سبب انتشار المخدرات فى مجتمع الشباب والحرفيين هو تفشى الأمية وضعف الثقافة الصحية وعدم إدراك كثير من الناس لعواقب تعاطى المخدرات . ومن ناحية أخرى توافر المال الآن فى أيدى كثير من الفئات الأمية . ومن ناحية ثالثة حصول المواطنين على بعض أنواع الأدوية التى يمكن أن تؤدى إلى الإدمان بيسر .. وسهولة تهريب وتداول كثير من أنواع المخدرات الممنوع تداولها دون إحكام الرقابة واكتمال الإجراءات التى تمنع هذا التهريب وهذا التداول . وتفشى ظاهرة الاستهتار وعدم أخذ الأمور بالجدية الكافة . وعدم تفهم كثيرين وعلى الأخص بعض الشباب والحرفيين لقيمة كل منهم فى الحياة وحقيقة الاحترام الواجب منه لنفسه وللآخرين ولعائلته ولأصدقائه ولوطنه مما يجعله ينساق وراء التقليد أو التظاهر الكاذب أو المتعة الخادعة وضعف إيمانه وفهمه الحقيقى لدينه الذى يتطلب منه ألا يكون عبداً إلا لله عز وجل وبالتالى يجب ألا يسمح لنفسه بأن يكون عبداً لأى شخص آخر ولأى عادة ما . وعن الجهود التى يمكن للمجتمع القيام بها لمواجهة هذه الظاهرة والقضاء عليها .. أولاً : واجب الأسرة نحو أبنائها بحسن تثقيفهم ورقابتهم وسلامة توجيههم وحسن تصرفاتهم . ثانياً : المدرسة ودورها وضرورة قيامها بدورها الرئيسى فى حسن تربية الطلبة خلال الدراسة . ثالثاً : النقابات وضرورة اهتمامهم بسلامة أداء أبناء المهن المختلفة وسلامة تصرفاتهم خلقياً ومهنياً . رابعاً : أجهزة الإعلام المختلفة واستمرار تعريفها للمجتمع كله بأضرار تفشى هذه العادة على الأفراد والمجتمع والوطن كله . خامساً : إحكام الرقابة على تداول كل أنواع المواد التى يمكن أن تؤدى إلى الإدمان . سادساً : دور العبادة ومساهمتها فى التصدى لهذه الظاهرة وحث من يترددون عليها على الوقاية منها ومكافحتها بالاكتشاف المبكر وحسن العلاج . ودور وزارة الصحة وغيرها من المؤسسات العلاجية فى توفير إمكانيات العلاج بشكل مطمئن لمن وقعوا صرعى هذه العادات ودور الجمعيات ومراكز الشباب فى معرفة مصادر هذه المواد وتوعية أعضائها بمغبة الانخراط فى سلك الممارسين لهذه العادات . ودور الصيادلة والأطباء فى عدم الإسراف فى صرف هذه المواد كى لا تؤدى إلى إدمان . والحرص على عدم تعاطيها إلا فى الحدود الآمنة . والضرب بيد من حديد وبجدية على أيدى جميع المهربين والناشرين لهذه العادات بشكل فعال ورادع ومستمر . كل هذه إجراءات يجب أن تتكامل مع بعضها حتى تؤدى الغاية المنشودة فى منع هذه الظاهرة أو على الأقل السيطرة عليها وجعلها فى أقل الحدود وعلاج من وقعوا فريسة للإدمان . وجدير بالذكر أن هذا كله ممكن ويؤدى فعلا إلى التحكم القوى فى هذه المشكلة والسيطرة عليها إذا نحن أخذنا الأمور بالجدية اللازمة والالتزام الكافى واليقظة والمتابعة المستمرة . إن السموم البيضاء والمسكرات وكثير من أنواع المخدرات . مثل الحشيش ، يمكن إذا تعاطاها الإنسان عدة مرات أن يقلع عنها بسهولة دون مضاعفات تشل إرادته وتفكيره . ومن ثم كان كل مدمن فى حاجة إلى المساعدة لا إلى العقاب ، إن الحملة الإعلامية للتحذير من هذه السموم المدمرة . لا بد أن يصاحبها فتح باب الأمل . والخلاص أمام من وقع فى الشرك . صحيح أن القانون لا يعاقب المدمن إذا قدم نفسه للعلاج . ولكن هذا لا يكفى بل ينبغى أن يصاحبه إعلان مكثف عن عشرات العيادات المجانية للعلاج من الإدمان . إن العلاج قد يقتضى بعض الوقت . لذلك ينبغى أن تتحمل الدولة عبء إقامة المدمن فى أحد المستشفيات المتخصصة إذا اقتضى الأمر . وألا تبخل على المدمن بالعلاج . مهما تكلفت من أعباء . إن المدمن الذى يجد أمامه باب التوبة مفتوحا لن يلبث أن يطرقه وهو إذ يفعل ذلك لا بد أن يوقع بمن شجعه على الإدمان . وبهذا ننقذ الضحية ونقطع دابر الجانى . إننا على ثقة من أن موجة السموم الوافدة . مؤامرة مدبرة . قصد بها تدمير غدنا متمثلا فى شبابنا . وواجب على كل قادر أن يمنع وقوع أى إنسان فريسة للمخدرات حتى يحمى الناس من ارتكاب هذا الحرام .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.