تناول كُتاب مقالات الصحف المصرية، اليوم الإثنين، العديد من الموضوعات والقضايا التي تهم الرأي العام. ففي عموده بعنوان "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار" أكد الكاتب محمد بركات أنه أصبح لافتًا للانتباه وداعيًا للحذر في ذات الوقت تلك الأصوات، التي تصاعدت وتيرتها مؤخرا في منطقتنا العربية، مفصحة عن رغبات لتدخل قوات برية عربية في الحرب المستعرة على الأراضي السورية بفعل فاعل، والتي استمرت قائمة طوال السنوات الخمس الماضية، دون أدنى بادرة توحي بنهاية قريبة لهذه المأساة الدامية. وأضاف أن هذه النغمة لم تكن مألوفة من قبل، وهذا الاتجاه لم يكن واردا خلال السنوات الماضية، رغم امتداد معزوفة القتل والدمار إلى كل أجزاء سوريا، ولكنها بدأت في الظهور هذه الأيام، بعد الإعلان السعودي عن استعداد المملكة للقتال البري في الأراضي السورية. وأوضح أن هذا الإعلان لا يمكن تجاهله أو اعتباره مجرد خطأ في التعبير، بل على العكس من ذلك لابد من النظر إليه بمنظور جاد، وذلك نظرا لكونه صادرا عن المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي العميد أحمد العسيري، وهو ما يضفي عليه صفة الرسمية، أو على الأقل يصبغ عليه صفة القصد في قياس رد الفعل وتبيان الأثر. واختتم بركات مقاله بقوله "إن أكثر الأمور خطرا في هذا الشأن هو أن يصبح مبدأ التدخل العسكري من جانب بعض الدول العربية في شئون بعض الدول العربية الأخرى مباحا، أما الأعظم خطرا على الإطلاق فهو أن يصبح صدام الجيوش العربية وقتالها ضد بعضها البعض أيضا مشروعا، وهو ما يعني إراقة الدماء العربية بأيد عربية"، متسائلا "لماذا اختفت الدعوة لتكوين قوة عربية مشتركة ومن المسئول عن إجهاضها؟". ومن جانبه، أكد مكرم محمد أحمد - في مقاله "نقطة نور" بصحيفة "الأهرام" - أن مؤتمر "جنيف 3" لتسوية الأزمة السورية اختتم أعماله قبل أن يفتح أبوابه، وإن كان المبعوث الأممى ستيفيان دي ميستورا يأمل في أن يجتمع المؤتمر مرة أخرى يوم 25 فبراير الجاري، لكن الواضح من الاجتماعين اللذين عقدهما دي ميستورا مع وفدي النظام والمعارضة كل على انفراد، أن مساحات الخلافات بين الجانبين لا تزال شاسعة يصعب التقريب بينهما. وأضاف أنه حين يطالب وفد المعارضة السورية بوقف إطلاق النار على المدنيين ورفع الحصار عن 17 قرية سورية بعضها في الشمال وبعضها في غوطة دمشق، والإفراج عن 3 آلاف معتقل قبل أي تفاوض مباشر أوغير مباشر بين الجانبين، يرفض وفد الحكم السوري هذه المطالب باعتبارها شروطا مسبقة. وأوضح أنه على أرض الواقع تبدو المسافات أشد بعدا، فبينما تتوالى هزائم جماعات المعارضة المسلحة على جميع الجبهات باستثناء منطقة دير الزور، يواصل الجيش السوري تدعمه الحماية الجوية الروسية تقدمه في منطقة غوطة دمشق وتقترب هجماته للاستيلاء على مدينة حلب، ثاني المدن السورية عددا وأولها اقتصادا، إلى تحسين موقف الحكم التفاوضي. وأضاف مكرم أنه من الواضح من مجمل مواقف الأطراف المختلفة أن التسوية السياسية للأزمة السورية لم تنضج بعد لإنجاز حلول توفيقية يقبلها الطرفان، تبدأ بتشكيل حكومة وحدة وطنية تقود مرحلة انتقالية مدتها 18 شهرا تنتهى بانتخابات برلمانية ورئاسية جديدة، وباستثناء قلق الأوروبيين من موجة هجرة جديدة إذا استمرت الحرب الأهلية، لا ترى معظم أطراف الأزمة مبررا للتسرع رغم خسائر السوريين المتزايدة". وبدوره، أكد عماد الدين أديب - في عموده "بهدوء" بصحيفة "الوطن" تحت عنوان "استحالة الحل في سوريا!" - أن من يعتقد أن الحل السياسي في سوريا سيأتى عبر الحسم العسكري على أرض الميدان هو مخطئ تماما. وقال "إن الحل العسكري النهائى الذي يؤدى إلى انكسار طرف لصالح الآخر مما قد يمهد الطريق لحدوث استقرار في سوريا هو غير فاهم لحقيقة الأمور الدقيقة الخاصة بهذا الملف". ورأي أديب، مختتما عموده، أن الوضع في سوريا بكافة عناصره ومدخلاته المحلية والإقليمية والدولية المنعكسة على ميادين القتال المختلفة لا يمكن أن يؤدى أبدا إلى أي حل سياسي عاجل أو حسم عسكري نهائى قريب.