رأي الكاتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك اليوم أنه في اللحظة، التي وسعت فيها الولاياتالمتحدة حربها ضد تنظيم داعش بشن ضربات جوية عليه داخل سوريا اكتسب نظام الرئيس بشار الأسد مزيدًا من الدعم العسكري والسياسي أكثر من أي حاكم عربي آخر. وقال الكاتب في مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية،إنه مع انفجار القنابل والصواريخ الأمريكية في أنحاء شرق وشمال سوريا يستطيع الأسد الآن التعويل على الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وإيران ومليشيات حزب الله والأردن ومجموعة من دول الخليج الغنية ليبقي نظامه على قيد الحياة. وقال فيسك انه إذا كان المثل العربي القديم "عدو عدوي صديقي " يحتوي على حكمة ما فقد أثبت الأسد انه صحيح موضحا انه في معقله في دمشق يستطيع الرئيس السوري أن يثبت أن أقوى دولة على وجه الأرض - التي كانت تتمنى العام الماضي قصفه - تحاول الآن قصف أكثر إعدائه شراسة. ومضى فيسك يقول: إن السنة السعوديين التي مولت تبرعاتهم الخيرية ما يعرف بجماعة /داعش/ يجدون الآن حكومتهم تساعد الولاياتالمتحدة على تدميرها.. وفي الوقت الذي تقاتل فيه إيران الشيعية وأعوانها في حزب الله الجلادين السنة قاطعي الرؤوس على الأرض تنهال فيه القنابل والصواريخ الامريكية لتدمير الاعداء أمامهم. وقال فيسك، إن أوباما هو آخر شخص سيرغب الأسد أن يقترن اسمه به وان النظام السوري سيشاهد بقلق بالغ استخدام الولاياتالمتحدة غير الشرعي لمجاله الجوي وهو يتوسع لا محالة ليشمل المزيد والمزيد من الأهدف خارج النطاق الأساسي المحدد للضربات. وبغض النظر عن الخسائر المدنية في أدلب فان الاستهداف الأمريكي لجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة يؤشر إلى أن أهداف وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) تتجاوز مجرد تنظيم داعش. وتساءل فيسك انه طالما أن الولاياتالمتحدة قررت تمويل وتدريب من وصفتهم بالعناصر المعارضة المعتدلة للقتال ضد داعش والنظام السوري، فلماذا لا تقوم هي بقصف العدوين سالفي الذكر وكيف سيكون رد فعل السوريين - الذين يدعمون ما تبقى من العناصر المعتدلة إزاء القنابل الامريكية التي أسقطت على إدلب وأسفرت عن مقتل مدنيين وليس قوات الأسد. وقال فيسك، إن دول الخليج العربي لم تظهر حتى الان أي دليل على أنها شاركت فعليا في قصف أهداف في سوريا، وإن الأردن وحده هو الذي أعلن أنه شارك في الهجوم على داعش.. وإن بقية حلفاء الملك عبد الله في " تحالف الإرادة وهو الوصف الذي استخدمه جورج بوش لهذه الدول التي دعمت غزوه للعراق في عام 2003- يبدو أنهم قصروا تعاونهم على توفير خطوط الإقلاع والهبوط للطائرات وطائرات الصهاريج وربما القيام بدوريات في المياه الآمنة في الخليج. وقال فيسك إن جماعة داعش خرجت من رحم القاعدة في العراق التي امتصت المقاومة ضد الغزو الأمريكي غير الشرعي للعراق في عام 2003.. وتساءل فيسك انه اذا كان السيدان بوش وبلير لم يقوما بمغامرتهما في العراق.. فهل كان لأحد أن يتصور أن الولاياتالمتحدة ستكون هي من يساعد الأسد على تدمير أعدائه اليوم واختتم فيسك مقاله بأن السخرية لا تكفي لوصف كلمات "مبعوث السلام في الشرق الاوسط " الذي حول نفسه هذا الاسبوع إلى " مبعوث حرب " بعرض احتمال نشر مزيد من القوات الغربية في العالم الاسلامي.. وتساءل "هل يفترض أن يضحك النظام السوري الآن أم يبكي؟ ".