سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الخاسرون من فصل الشتاء.. محلات العصير والمثلجات وساكنو العشش.. "السايح": الله يرسل لنا الرزق في عز المطر.. بائع آيس كريم: الشباب يأتي لرفع صوره على "الفيس بوك".. و"فوقية": البرد ممكن ياخد روح بني آدم
مع زخات مطر الشتاء، التي تتناثر فوق وجنات عتب المحلات، معلنة بداية فصل جديد من المعاناة لأصحابها، سواء بائعو العصير، والثلج، أو ساكنو العشش المنتشرة بربوع المحروسة، تتعالى معها صيحات الاستغاثة والتضرع، وسط غياب المسئولين. "البوابة نيوز" رصدت في جولة ميدانية لها معاناة أصحاب المحلات وساكني العشش.. البداية مع عم سلامة السايح، أحد أقدم باعة العصير في وسط البلد، وتحديدًا بالقرب من محطة محمد نجيب، حيث يقبع في محله منذ نحو 44 سنة، كما يروي ل"البوابة نيوز" قصته، فيقول: "أنا هنا في نفس المكان ونفس الشغلانة منذ سنوات طوال، وكل شتاء نعاني نفس المعاناة، ونسأل أنفسنا نفس السؤال: "هل سيأتي الزبون في البرد ليشتري كوباية عصير؟"، ولا نجد أي إجابة غير كلمة "لا".. لكن ستر ربنا فوق كل شيء، ويرسل الله لنا رزقه مع عباده". أذكر دومًا -والكلام لعم سلامة- أن في عز مطر السنة اللي فاتت، جاءت لي أسرة بالكامل تطلب عصير القصب المثلج، أب وأم واثنان من الأولاد شربوا العصير في ليلة ممطرة، أظن لا يوجد أي مثال للرزق أكثر من ذلك. وبالعودة تجاه شارع طلعت حرب، وتحديدا ميدان التوفيقية، حيث عدد من المحلات التي تبيع ال"آيس كريم" تجد "شيك" أو شكري حامد.. الشاب الذي يعمل في أحد محلات الآيس كريم منذ 5 سنوات، فيقول: مع دخول الشتاء تهبط أسهم الآيس كريم، فالجو بارد، ولا يدخل المحل إلا شخص أو اثنان بالكاد ليس من أجل الآيس كريم في الأساس، ولكن لالتقاط صورة لهم ورفعها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" كاتبين عليها "آيس كريم في الشتا"، أو "الجنان في الشتاء" أو أي من هذا القبيل، ولكن الحمد لله ربنا بيبعت لنا ما يكفينا من خلال مهاويس الفيس بوك.. ربنا يخليلنا الفيس بوك. وبالقرب من ماسبيرو، حيث الإذاعة والتليفزيون والإعلام، تجد سكان عشش بولاق أبوالعلا الذين يعانون من الأمطار والظروف الصعبة. وتروي فوقية السيد، 51 سنة، من سكان المنطقة: الشتاء هنا غير أي مكان في الدنيا، فهنا الشتاء ممكن ياخد روح بني آدم.. وقطرات المطر تلمس سلك الكهرباء فيموت أحد النائمين على سرير من حديد، وكل حاجة تخلص في دقائق، فالمطر يمنع الناس من النوم أحيانًا، لأن السقف من خشب أو قش أو حتى باب محل، ولكن ستر ربنا يحمينا قبل حتى حماية الحكومة ولا أعضاء مجلس الشعب الذين نراهم بالصدفة.