تناول عدد من كبار كُتاب صحف القاهرة، اليوم الأربعاء، عددًا من القضايا المهمة التي تفرض نفسها بشكل تام على واقع المجتمع المصري والعربي. ففي عموده "نقطة نور" في صحيفة "الأهرام" رأى الكاتب مكرم محمد أحمد أن الترحيب المصري بدخول روسيا بما لديها من قدرات وإمكانات في الحرب على جماعات الإرهاب في سوريا دون تمييز يستند إلى أسباب موضوعية رشيدة، يدخل ضمن أولوياتها، الحفاظ على الدولة السورية التي يتهددها خطر تمدد هذه الجماعات على مساحات واسعة من أراضيها، وحفز المجتمع الدولي على الإسراع بتسوية سياسية للأزمة تنهى عذابات الشعب السوري وتمكنه من الاستقرار، والحفاظ على مؤسسات الدولة التي تضمن وحدة التراب والأرض السورية. وأوضح مكرم، أن الضربات الاستباقية الروسية لمنظمات الإرهاب في سوريا تعزز أمن روسيا التي تواجه هي الأخرى خطر هذه الجماعات، خاصة أنها تملك امتدادًا أرضيًا يكاد يكون ملاصقًا لحدود روسيا، لا يفصله عنها محيط واسع كما هو حال الولاياتالمتحدة التي نجحت في حصار الإرهاب داخل منطقة الشرق الأوسط، وأعادت تصديره إلى المنطقة العربية كي يستنزف قدراتها ويعطل فرص وصول الإرهاب إلى الداخل الأمريكي. وأشار الكاتب إلى أن ما يؤكد جدية الروس في حربهم على الإرهاب أنهم لا يفرقون بين داعش وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة وجيش الفتح، ويعتبرون الجميع إرهابا واحدا يهدد أمن العالم واستقراره ينبغي اجتثاث جذوره، وبالطبع ثمة أهداف أخرى للروس، لعل في مقدمتها تعزيز وجودهم العسكري شرق المتوسط الذي يمكنهم من الوصول إلى المياه الدافئة، وتحجيم الهيمنة الأمريكية المنفردة على أقدار العالم، وتحسين مكانتهم التفاوضية في لعبة الأمم بما يمكنهم من أن يكونوا رقما مهما في حسابات الشرق الأوسط، والربط بين المشكلتين السورية والأوكرانية في سلة تفاوض واحدة، وجميعها أهداف مشروعة لا تتعارض مع أي من قواعد القانون الدولي. وفي ختام مقاله، قال مكرم محمد أحمد إن الروس لا يسعون إلى مجابهة عسكرية مع الغرب والأمريكيين على أرض الشرق الأوسط، لأن ذلك لن يكون في مصلحة أي من الأطراف، على العكس ربما يكون هدف الروس الأهم، أن يكونوا شركاء أصليين في تسوية الأزمة السورية..، وأيا كانت الأسباب فالأمر المؤكد أن خيبة الأمريكيين في مواجهة داعش، وتلكؤهم في تحرير أراضى العراق، ودورهم المشبوه في بزوغ هذه الجماعات إلى الوجود سواء داعش أو القاعدة هو الذي جعلت غالبية العرب يساندون الموقف الروسي. وتحت عنوان "الخروج عن خط التنظيم" رأى فهمى عنبه رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" في عموده "على بركة الله" أن بداية الخلاص من العشوائيات هي ضبط المحليات ومنع البناء على الأراضي الزراعية لأنها جريمة وعودة هيبة الدولة بحق، مشددًا على ضرورة تنفيذ القوانين واللوائح والتزام الجميع بالشروط وإعادة تخطيط كل المناطق العشوائية من جديد بالاستعانة بأساتذة كليات الهندسة والفنون الجميلة. وأكد عنبه، أن الأحياء وأجهزة المحليات كانت قبل أن يسود الفساد وتتبدل الأخلاقيات تحافظ على النظام والقانون وتقوم بتحرير المخالفات وتمنع التجاوزات وتهدم فورا أي بناء يخالف الترخيص قبل أن يكتمل ويتحول إلى مشكلة مستعصية لأن صاحبه باعه بالتمليك وقبض الثمن وترك السكان الغلابة يتحملون المسئولية فتضطر الحكومة للتصالح حرصا على أموال المواطنين ولأنها لا تستطيع توفير البديل. وقال الكاتب: "هاجمتنا العشوائيات حتى أصبحت عنوانا للشوارع في المدن والقري.. خسرنا الأحياء القديمة التي كانت تلتزم بالتخطيط.. وفقدنا أجود الأراضي الزراعية بالبناء عليها دون تخطيط.. وسمحنا باحتلال الأرصفة ومخالفة التراخيص في المساحات والارتفاعات.. وحتى في الأمتار التي يتم تركها بين الجار والجار.. وفي المناور وخلف الأسوار مما لا يحقق شروط السلامة والأمان.. فكانت النتيجة تشويها ومسخا للشوارع تفتقد للذوق وتهدد الناس في حياتهم وتنذر بوقوع كوارث في المجتمع". وأكد رئيس تحرير "الجمهورية" أننا يمكن أن ننقذ ما يمكن إنقاذه بسرعة إصدار المحافظين لقرارات بوقف البناء العشوائي فورًا، وتشديد الرقابة على مجالس القري والمدن والأحياء ووقف التراخيص التي تخالف شروط الارتفاعات والبروز، وإزالة كل مظاهر احتلال الشوارع والأرصفة، وفرض غرامات كبيرة على المخالفين الذين لن تستطيع الدولة هدم مبانيهم المخالفة رحمة بالسكان وذلك حتى لا يهرب الجاني بجريمته مع عقاب الموظفين والمهندسين المتسببين في وقوع هذه الأخطاء لعلهم يرتدعون. وفي ختام مقاله قال عنبه: "إذا أردنا إعادة الجمال والانضباط إلى شوارعنا، فلا بد أن نلتزم بالتخطيط ونمنع الخروج عن خط التنظيم". أما الكاتب عماد الدين حسين، فأكد في عموده في صحيفة "الشروق" تحت عنوان "تحية إلى القوات المسلحة في عيدها" أنه لا يعرف قيمة وأهمية وجود جيش وطني موحد وغير منقسم إلا من يفقد هذا الجيش كما حدث لسوء الحظ في اليمن وليبيا وسورياوالعراق. وأوضح حسين، أن العدوان الأمريكي السافر على العراق في 2003 وقرار الحاكم الأمريكي بول بريمر بحل الجيش كان السبب الأساسي في الحالة التي وصلت إليها العراق الآن وربما كل المنطقة خصوصا الصراعات الطائفية ضمن أسباب أخرى بالطبع منها القمع والاستبداد. وقال "إن الحرب الأهلية في سوريا أدت للأسف إلى انقسام الجيش إلى حد كبير وفي اليمن الوضع أسوأ لأن مفهوم الجيش يختلط بالثقافة القبلية هناك ومعظمه انحاز إلى على عبد الله صالح ضد الحكومة الشرعية". وتطرق الكاتب إلى الوضع المأساوي في ليبيا الذي وصفه بأنه مخلوط بالعبث، قائلا "لم يكن هناك جيش بالمفهوم الكلاسيكي للمصطلح بل مجموعة من الكتائب المتنافرة كل واحدة يرأسها أحد أبناء القذافي أو كبار مساعديه وكانت تتصارع أحيانا مع بعضها البعض والنتيجة هي الحالة التي نراها في هذه البلدان الأربعة الشقيقة الآن وسبقتها الصومال ونسأل الله أن تتجاوزها نحو بناء جيش وطني قوى موحد وغير طائفي أو عرقى أو فئوي أو مناطقي". وأضاف عماد الدين حسين: "شعرت بكل هذه المعاني وأنا أتابع احتفال القوات المسلحة بالذكرى ال42 لنصر أكتوبر المجيد على العدو الصهيوني". وقال الكاتب: "خلال كلمة الرئيس السيسي في الاحتفال قال إن مصر لن تعود إلى زمن الانكسار والانهزام الذي حدث في يونيو 1967 وأظن أنها رسالة موجهة مباشرة إلى إسرائيل عدونا الرئيسي والجوهري والفعلي حتى تختفى من المنطقة أو تعيد جميع الحقوق للأشقاء الفلسطينيين".