلى أنه كان من الضروري أن ننقل ذلك حتى نخفف من آثار الحادث على السائحين بالخارج وبالداخل أيضا. وأكد عنبة أنه ليس المقصود إخفاء الحقيقة أو عدم الإعلان عن الحادث، ولكن المطلوب هو نقل الوقائع كما هو والتأكيد على يقظة الأمن وإحباط المحاولة وعدم السماح للإرهابيين بدخول المعبد. أما الكاتب محمد بركات فقد تناول، في عموده "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار" تحت عنوان (سنة أولى رئاسة)، مرور عام على تولي الرئيس عبد لفتاح السيسي رئاسة الجمهورية، قائلا "إنه في ختام السنة الأولى لتوليه المسئولية، ومع بدايات العام الثاني له رئيسا للدولة المصرية، لعلنا مازلنا نذكر خطوط وملامح الصورة التي كانت قائمة على أرض الواقع آن ذاك، بكل ما فيها من قلق واضطراب وغيبة للاستقرار وغياب للأمن والأمان، وبكل ما يغلفها ويحيط بها من ضباب وسحب كثيفة تحجب الرؤية ولكنها لا تمنع نفاذ البصيرة". وأضاف "نحن لا نريد منه شيئا، ولا نطلب منه سوى أن يظل كما هو، متواضعا محبا للبسطاء من الناس، ساعيا لنيل رضاء الشعب ورضاء الله سبحانه وتعالي في كل عمل يقوم به، ونأمل أن يظل على ما هو عليه الآن، لا تغيره الأيام، ولا تبدله السلطة ولا ينتابه كبر أو غرور.. هذا ما نطلبه ونؤمن أن هذا من حقنا عليه". واسترجع ما جرى خلال العام الماضي، مشيرا إلى أنه بدى واضحا أن المهمة الأولى التي وضعها السيسي في اعتباره، والتزم بها منذ لحظة توليه السلطة وأدائه للقسم، كانت هي تثبيت أركان الدولة المصرية، التي كان النيل منها وهز قواعدها هو الهدف الرئيسي لجماعة الإرهاب وفلول الضلال في إطار المخطط الإجرامي التآمري المنخرطين فيه مع قوى عالمية، لتفكيك الدولة وإسقاطها وتحويلها إلى دولة فاشلة، تسود فيها الفوضى ويعشش فيها الإرهاب. وأوضح بركات أنه من أجل ذلك كانت وقفة الرئيس الصلبة في مواجهة الإرهاب وعصابات الدمار والضلال والإفك، التي أهدرت دماء الشعب واستباحت حرماته، وكشفت عن وجهها القبيح وسعيها الخسيس للانتقام من الشعب كله لرفضه الخضوع لها والاستسلام لحكم طغمتها الفاشية والباغية. وتحت عنوان "جبهة النصرة بدلا من بشار الأسد"، قال الكاتب مكرم محمد أحمد في عموده " نقطة نور" بصحيفة "الأهرام" "لو أن سقوط بشار الأسد يمثل خاتمة المطاف للمأساة السورية لوجب أن يتوافق كل العرب على هدف إسقاطه، لكن مجريات الأحداث في سوريا تقول بوضوح قاطع إن سوريا سوف تنزلق إلى أوضاع أكثر سوءا وأن الحرب الأهلية لن تنتهى بسقوط بشار الأسد، لأن جبهة النصرة التنظيم الوثيق الارتباط بتنظيم القاعدة هو الأكثر اقترابا من حكم دمشق، يسيطر عليه محمد الجولاني الذي يدين بالولاء المطلق لأيمن الظواهري، والذي فشل في ضبط وحماية تنظيمه من تدخلات داعش". وأوضح أن الأمريكيين يؤكدون أن تولي جبهة النصرة مقاليد الحكم في دمشق خلفا لبشار الأسد لن يحقق الاستقرار والأمن لسوريا، ولن يوقف الحرب الأهلية، ولن يضمن للأقليات الطائفية الدروز والمسيحيين والعلويين والأكراد والتركمان، الذين يشكلون 60% من الشعب السوري أمنهم واستقرارهم، وسوف تكون النتيجة المحتمة اندثار وحدة الأرض والدولة السورية وتفككها إلى إمارات متصارعة. وأضاف مكرم أن استقرار سوريا ووقف الحرب الأهلية، الذي يمثل مطلبا عالميا يجمع عليه المجتمع الدولي يتوقف في جانب كبير منه على نجاح الرياض والقاهرة في إيجاد بديل صحيح يمثل المعارضة الوسطية المعتدلة، ويوفر على السوريين حجم المشكلات الضخمة التي يمكن أن تترتب على وجود جبهة النصرة في سدة الحكم السوري، مشيرا إلى أنها مهمة غاية في الصعوبة في ظل الانشقاقات العديدة التي تمزق المعارضة الوطنية السورية. وشدد على أن تكاتف الرياض والقاهرة على ضمان مرحلة انتقالية صحيحة تحفظ للدولة السورية دعائمها، يمكن أن يختصر الكثير من عذابات السوريين، ويضمن وضعا جديدا لحكم سوريا بعد رحيل بشار الأسد أكثر قدرة على لم شمل البلاد وتحقيق استقرارها.