سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جنون الأسعار يصل للذروة في الشتاء.. لو عاوز تتدفى ادفع 500 جنيه على الأقل لشراء جاكيت.. والتجار: "هذا هو الحال علينا قبل المشتري".. وآخرون: "البلد كلها مجنونة وماجاتش على الجواكت"
الشتاء.. فصل الأناقة والجمال، ذلك الفصل الذي ينتظره البعض لجماله وأناقة الجو، والبعد عن الرائحة الكريهة للعرق خاصة في المترو، ومنهم من ينتظره حبًا في الأجواء التي قد تتسبب في البهجة للبعض، فهم يحبون المطر وأجواء السحب والغيم التي تغزل فيها الشعراء، وآخرون يحملون الهم لما قد يلاقيه مصيرهم داخل العشش من صعق بالكهرباء أو هدم العشش فوق رؤسهم، وحتى من داخل الشقق يشع القلق، خاصة بعد غرق الإسكندرية للمرة الثانية على التوالي، ولذلك وجب خوف الجميع داخل الشقة والعشة على حد سواء. ولكن يظل الخوف من أسعار ملابس الشتاء هي أهم الثوابت لدى كل المواطنين، حيث وصلت الملابس الشتوية إلى حد الجنون، سواء كنت من رواد وكالة البلح أو حتى المولات والمحال المحسوبة على الطبقة المتوسطة، التي اختفت تمامًا من تصنيف المحال، لتتقارب المستويات أو ذوبان الطبقات المتوسطة وسط غليان الأسعار، ولذلك حاولت "البوابة نيوز" استقصاء الأمر وسط المحال بداية من وكالة البلح وحتى المحال الكبرى. في البداية، ووسط جنبات وكالة البلح التي افترشت بالجواكت الشتوي التي يدعي اصحابها استيرادها من الخارج، تجد محمود الشواف، في وسط الطريق مناديًا على المارة ترويجًا لمحله الذي يبيع الملابس، مؤكدًا على جودة ملابسه دون باقي المحال، مشددًا على أن أسعاره لا يستطيع أي من المحال منافستها، مشبهًا نفسه بنسر علم مصر المفعم بالوطنية، حيث يقول: كل المحال تبيع الشتوي بمبالغ أعتبرها ضخمة للغاية، فكيف يبيع الناس الجاكيت ب 500 جنيه، والحمد لله ربنا يغنينا بالحلال ويبعدنا عن استغلال المحال، نحن نبيع الجواكت ب 350 جنيه فقط، وربنا يعلم أن كل حاجة غليت مع الدولار، ونحن لدينا بيوت وأفواه مفتوحة يجب أن تشبع. ومن شارع طلعت حرب، ومن داخل أحد المحال، يتحدث معروف عبد رب النبي، تاجر ملابس منذ 12 سنة -على حد قوله- ليقول: انا أعمل في الشغلانة من أيام ما كان الجاكت أبو 200 جنيه لطبقة معينة في المجتمع، ولا يشتريها غير الأغنياء أو مهاويس اللبس، ولكن للأسف أقل جاكت دلوقتي يمكن أن يشعرك بالدفء في الشتاء يكلف جيبك 500 جنيه، وهذا هو المتوسط وليس أعلى حاجة في السوق، لأن ببساطة كل حاجة غليت، وللأسف الضحية هو التاجر الذي يستقبل دعوات الناس عليه كل لحظة. ومن مدينة نصر، وتحديدًا شارع عباس العقاد، ومن داخل أحد المولات الكبرى، يتحدث عمارة محمود، أحد الباعة في محال الملابس المنتشرة: الأسعار كلها في الطالع على البايع والشاري في آن واحد، وطبعًا أن يصل جاكيت إلى حد 1500 جنيه هذا جنون رسمي، ولكن ما العاقل في بلدنا، هل يمكن أن تتفق على العقول على غرق مدينة مرتين في شهر واحد، هل من العقل أن يصبح أقصى طموحنا تسليك بلاعة، هل تركنا كل هذا الفساد ومسكنا في أسعار الجواكيت، كل حاجة تحتاج لتعديل، وعندما يحدث ستقل الأسعار لوحدها بدون كلام كتير.