سخر الكاتب البريطاني روبرت فيسك من دعم الولاياتالمتحدة لبعض الجماعات الإرهابية مثل "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة، في مقاله الذي تناول فيه نظريات المؤامرة والقصص المزيفة التي تتحول إلى حقيقة. وتطرق "فيسك" في مقال له، اليوم الاثنين، إلى القضية التي وصفها بالغربية حول "اعتدال" متمردي جبهة النصرة، الوحشيين والجلادين، على حد وصفه، الذين يلعبون بكارت تنظيم داعش لمغازلة الولاياتالمتحدة، على حد تعبير الكاتب. وأشار إلى ما قاله زعيم "جبهة النصرة" إلى قناة "الجزيرة" من قبل، حيث أعلن معارضة جماعته ل"داعش" وبشار الأسد، وتعهد بحماية الأقليات المسيحية والعلوية في سوريا، موضحًا أن المسؤولين الأمريكيين يصفون هذا بال "هراء" أمام العالم، وأن أصحاب نظريات المؤامرة هم من يروجون إرسال الولاياتالمتحدة براميل محملة بالأسلحة الجديدة لأعضاء الجماعة، وأن أمريكا لن تتعامل أبدًا مع أشخاص مدرجين على قائمتها للإرهاب. واستشهد الكاتب البريطاني بإصدار هذا الشهر من المجلة الفرنسية "لوموند دبلوماتيك"، الذي تضمن مجموعة من المقالات تحت عنوان "هل تقول مؤامرة؟"، وقال الكاتب "إن المجلة وجهت انتقادًا عادلًا جدًا لمن يعتقد أن جورج بوش وأصدقائه المقربين دبروا هجمات 11 سبتمبر، ولهوس العالم العربي بالمؤامرات الغربية التي تسمح للديكتاتوريين والدول بالتملص من مسؤوليتهم عن الأحداث المروعة". ومضى فيسك قائلًا "إن القوى الغربية، وفقًا لما يقال للعرب، تآمرت لإشعال ثورات الشرق الأوسط في 2011، لنشر عدم الاستقرار والحرب الأهلية في العالم العربي، وأن الأمريكيين خططوا إلى التمرد ضد الأسد وإلى الانقلاب ضد حسني مبارك". بمعنى آخر، أوضح فيسك، هدف جبهة النصرة الوحيد هو تدمير نظام الأسد، ومن ثم، هي في نفس الجانب الذي يقف فيه "المعتدلون"، وتستحق المساعدة العسكرية، وإذا كان المعتدلون غير قادرين على أن يقولوا للنصرة "لن نتعاون معكم"، فكيف تقدر الولاياتالمتحدة على ذلك؟، على حد قوله. واختتم مقاله بأنه ليس عليك أن تكون مراسلًا، إذا تجاوزنا عن أصحاب نظرية المؤامرة، لترى الإشارات الضوئية التحذيرية حول قصة "الحرب على الإرهاب"، في سوريا، موضحًا "لأن بعض الإرهابيين سيكونون قريبًا الإرهابيين الخاصين بنا، طالما أنهم يحاربون إرهابيين أكثر خطورة وإرهابيي الأسد في الوقت ذاته.. فقط لا تذكر كلمة مؤامرة".