اهتم كُتاب الصحف الصادرة صباح اليوم الإثنين بعدد من الموضوعات المختلفة ومن بينها الحديث عن قصف الطائرات الروسية على امتداد يومين متواصلين لعدد من أهداف الجماعات المتطرفة داخل سوريا بينها تنظيم داعش وجبهة النصرة التي تتبع تنظيم القاعدة، والغرب وطريقة تعامله مع البلدان النامية وأنها لا تعدو بالنسبة له كونها مسرحا للهيمنة السياسية والاقتصادية الغربية، وكذلك الحديث عن مدى التنسيق بين الحكومة والبنك المركزى حول قضية السياسة النقدية وموقف الدولار في الأسواق. فمن جانبه، تناول الكاتب مكرم محمد أحمد في عموده "نقطة نور" بالأهرام، الحديث عن قصف الطائرات الروسية على امتداد يومين متواصلين لعدد من أهداف الجماعات المتطرفة داخل سوريا بينها تنظيم داعش وجبهة النصرة التي تتبع تنظيم القاعدة، مشيرا إلى تأكيد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أن التدخل العسكري الروسى في الشرق الأوسط سيشمل القوات الجوية فقط وسوف يكون مؤقتا. وتساءل مكرم، عن سبب إحجام القوات الروسية عن المشاركة في عملية برية تحسم المعركة على الأرض، كما وعد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف في تبريره للتدخل الروسى في سوريا، وعما إذا كان دافعه الخوف من التورط في حرب استنزاف جديدة، تعيد تكرار مأساة القوات الروسية في أفغانستان قبل عدة سنوات!، أم أن الروس سوف يعهدون للقوات السورية بالعملية البرية على أن تساندها قوات روسية جوية. ورأى مكرم أن الرئيس بوتين لا يزال يأمل في أن تلعب الأطراف الأوربية دورا ضاغطا على الأمريكيين، يلزم الرئيس الأمريكى باراك أوباما بقبول حل وسط يبقى على الرئيس السورى بشار الأسد خلال الفترة الانتقالية حفاظا على ماء وجوه كل الأطراف، خاصة أن أوباما لا يمانع الآن في أن تكون إيران طرفا في التحالف الدولى في الحرب على داعش. ولفت الكاتب إلى أن الأمريكيين ما زالوا يعتبرون التحرك العسكري الروسى مجرد نقلة على لوحة الشطرنج في لعبة الأمم هدفها اختبار مدى صبر الرئيس الأمريكى، لأن الاقتصاد الروسى لا يزال مجهدا لا يستطيع أن يتحمل أعباء وتكلفة حرب طويلة الأمد داخل سوريا، مشيرا إلى أن الأمر المؤكد أن الرئيس الروسى أحسن استثمار خيبات الأمريكيين في الحرب على داعش. ومن جانبه، أكد الكاتب أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة الأهرام في مقاله الصادر صباح اليوم بالصحيفة أن الغرب تعامل لوقت طويل مع البلدان النامية على أن تاريخها العتيد هو مجرد ديناصورات منقرضة، وأنها لا تعدو كونها مسرحا للهيمنة السياسية والاقتصادية الغربية. ورأى الكاتب أن تلك الديناصورات انتفضت متجسدة في طفرات في توزيع هيكل القوة الاقتصادية في العالم لصالح دول نامية وناهضة كبرى وعلى رأسها الصين والهند.. كما تجسد في العودة الهائلة لروسيا استنادا إلى قدراتها الاقتصادية والعسكرية الجبارة. وقال الكاتب إن العودة الروسية شديدة البأس للقيام بدور عالمى في مواجهة العبث الأمريكى بأقدار الدول والشعوب النامية وبخاصة في عالمنا العربي، أدى في أقوى تجسداته إلى دخول روسيا بثقلها لمواجهة قطعان الإرهابيين الوهابيين في سوريا بعد أن أدركت بشكل واضح أنه ليست هناك مواجهة غربية جدية لتلك القطعان المتخلفة والممولة والمسلحة من بعض الدول النفطية والغازية الثرية ومن تركيا والقوى الغربية الكبرى التي تدعى محاربة الإرهاب بينما هي أكثر من دعم الإرهاب ومنع مواجهته. وأوضح الكاتب أنه وأيا كانت التطورات السياسية والاقتصادية العالمية والإقليمية في الفترة القادمة فإن الدول النامية والناهضة ودول الاتحاد السوفيتى السابق التي تعامل معها الغرب على أن قوتها واستقلالها ديناصورات منقرضة، قد انبعثت بكل القوة والحيوية لتبنى عالما جديدا متعدد الأقطاب وللدول النامية والناهضة والمتقدمة من خارج المنظومة الغربية صوت مسموع فيه وإرادة موازنة للغرب، مشيرا إلى أن العاقل من يقرأ الواقع وتوقعات المستقبل ليبنى استراتيجيته بصورة متوازنة ستنهض على الحقوق والعدالة والتوازن في العلاقات الدولية التي ستشهد تغيرات كبيرة اتساقا مع تغير موازين القوى الاقتصادية والسياسية في العالم. بينما تناول الكاتب فهمي هويدي في مقاله "هوامش حرة" بصحيفة الأهرام، الحديث عن مدى التنسيق بين الحكومة والبنك المركزى حول قضية السياسة النقدية وموقف الدولار في الأسواق.. مشيرا إلى أن غياب التنسيق بين الحكومة والبنك المركزى حول سعر الدولار أدى إلى ارتباك المشهد خاصة أن موارد النقد الأجنبى تراجعت فلا توجد الآن مساعدات كبيرة من دول الخليج ولا توجد موارد ضخمة من السياحة، كما أن صادرات مصر وإنتاجها الصناعى لا يشجعان على الإطلاق على زيادة مواردنا من النقد الأجنبى. وشدد على أننا أمام أكثر من أزمة في سوق الدولار.. فهناك مواجهة بين مكاتب الصرافة والبنوك حول سعر الدولار وهناك احتياجات من الشركات الصناعية والسلع الغذائية وعمليات الاستيراد بصفة عامة والبنك المركزى حريص على أن يحافظ على ما لديه من الاحتياطي النقدى والسياحة تعيش حالة من حالات التعثر يضاف لهذا أن ارتباك سعر الدولار في الأسواق جعل المصريين في الخارج يبيعون ما لديهم من العملات الصعبة لتجار الصرافة بأسعار أعلى من أسعار البنوك. ونبّه إلى أن هذه الأسباب تفرض على الجميع الحكومة والمركزى ضرورة التنسيق خاصة وزارات الصناعة والتموين والسياحة والاستثمار وقبل هذا كله بنوك مصر التي تتصدر المواجهة.. لافتا إلى أن زيادة الإنتاج والتصدير وترشيد الاستيراد هي أقصر طريق لتعديل مسار الدولار. وبدوره، قال الكاتب عمرو الشوبكى في مقاله معا بصحيفة المصرى اليوم عن الساحة السورية إنها بدأت بانتفاضة مدنية ديمقراطية قمعها النظام الديكتاتورى، وفتح الباب أمام عسكرتها، ودخول كل إرهابيى العالم على أرضها، وأصبح حلم بناء سوريا المدنية الديمقراطية بعيد المنال، بعد أن تحول الصراع داخل سوريا من صراع بين سلطة مستبدة وشعب قال كلمة «حرية» وذبح، وقال «الشعب السورى ما ينزل» وقتل، إلى صراع إقليمى بدخول دول الخليج على الخط في مواجهة تحالف إيران وحزب الله. وأضاف أن التحول الثالث للصراع داخل سوريا جاء من صراع إقليمى أدارته أطراف داخلية بالوكالة إلى صراع دولى تدخلت فيه القوى العظمى بشكل مباشر، وخاصة في أعقاب الغارات الروسية على مواقع داعش، وغيرها من الجماعات المسلحة. وأوضح الكاتب "الحقيقة أن أسوأ ما تواجهه سوريا يتمثل في حالات التهليل التي تصاحب أي تقدم عسكري لفريق أو تدخل عسكري خارجى لصالح فريق، فقد هلل أنصار الحسم العسكري في مواجهة النظام لتقدم المعارضة، الشهر الماضى، وأغمضوا أعينهم عن أن داعش وجبهة النصرة هما في قلب هذا التقدم، ثم فاجأهم جيش النظام وحقق تقدما في مكان آخر هلل له آخرون باعتباره نصرا على الإرهاب، ثم جاءت الغارات الروسية واعتبرها النظام وأنصاره بداية لتثبيت أركان حكمه، حتى بدا الأمر وكأنه كر وفر يدفع ثمنه آلاف الأبرياء من أبناء الشعب السورى". وأشار إلى أن الحقيقة أن ما يتردد الآن من بعض الأوساط المتابعة للشأن السورى بأن هناك مؤشرات على قبول روسى لهذا المسار، بل إن التصريحات الروسية، أمس الأول، بأنها تبحث مع قوى معارضة سورية عن حل سياسي للأزمة، يعنى في الحقيقة أنها تقدم روشتة سياسية جديدة تختلف تماما عما قدمته أمريكا وحلفاؤها طوال الفترة الماضية، وأيضا تختلف عن مواقف النظام الرافضة والمعطلة لأى حل سياسي للأزمة. وفى سياق آخر، قال الكاتب محمد بركات في صحيفة "الأخبار" "في مثل هذا اليوم الخامس من أكتوبر منذ اثنين وأربعين عاما كانت مصر تقف على أعتاب مرحلة جديدة، فاصلة وحاسمة في تاريخها وواقعها ومستقبلها،...، بل وفاصلة أيضا في واقع ومستقبل المنطقة العربية والشرق أوسطية، التي تقع فيها مصر موقع القلب الرابض في نقطة الوصل ومركز الاتصال بين شطري العالم العربي الممتد على قارتي أفريقيا وآسيا بين المحيط الأطلسي والخليج العربي". وأضاف "في هذا التوقيت صباح الخامس من أكتوبر 1973، كانت مصر على موعد مع الزمن كي تغير الواقع الإقليمي في المنطقة كلها، وكانت أيضا على مرمى حجر من البدء في تغيير موازين القوى في هذه المنطقة من العالم". وأوضح الكاتب "كانت مصر لا تفصلها سوى ساعات قلائل لا تزيد على أربع وعشرين ساعة فقط عن أخطر لحظة في تاريخها المعاصر، لحظة فارقة في مسار الأمة ومستقبل الوطن، تتحدى فيها الواقع المر الذي فرضته هزيمة الخامس من يونيو 1967، وتعبر منها فوق القناة لتزيل العدوان وتمسح عار الهزيمة وتعيد كرامتها وحرية أراضيها".