اهتم عدد من كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم بالصحف الصادرة، صباح اليوم الأحد، بالحديث عن موضوعات تهم الرأي العام المصري، جاء في مقدمتها تحرير سعر الصرف. ففي مقاله بصحيفة "الأخبار" قال الكاتب محمد بركات تحت عنوان "الحكومة وتعويم الجنيه"، إنه طوال الشهور الست الماضية، وقبل قرار البنك المركزي بتحرير سعر الصرف وما يعرف ب"تعويم الجنيه" بعدة شهور، كانت التوقعات جميعها تشير إلى أن هذا القرار أصبح قاب قوسين أو أدنى، وأنه بات بالفعل على الأبواب، وان كل الدلائل وكافة الآراء تؤكد انه قد يحدث اليوم أو غدا على أقصى تقدير. وطوال هذه الشهور كنا نخلد إلى النوم في المساء ولدينا تحسب بأن القرار سيكون أمرًا واقعًا في الصباح الباكر، وإذا لم يحدث ذلك مع طلوع النهار، فإنه سيطل علينا في المساء وقبل غروب الشمس. وخلال هذه المدة التي طالت واستطالت كانت كل الفضائيات وكل الصحف ووسائل الاعلام، مكتظة عن آخرها بالعديد من الخبراء في الاقتصاد والمتخصصين في شئون المال والاستثمار، الذين تفرغوا ليل نهار كي يخبرونا بأن تحرير سعر الصرف هو الحل لمشكلة الاقتصاد المصري المأزوم، وأن تعويم الجنيه هو العلاج المر والطريق الصعب لإصلاح حال الاقتصاد المريض، ولابد من اتخاذ هذا الحل، ولابد من السير في هذا الطريق.. وفي ظل هذه الحالة، كان من الطبيعي جدا أن نتصور أن الحكومة تتابع معنا هذا الذي يحدث وأنها علي دراية تامة بكل جوانب الصورة، وأنها تسمع معنا حديث الخبراء وتوقعات كل المتخصصين بأن تحرير سعر الصرف قادم وتعويم الجنيه اصبح علي الأبواب، وانه سيكون امرا واقعا بين لحظة وأخرى. ولذلك فقد كان من الطبيعي، أن نتصور أن الحكومة قد أعدت للأمر عدته، وأنها قد بحثت ودققت في كل التطورات والتداعيات والتأثيرات الناجمة عن تحرير سعر الصرف وتعويم الجنيه، ولكننا اكتشفنا بعد التعويم وتحرير سعر الصرف أن تصوراتنا لم تكن صحيحة، وأن الحكومة كانت تتابع وتسمع ولكنها للأسف لم تبحث ولم تدقق ولم تعد للأمر عدته. وفي مقاله بصحيفة "الأخبار" أيضا قال الكاتب جلال دويدار تحت عنوان " حكام قطر تجردوا من قيم الوفاء والعروبة"، لجأت قطر الجزيرة إلي التهجم الشائن علي جيش شعب مصر المكافحة والمناضلة دفاعا عن أمتها العربية.. باستخدام التزوير والأكاذيب والتدليس.. هذا السلوك تفنده سجلات التاريخ والحقائق والبراهين على أرض الواقع.. ما أقدم عليه هذا البوق العميل الموتور ما هو إلا تنفيس عن مشاعر الإحباط وخيبة الأمل والحقد الأسود الذي يعاني منه النظام الحاكم الحالي في قطر. هذا الانحراف السلوكي تصاعد نتيجة استجابة هذا الجيش الوطني الذي يضم خير أجناد الأرض لإرادة ودعوة عشرات الملايين من المصريين.. وقوفا إلى جانب ثورة 30 يونيو التي قاموا بها ضد نظام الحكم الظلامي التخريبي لجماعة الإرهاب الإخواني حليف النظام الحاكم القطري.. هذه الثورة العارمة التي اجتاحت كل أنحاء مصر المحروسة نجحت في الإطاحة بهذا الحكم الذي خطط لطمس هوية مصر ودورها الريادي وتخريبها لصالح القوي الأجنبية المتربصة بها وبكل العالم العربي. وأضاف قائلا: هذا الجيش الوطني القومي يا قطر - الجزيرة الذي تحاولين تشويه صورته كان السند والحامي للأمة العربية ولدول الخليج العربي والمدافع حتي الآن عن كل القضايا العربية. وإن من بين هذا السجل الحافل - الذي من المؤكد انكم تعرفونه-التصدي لأطماع وعدوانية إسرائيل من خلال خوض ثلاثة حروب كلفت مصر ما هو فوق الطاقة إلي جانب التضحيات الجسيمة في الارواح، ولا ينسي ايضا لهذا الجيش الباسل..يا قطر - الجزيرة في اطار هذا التاريخ المشرف تصديه لمغامرة احتلال صدام حسين عام 1990 للكويت وبدء التحرك منها للاستيلاء علي باقي دول الخليج العربي. وأكد أنه ليس خافيا أن مشكلة قطر التي تعد قناة الجزيرة محور وجودها وظهورها بدأت مع تولي حاكمها السابق حمد بن خليفة مقاليد الحكم بعد الانقلاب عام 1995 على والده المغفور له الشيخ خليفة آل ثاني صاحب الفكر القومي والأخلاقي الذي كان يقدر فضل ومكانة مصر حيث ضرب الإبن بهذا السلوك كل قيم الوفاء بواجبات البنوة لا تفسير لهذا السلوك الانحرافي سوى أنه مصاب بعقدة نفسية فسيولوجية إلى جانب وقوعه فريسة لقوي أجنبية متآمرة، وفي ظروف غامضة تنازل حمد فجأة عن الحكم منذ ثلاث سنوات لإبنه تميم الذي التزم بنفس الخط السياسي المعادي لمصر ولكل المصالح العربية. مشكلة حمد ومن بعده ابنه تميم هو الجهل بحجم ومقومات قطر مساحة وسكانا، لم يدرك أنه وبناء على ذلك أن هناك استحالة في أن يتحول القزم إلى عملاق والنملة إلى فيل، دفعه الجهل بهذه الحقيقة علاوة علي سوء التقدير أنه يمكن تحقيق هذا الوهم باستخدام المال الوفير الذي يحصلون عليه من الغاز والبترول وبحماية القواعد العسكرية الامريكية التي سمح باقامتها علي الارض القطرية وأهمها قاعدة "العيديد". واتخذ حمد ومن بعده الوريث تميم من إسرائيل الدولة العنصرية الصغيرة التي زرعها الاستعمار البريطاني في المنطقة العربية ودعمها وساندها الاستعمار الأمريكي الجديد.. نموذجا ومثالا يحتذي، خضع لسيطرة المتآمرين وأعضاء بطانته بقيادة »العّراب» جاسم بن حمد إبن عمه نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق، استغلوا قصور تفكيره وعدم تقديره للأمور للسير في هذا الطريق وإقناعه بأن وسيلته للوصول إلى مبتغاه.. مناطحة مصر الكبيرة الشامخة وتبني حملات الإساءة والتشويه الموجهة إليها. خدمة لهذا المخطط تم التخطيط لمشروع قناة قطر - الجزيرة الفضائية بناء علي توجهات ونصائح أجهزة المخابرات البريطانية والأمريكية. بمباركة الصهيونية العالمية خدمة لمصالح إسرائيل،وتولت هذه الأجهزة عمليات إعداد وتجهيز كل متطلبات المشروع وتحديد خطه الاعلامي. وقد يكون حكام قطر يعلمون أو لايعلمون أن الهدف هو أن تكون قطر العربية مسمار جحا وحصان طروادة للتسلط والهيمنة علي كل المنطقة العربية، وتركز دور هذه الفضائية التآمرية العميلة علي الترويج لكل ما يؤدي إلي إشاعة الفتن وزعزعة الاستقرار في كل الدول العربية. وباعتبار أن مصر أكبر الدول العربية وقلبها النابض ومن منطلق كونها العقبة أمام تحقيق أهداف هذا التآمر بحكم مسئولياتها القومية فقد كان طبيعيا أن تصبح هدفا رئيسيا لهذا المخطط.. في هذا الاطار وإدراكا لاهمية ما يربط بين شعبها وجيشها علي مدي التاريخ هداهم الفشل في دفعها إلي الاستسلام لمخططات التآمر للنيل من أمنها واستقرارها واستقلال إرادتها.. إلي محاولة تشويه هذه المؤسسة العسكرية الوطنية، سعوا من خلال ما حاولت ان تروج له قطر - الجزيرة إعلاميا كذبا وافتراء وتزويرا. فك الارتباط الوثيق بين هذا الشعب وجيشه الذي كان دائما ملاذا في الملمات، ولم يدركوا أن ما عملوا ودبروا المؤامرات من أجله لم يحدث على مدى التاريخ إيمانا بالمثل الشعبي الذي يقول.. "يا جبل ما يهزك ريح". وفي مقاله بصحيفة "الأهرام" قال الكاتب فاروق جويدة تحت عنوان " أعيدوا للأزهر هيبته "، فى كل بلاد الدنيا توجد مكانة خاصة للزى الأزهرى بعمامته الوقورة وهى معروفة وتتمتع بشهرة واسعة ويرى فيها العالم نموذجا دينيا رفيعا بحكم مكانتها فى قلوب المسلمين.. وهناك قوانين تمنع أى انسان من ارتداء ملابس الشرطة إذا لم يكن من العاملين فيها وكثيرا ما تم إلقاء القبض على شخص لأنه تخفى فى ملابس الشرطة..إلا أن الغريب أن يظهر شخص ما ويدعى أنه عالم أزهرى ويطالب الناس باحترام زيه الأزهرى وعمامته وهو يضلل الناس ويشوه عقولهم ويسىء لدينهم ويتحدث فى أشياء لا يفهم فيها شيئا. وتساءل الكاتب لماذا لا يتخذ الأزهر موقفا من هذه التجاوزات ويمنع ظهور هؤلاء الأدعياء الذين يسيئون للأزهر ورجاله.. لا يعقل أن نترك الساحة للأدعياء يفسدون عقول الناس وضمائرهم وهم يتخفون فى الزى الأزهري..لماذا لا يصدر الأزهر قرارا يمنع ارتداء زيه إلا للعاملين فى جامعته أو من الدعاة أو الأساتذة وهل يحق لأى مغامر أن يستخدم اسم الأزهر بما يسىء لهذه المؤسسة العريقة. وأضاف قائلا: "لقد طالبت يوما بإنشاء جهاز شرطة لمواجهة الفن الهابط بحيث يكون من حق هذا الجهاز أن يلقى القبض على مطرب قبيح الصوت وهو يغنى على الشاشة بتهمة افساد الذوق العالم وأنا الآن أطالب الشرطة بإلقاء القبض على هؤلاء الأدعياء الذين يتحدثون فى شئون الدين بغير علم أو ثقافة أو فهم ويسيئون للإسلام ويضللون المسلمين..ما الذى يمنع الأزهر الشريف ان يمارس حقه فى حماية هذا الزى التاريخى الرفيع حتى لو لجأ إلى الشرطة بحيث تقتحم الاستديوهات وتلقى القبض على مشايخ الغفلة الذين يرتدون الملابس الأزهرية ويعتبرونها جواز سفر إلى الحديث فى الدين حتى ولو كان نوعا من التخاريف..إن هذه النماذج التى تتمسح فى الإسلام وتسىء إليه وتدعى أنها تتكلم باسم الأزهر ثم يخطئون فى تلاوة القرآن وينكرون الأحاديث والسنة ويشوهون رموز الإسلام عبر تاريخه الطويل.. هل كان يمكن أن تظهر هذه الوجوه فى عصر الشعراوى وخالد محمد خالد ومحمد الغزالى والشيخ شلتوت وعبدالحليم محمود؟..حين يفلت الزمام يسود الأدعياء وأصحاب القلوب المريضة..أعيدو للأزهر هيبته.