تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الأربعاء، عددا من القضايا المهمة التي تفرض نفسها بشكل تام على واقع المجتمع المصري. فتحت عنوان "أمريكا واستنساخ العملاء" أكد الكاتب فاروق جويده في عموده "هوامش حرة" بصحيفة "الأهرام" أن أمريكا أمام فشلها في كل القرارات السابقة واللاحقة عادت إلى أساليب المؤامرات القديمة ضد الشعوب على الطريقة الإنجليزية فرق تسد. وأشار إلى أنها حرضت الشيعة على السنة في العراق وقسمت العالم العربى إلى مسلمين وغير مسلمين، وقدمت الدعم والسلاح والمال للميليشيات الإرهابية في أكثر من مكان وقربت إيران وتفاوضت معها وباعت كل الأصدقاء القدامى ومازالت تقف مع إسرائيل رغم أنها خسرت كثيرا بسبب هذا الدعم. وأوضح جويده أن أمريكا لم تترك دولة عربية في حالها وتركت كل دول العالم وجلست في العالم العربى تدبر المؤامرات وتخلع الرؤساء وتدعم هذا ضد ذاك وظلت لا تعترف إلا بشئ واحد إما أن تكون عميلا أو لا مكان لك في سلطة القرار الأمريكي. وأضاف أن الأزمة الحقيقية التى تعيشها أمريكا الآن أنها فرطت في إعداد كبيرة من العملاء وحين انكشف الوجه الحقيقى لم تعد تجد أحدا يثق فيها ليكون عميلا. وقال الكاتب، في نهاية مقاله، "إن أمريكا الآن تدور في كل العواصم العربية تبحث عن عملاء جدد لأن رصيدها ضاع فمن قتل قتل ومن مات مات ومن سجن سجن وهى الآن تبحث عن وجوه جديدة إلا أن الأزمة الحقيقية التى لا تعترف بها أمريكا أن الشعوب أفاقت وخرجت من غفلتها وان هذه الشعوب فقدت ثقتها في العم سام وهو يتحدث عن الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية الكاذبة.. لم يبق أمام أمريكا غير ابنها الشرعى وهو الإرهاب الذى جاءت به لكى يكون شبحا يخيف العالم فانقلب عليها وأصبح يراها العدو الحقيقى للشعوب.. لا أحد يدرى كيف يمكن لأمريكا استنساخ العملاء القدامى في وجوه جديدة". أما فهمي عنبة، رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" فأكد في عموده "على بركة الله" تحت عنوان "القيادة.. فكر وقرارات" أن ثقافة المصريين تحتاج إلى تغيير قبل التفكير في إجراء تغيير وزاري أو المطالبة بحركة للمحافظين.. مشيرا إلى ضرورة احترام القانون وتطبيقه على الغني قبل الفقير. وعلى "الحيتان" قبل الصغار.. منوها إلى أن المساواة تجعل كل إنسان يلتزم وتجعل كل من يخالف يتقبل العقوبة والمساءلة. وقال عنبة، "علينا أن نبدأ في تطوير المحليات.. باعتبارها سبب معظم العشوائيات والتشوهات التي نراها في القرى والمدن والشوارع.. وهي أيضاً المسئولة عن نجاح أو فشل أي محافظ وتوريطه في المخالفات.. أو تكبيل يديه. فيعجز عن اتخاذ القرار السليم.. أو إخافته. فيتحول إلي صاحب "يد مرتعشة" ويظل أسيراً للروتين والبيروقراطية. وأضاف أن البحث عن القيادة المتفتحة والكفء وتكون مخلصة وصاحبها يده نظيفة.. أصبح كمن يبحث عن إبرة في الصحراء.. رغم أن مصر ولادة ومليئة بالمتميزين في مختلف المجالات. وليس فقط لمن يشغلون الوظائف العامة أو يتولون مسئولية المحافظات.. ولكن لابد من جهد كبير للوصول إليهم.. لأن من يعملون بإخلاص لا وقت لديهم للإعلان عن أنفسهم. وصوتهم دائماً لا يعلو. وأكد رئيس تحرير "الجمهورية" أنه مطلوب قيادات في كافة المواقع لديها فكر ورؤى وتطبق القانون على الجميع بعدالة.. وتتمتع بالقدرة على اتخاذ القرار في الوقت المناسب وليس بعد فوات الأوان. وفي عموده "نقطة نور" بصحيفة "الأهرام" قال الكاتب مكرم محمد أحمد "الواضح من الهزائم العديدة التى تلقاها «داعش» فى مناطق كثيرة داخل العراق، أن العد التنازلى لسيطرتها على هذه المساحات الشاسعة من الأراضى السورية والعراقية قد بدأ بالفعل خاصة أن هناك فرصًا متزايدة لتحرير مدينة الموصل، وأن "داعش" الذى بالغ الأمريكيون كثيرا فى تضخيم قوتها لأسباب فى نفس يعقوب ليست العدو الذى لا يقهر!، وما من شك فى أن استعادة محافظة ديالى فى العراق وكوبانى على الحدود السورية التركية تشكل نقطة تحول فى الحرب على "داعش".. صحيح أن القصف الجوى الأمريكى لعب دورا مهما فى إضعاف معنويات "داعش"، لكن الأمر المؤكد أنه لولا بسالة المقاتلين الأكراد لما تحررت كوبانى، ولولا نجاح حكومة العراق فى تشكيل هذا التحالف بين الجيش والبشمركة والعشائر لما تم طرد "داعش" من جميع محافظة ديالى. والأمر المؤكد أيضا أن الأمريكيين كان يمكن أن يختصروا هزيمة "داعش" فى فترة زمنية أقل، لو أن إدارة أوباما لم تركب رأسها وتصر على الاعتماد على القصف الجوى وحدة فى حربها على "داعش"، دون أن تستجيب لمطالب رئيس الأركان ووزير الدفاع السابق ومعظم خبراء البنتاجون الذين أصروا على ضرورة تشكيل قوة برية تحسم المعركة مع "داعش"، لكن يبدو أن إدارة أوباما لم تكن تخطط لمعركة حاسمة كى تبقى على "داعش" فزاعة تهدد أمن المنطقة ودول الخليج.. ولو أن كلا من الأفارقة والعرب نجحوا فى تشكيل قوات مشتركة لمحاربة الإرهاب على أرض أفريقيا وعلى الأرض العربية، لما كان فى وسع أوباما أن يجعل من الإرهاب تجارة ، ويبقى على أمن المنطقة ودول الخليج رهينة ل"داعش" !. وأشار الكاتب محمد بركات في عموده "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار" إلى أن القراءة الصحيحة والواقعية للجريمة الإرهابية الأخيرة، وما تشير إليه من متغير واضح في النهج والأسلوب الإجرامي الاحترافي، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك تورط ومشاركة جبهات خارجية فيما جري وما تم، كما تؤكد في ذات الوقت حقيقة أن ما تتعرض له مصر الآن من هجمة إرهابية شرسة، من جانب الجماعة الإرهابية وعصابات التطرف والتكفير والضلال المتحالفة معها، يأتي في إطار مؤامرة شاملة، تهدف إلي تفكيك الدولة وتدمير قواعدها وأعمدتها الرئيسية وكسر إرادتها. وأوضح بركات أن على رأس هذه القواعد وتلك الأعمدة التي يراد هدمها، القوات المسلحة وأجهزة الأمن والشرطة، حتي يتم إسقاط الدولة، في اطار المخطط الإجرامي الشيطاني المرسوم لتفكيك وتفتيت الدول بالمنطقة العربية، وتقسيمها إلي كيانات صغيرة ودويلات ممزقة، تمهيدا لإعادة رسم خريطة المنطقة من جديد، وفقا للرؤية الاستراتيجية المعلنة للولايات المتحدةالأمريكية، المعروفة بالشرق الأوسط الكبير أو الجديد. وأبان أنه لتنفيذ هذا المخطط وذلك الهدف، كان لابد من إزالة كافة العقبات والقوي المعارضة التي يمكن أن تحول دون ذلك، وفي المقدمة منها مصر، باعتبارها القوة الأكبر والدولة الأكثر تماسكا وتأثيرا في المنطقة، وهو ما يتطلب إما تحييدها وضمان موافقتها وصمتها علي ما يجري في المنطقة، أو إجبارها علي ذلك بإغراقها في الفوضى وعدم الاستقرار وانهاك قوتها بشن حرب إرهابية عليها. وقال الكاتب: "ولكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن الأمريكية، والمراكب التركية، والزوارق القطرية، والجماعة الإرهابية، فقد جاء زلزال الثلاثين من يونيو ليطيح بكل ما تم الاتفاق عليه ويرمي به في مزبلة التاريخ".