سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدواء فيه مخدر قاتل.. "البوابة نيوز" ترصد.. إدمان الأدوية يهدد حياة شباب الأسايطة.. أحد الضحايا: لجأت إليها في البداية كعلاج وانتهت بوجودي خلف القضبان.. صيادلة يطالبون بعدم الإسراف في صرفها
لا يزال الإدمان، وخاصة إدمان بعض الأدوية التى تحوى مواد مخدرة يشكل ظاهرة خطيرة يعاني منها المجتمع المصري بنسبة كبيرة وخاصة بين الشباب والحرفيين مما أصبح له تأثير ضار علي العمل والإنتاج وصحة الإنسان التي هي أساس العمل والنجاح والتقدم، ومن الممكن أن تجد بعض المتعاطين للمخدرات يتعاطونها كنوع من المجاملة أو كوسيلة للترفيه أو الفرفشة اعتقادا منهم أنها تزيل آثار الحزن والكآبة فتبعث على النشوة والانشراح. وأحيانًا لاعتقادهم أن لها تأثيرا على اللذة الجنسية والبعض الآخر يتعاطى المخدرات سواء كان في المناسبات أو بانتظام وتعاطيها من باب إظهار الرجولة وهذا هو وجه الخطورة في تداولها وانتشارها حيث أن البداية تكون دائما من باب العلم بالشئ أو حب استطلاع ثم مجاراة أو تقليد بعض المتعاطين وخاصة الشبان المراهقين وكثيرا ما نجد الأغلبية منهم يتعاطون المخدرات كمظهر للرجولة فهم مخدوعون بل أن كثيرين يتوهمون أنها تساعدهم علي تحمل المشاق أو لعلاج بعض الأمراض أو نسيان المشكلات وبذلك يكونون قد وصلوا إلي حد الإدمان. البوابة ترصد الظاهرة: فى ريعان الشباب، يتطلع للحياة "عمرو علي محمد" 20 عاما، حكى خلف قضبان حديدية ل "البوابة نيوز" قائلا: لم أكن أعلم أنني إذا كررت العلاج الذي وصفه لي الطبيب سيكون سببا لأصل إلي خلف القضبان، هكذا بدأ، قال وهو يبكى ويقسم "مرضت بضيق في التنفس فذهبت إلى طبيب للصدر" فوصف لي دواء فأخذت منه ولضيق الحال والرزق، فكنت كلما أتعب آخذ منه وأشتريه فليس معي مال للذهاب لطبيب آخر- وفجأة وجدت نفسي لا استطيع الاستغناء عن هذا الدواء، فسألت صيدلانيا فحذرنى من الأفراط في استخدامه ولكنى لم أنصت ولم أعبأ بكلامه،فلم أكن أتخيل الكارثة. واستكمل "عمرو" حكايته قائلا: شعرت يوما بعد يوم بعدم قدرتى عن الامتناع عن تناوله،فكنت أسرق أنبوبة البوتجاز لأبيعها وأشتري الدواء،وأصبت بالإرهاق والأرق ولم أعد أقوى على العمل وحالي يستاء يوما بعد يوم –وأهلي يعطونى من الدواء الذي يقتلنى دون دراية منهم أنه سبب موتى وشقائي - وذات يوم جاءت حملة امنية لدى جيران لي،لخلافات مع عائلة أخري فوجدت نفسى أتدخل فيما لايعنينى فكان نصيبي السجن. أهم المواد المخدرة التى قد يدمنها المريض: في البداية أوضح الدكتور " جمال أبو الأدب " طبيب صيدلي أبنوب: أن المادة المخدرة قد تكون علي هيئة أفيون أو حشيش وقد تكون في صورة أقراص صغيرة أو حقنة عادية بريئة تنتجها شركات الأدوية أو المعامل الخاصة تحت أسماء تجارية مختلفة بقصد العلاج لتسكين الآلام أو تنبيه الأعصاب وقد يكون وسيلة للاتجار والربح الحرام خاصة مع تفنن أصحاب بعض المصانع التجارية في نشر تلك العقاقير فأضافوها لكثير من الأدوية المعروفة مع دعايا طبية واسعة لإقناع الهيئات الطبية بإستخدامها والتوصية بوصفها للمرضي علي نطاق واسع حتي أصبحت أنواعها تعد بالآلاف تحت أسماء تجارية مختلفة. وأضاف أن مادة " ديكستروميثورفان "و"هيدروبروميد " وهى مواد تدخل في تركيب أدوية الكحة فهى مواد إذا كثر تناول الفرد منها قد يدمن للمخدر ولا يمكنه الاستغناء عنه فيما بعد،وكذلك مواد " مثل:مادة"الأفيدرين هيدروكلوريد"التى تدخل في تركيب أدوية الصدر والجهاز التنفسي ومادة"فنيل أفرين "و"فينيل برويانولامين" وأحيانا بعض المسكنات العادية مثل "أسيتيل ساليسيلك أسيد" والريفو. ونظرا لخطورتها فقد أسرعت الهيئات الطبية والعلمية بلفت الأنظار إلي هذه الخطورة بما يمكن أن يحدث أو حدث فعلا من نتائج وأخطار. أماكن تصنيعها: وعن أماكن تصنيعها وإعدادها قال "أبو الأدب": إن الأدوية المخدرة قد يتم إعدادها وتصنيعها في مكان بعيد عن الرقابة وذلك لسهولة تحضيرها وبتكاليف زهيدة لتكون النتيجة النهائية مادة صغيرة الحجم وكبيرة المفعول رخيصة الثمن حتي يمكن تهريبها وتداولها بعيدا عن الأنظار وبعيدا عن رقابة القانون وهذا هو السر في إنتشارها في الفترة الأخيرة بين المدمنين في جميع أنحاء العالم ولا يخفي علينا الحيل التي يبتدعها المهربون لتهريب هذه السموم. ومن أجل ذلك نجد كثيرا من البلاد قد حذرت من الدمار الذي يتعرض له شباب الجيل الجديد فأصدرت التشريعات لحمايته فوضعت قيودا علي صناعة وتداول تلك المستحضرات الخطرة كما سبق أن وضعته من قيود علي المخدرات التقليدية القديمة.وتم ملاحظة إنتشار تلك الحبوب المخدرة في مصر عامة وفي أسيوط بصفة خاصة في الاحياء الشعبية وبيعها أحيانا عن طريق أكشاك السجائر وأحيانا محلات البقالة وأحيانا أخري في المقاهي والطرقات وأحيانا الصيدليات،الأمر الذي أدي إلي تكثيف الحملات الأمنية لضبط الأوكار والمهربين ويرجع سبب ذلك الإنتشار مؤخرا إلي ارتفاع أسعار الحشيش والأفيون ارتفاعا كبيرا. أماكن تعاطي المواد المخدرة: وقال "محمد عزت خليل " طبيب صيدلي أسيوط: ليست الأقراص المخدرة هي الوسيلة الوحيدة التي يلجأ لها المدمنون حاليا لرخص أسعارها فهناك شبه عيادات لحقن المدمنين بالمواد المخدرة حيث يقوم تاجر المخدرات أو أعوانه بوظيفة الطبيب ويمارس حقن المدمنين بمحلول الأفيون بعد إذابة المخدر في الماء الساخن وكثيرا ما تحدث وفاة المدمن نتيجة خطأ في حقن المخدر أو نتيجة لزيادة الجرعة المقررة أسباب الظاهرة "الدواء فيه مخدر قاتل"!!: وأسباب هذه الظاهرة كثيرة من أهمها: تفشي الأمية وعدم إدراك الكثيرين لعواقب تعاطي المخدرات وتوافر المال في أيدي الكثير من الشباب بشكل أو بآخر وبخاصة في الطبقة الغنية. ومن ناحية ثالثة: إمكانية حصول المواطنين على بعض أنواع الأدوية التي يمكن أن تؤدي إلى الإدمان وكذلك سهولة تهريب وتداول كثير من أنواع المخدرات الممنوع تداولها دون إحكام الرقابة وإكتمال الإجراءات التي تمنع هذا التهريب وهذا التداول بالإضافة لتفشي ظاهرة " عدم اللامبالاة " وعدم أخذ الأمور بالجدية الكافية وعد تفهم الكثيرين وعلي الأخص بعض الشباب والحرفيين لقيمة كل منهم في الحياة وحقيقة الإحترم الواجب منه لنفسه وللآخرين ولأصدقائه وعائلته ولوطنه مما جعله ينساق وراء التقليد أو التظاهر الكاذب أو المتعة السريعة الخادعة وضعف إيمانه وفهمه الحقيقي لدينه فيجب علي الشخص ألا يسمح لنفسه بأن يكون عبدا لأي شخص أو لأي عادة. طرق الوقاية وللوقاية من ذلك قال "الدكتور ناصف شاكر " عميد كلية آداب جامعة أسيوط السابق أنه يجب إتخاذ العديد من الإجراءات منها الاهتمام بدور الأسرة نحو الأبناء وحسن تربيتهم ورقابتهم وتوجيههم ومراجعة تصرفاتهم وتوظيف دور المدرسة وتربية الطلاب خلقيا بما يتماشي مع القيم والأخلاق والدين، ولأجهزة الإعلام المختلفة دورها الخطير في تعريف المجتمع بأضرار تفشي هذه العادة علي الأقل ومساندة الجهات المسئولة في التوعية ومحاربة كل هذه المواد التي تؤدي إلي الإدمان ويشترك في العلاج كافة المؤسسات العلاجية والجمعيات وكل ما يتصل بالشباب وله دور في التأثير فيه وللصيادلة دور هام في عدم الإسراف في صرف هذه المواد التي يمكن أن تؤدي للإدمان والحرص علي عدم تعاطيها أو منحها للمواطن إلا في الحدود الآمنة وبذلك نكون قد عملنا علي حماية شبابنا من الإدمان والانحراف.