تناول كتاب الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء العديد من الموضوعات التي تشغل اهتمامات الرأي العام، منها انتصارات أكتوبر المجيدة، والأزمة السورية. قال الكاتب جلال دويدار في مقاله " خواطر" بصحيفة الأخبار "إنه منذ 42 عاما بدأت قواتنا المسلحة أكبر عبور في التاريخ العسكري لعائق مائي تمثل في قناة السويس، مستهدفة تحرير أرض سيناء من الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف أنه جرى تنفيذ هذه العملية بالفكر والسواعد المصرية بشجاعة منقطعة النظير، وتم اقتحام التحصينات التي كانت قد أقيمت على الشط الشرقي للقناة واختراق وتدمير خط بارليف الذي روج البعض الأساطير حول استحالة المرور منه، كل التقارير والمتابعات العسكرية العالمية للمعارك التي دارت وما أبداه الجندي المصري من جسارة وبسالة.. شهدت لقواتنا المسلحة بالنجاح المؤزر في تحقيق أعظم انتصار عسكري في التاريخ الحديث عنوانه دحر مذل لجيش إسرائيل الذي لا يقهر. وأوضح أن استعادة ذكرى هذا الانتصار تبرز معدن الشعب المصري وعظمة أبناء جيشه الذين يستحقون وصفهم بأنهم خير أجناد الأرض ، مؤكدا أن ما حدث كان تجسيدا لروح التحدي التي عظمت الإصرار علي تحرير أرض سيناء واستعادة الكرامة التي أهدرت بهزيمة 1967 التي جرت في ظروف داخلية. ولفت إلى أن وراء قرار خوضنا لهذه الحرب- التي انتهت بتحقيق الانتصار- حكمة ودهاء وسعة أفق ووطنية قائد وزعيم عظيم هو أنور السادات. ورأى الكاتب في نهاية مقاله أننا ليس أمامنا في ذكري يوم هذا الانتصار العظيم "6 أكتوبر" إلا أن نتذكر قدرة هذا البلد وشعبه على مواجهة الصعاب سعيا إلى إنجاز ما يتطلع إليه من آمال، وأننا لا نحتاج لتحقيق أهدافنا المنشودة سوى أن يهبنا الله من يحسن التخطيط ويقودنا إلى الطريق السليم. وقال إن هذا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال أصحاب التوجه الخلاق المخلصين المؤمنين بمجد وصالح هذا الوطن. هذا الهدف كان المحور الذي انطلق منه مشوار حرب أكتوبر وما حققته من انتصار لإرادة الشعب المصري. أما الكاتب محمد بركات فأكد في مقاله "بدون تردد " بصحيفة الأخبار أنه لسنوات طويلة ماضية أصبح السادس من أكتوبر يوما للعبور والنصر وقهر الهزيمة، ولسنوات قادمة سيظل هذا اليوم خالدا في وجدان وقلوب كل المصريين، ودليلا حيا على شجاعة وحكمة رجال مصر الأبطال القادة والضباط والجنود البواسل في جيشها العظيم، الذين اتخذوا قرار حرب التحرير المقدسة وسط ظروف إقليمية ودولية بالغة الصعوبة والتعقيد، وخططوا للنصر بكل الجسارة والخبرة والعلم وأداروا معاركها بكل الشجاعة والاعجاز. وقال الكاتب إن من حق مصر وشعبها الاحتفال والزهو في كل عام بنصر أكتوبر المجيد، لما له من دلالة كبيرة وما يحمله في طياته من قيم ومعان وطنية وقومية تستحق التقدير والاحترام، وتستحق البقاء مضيئة في ذاكرة الأمة على مر السنين. وأضاف أن هذه القيم تستحق في ذات الوقت منا جميعا السعي الجاد والمخلص لترسيخها في قلوب وعقول كل أبنائنا من الأجيال الشابة التي لم تعاصر ملحمة العبور، والتي لم تكن شاهدة على ما أكدته هذه اللحظات من قدرة الشعب المصري وأبنائه الابطال في قواتنا المسلحة، على تحدي الصعاب وتغيير الواقع وصناعة النصر. ورأى أن ما يجب أن نقوله لأبنائنا ونرسخه في وجدانهم أنه في مثل هذا اليوم منذ اثنين وأربعين عاما، كان السادس من أكتوبر يوما للنصر وتاريخا للعزة والكرامة، وسيظل نبراسا للحق ونجما لامعا في سماء المنطقة وتاريخ مصر، مهما اشتدت الظلمة أو انتشر الضباب في عالمنا العربي والمنطقة من حولنا، ومهما فترت همة البعض وانتابه الضعف نتيجة سوء الفهم أو قصر النظر وضعف البصيرة. ولفت إلى ضرورة أن نؤكد للأبناء والشباب ما أثبتته حرب أكتوبر المجيدة، من أن هناك دائما فجرا قادما في الطريق تلوح تباشيره في الأفق رغم كل الظروف الصعبة، ولكن هذا الفجر لا يأتي وحده ولا يظهر من فراغ، بل يحتاج إلى عمل وكفاح وأعداد وتجهيز وجهد وإخلاص، حتي يتحقق ويتجسد علي أرض الواقع ويصبح حقيقة، وذلك لا يحدث دون التوحد على الهدف والإخلاص له والعمل الجاد للوصول إليه. أما الكاتب فاروق جويدة فرأى في مقاله "هوامش حرة " إن الشيء المؤكد الآن أن الرئيس بوتين نقل المواجهة من أوكرانيا والقرم إلى الشرق الأوسط وجاء لكى يحارب الجيش الروسي في سوريا على بعد أمتار من إسرائيل وخطوات من بترول العراق والخليج وفى قلب المياه الدافئة في البحر المتوسط جنوب أوروبا. وقال إنه دور شطرنج بارع لعبه الرئيس بوتين بدعم من الرئيس السوري بشار الأسد الذي فعل كل الأشياء في شعبه ابتداء برحيل 8 ملايين مواطن عن بلادهم وانتهاء بمئات الآلاف من القتلى. وأضاف أن وجود قوات برية وجوية وبحرية روسية على الأراضي السورية ليس أمرا بسيطا في حسابات الحروب والمواجهات والسياسة. ورأى أن أمريكا تعيش مفاجأة كبرى خاصة أن إيران دخلت على الخط مع الروس وارسلت قوات برية إلى سوريا لتحارب جنبا إلى جنب مع الجيش الروسي كما أن العراق الدولة والحكومة طلب رسميا دخول الجيش الروسي إلى أراضيه لمواجهة داعش رغم وجود القوات الأمريكية، وهذا يعنى أن العراق يرى أن أمريكا فشلت وأن الروس أكثر شجاعة وجرأة وأن العالم العربي يعيش اسوأ حالاته انقساما وتفككا وضياعا وكل من يجد حائطا يستند عليه حتى لو كانت قوات احتلال أجنبية لأن أي شيء أفضل من داعش وقطع الرقاب. وأوضح أن الحسابات تغيرت وشعوب لم تعد تملك شيئا من مقدراتها وحتى الغرب الذي قامت يوما ضده الثورات يجد الآن من يستجديه أن يعود محتلا ومستعمرا لدول حاربت يوما من اجل استقلالها والآن لا استقلال ولا أوطان. فيما قال الكاتب مكرم محمد أحمد في مقاله "نقطة نور " بصحيفة الأخبار إنه وسط زحام الطائرات الروسية والأمريكية والفرنسية التي تمارس عملياتها فوق الأرض السورية، يدعى جميعها أنها جاءت للحرب على داعش، فيما يؤكد الواقع أنها جاءت لتنفيذ خطط واستراتيجيات مختلفة لمصالح متصادمة تخاصم المصلحة العربية. وأضاف أنه وسط هذا الزحام يتهم الأمريكيون الطائرات الروسية بأنها لا تركز أهدافها على داعش، وتوجه معظم هجماتها الى جماعات تتبع المعارضة السورية المسلحة الوثيقة الصلة بالولاياتالمتحدة، بينما يتحدى لا فروف وزير الخارجية الروسي الأمريكيين أن يقدموا دليلا واحدا على صدق الادعاء الأمريكى، مؤكدا أن الطائرات الروسية لا تقصف داعش فقط لكنها تضرب جبهة النصرة التابعة للقاعدة وتضرب جيش الفتح بناء على طلب من الرئيس السوري بشار الأسد، في عمل مشروع لا يعترض عليه القانون الدولي، ولا تستطيع واشنطن أن تناهضه لأنها تضع هذه المنظمات على قوائم جماعات الإرهاب. وأوضح الكاتب أن وحدها إسرائيل التي ترفض أن يكون هدف بوتين من عملياته العسكرية في سوريا مجرد نقلة جسورة على لوحة الشطرنج في لعبة الأمم، هدفها تعزيز مكانته في سياسات الشرق الأوسط وكسب موطئ قدم قوى في سوريا، يعطيه قدرة المساوامة على حل المشكلة الأوكرانية بما يحفظ ماء وجهه ويرفع عن روسيا العقوبات الدولية. وقال إن إسرائيل تعتقد أن الغارات الروسية التي ركزت على مناطق حمص وحماة وسط سوريا، وامتدت إلى الشمال في منطقة حلب وأدلب تهدف إلى التمهيد لحرب برية، يقوم بها الجيش السوري تعاونه جماعات من حزب الله اللبناني وقوات من الحرس الثورى الإيراني، وتقول مصادر لبنانية إنها وصلت بالفعل إلى سوريا بهدف استرداد هذه المناطق، وتوسيع نطاق المنطقة التي يحكمها بشار الأسد ولا تتجاوز مساحتها 20% من مساحة سوريا، خاصة أن هذا الامتداد الجديد سيمكن بشار من أخصب مناطق سوريا، ويؤمن منطقة العلويين قريبا من اللاذقية، كما يؤمن الطريق الذي يربط العاصمة دمشق بالساحل السوري عبر حماة وحمص. وأضاف الكاتب أنه على الناحية الأخرى ثمة من يعتقدون أن التدخل العسكري الروسي هو بداية شرق أوسط جديد لا تنفرد فيه الولاياتالمتحدة بالهيمنة والأوامر، والتدخل الروسي يشكل بدايات عالم جديد أكثر توازنا.