أكد عضو المكتب السياسي لحزب (جبهة التحرير الوطني) الحاكم في الجزائر المكلف بالإعلام حسين خلدون أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة رئيس الحزب عمل جاهدا على تجديد خطاب الحزب من خلال إعادة الاعتبار لمفهوم "النضال" وتأصيل قيم العمل النضالي وترسيخ ثقافة "مكافحة النسيان".. مبديا استعداد الحزب للانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في أبريل المقبل. وقال خلدون - في حديث لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في الجزائر اليوم السبت - "نحن في الحزب متفائلون لأن الصفوف موحدة وهذه الوحدة هي ركيزة أساسية لنا من أجل ضمان البقاء كقوة سياسية أولى ولضمان الفوز في الانتخابات التشريعية المقبلة"..مضيفا "إن هناك عاملا آخر محفزا للفوز هو سعي كافة الأحزاب موالاة ومعارضة لضمان نزاهة وشفافية الاستحقاقات التشريعية المقبلة". وتابع "لقد أصبح الباب مغلقا أمام التزوير والمال السياسي الفاسد لأننا نحتاج إلى أبناء الحزب المناضلين الحقيقيين والكفاءات حتى نجسد أيضا شعار المؤتمر العاشر الذي راهنا من خلاله على عناصر شابة ووجوه جديدة في قيادته أو من يمثله في الاستحقاقات المقبلة". وقال "إن حظوظ الحزب في الفوز قائمة وكاملة، وسنفوز في الاستحقاقات المقبلة ونسعى ليس فقط للحفاظ على عدد المقاعد الموجودة الآن بل حصد وكسب مزيد منها، نحن مسئولون سياسيا وأخلاقيا للدفاع عن حصيلة رئيس الجمهورية رئيس الحزب، وبالتالي لا مفر ولا بديل عن الفوز لأن الحديث عن الإخفاق غير وارد وغير مسموح به أبدا". ويعد حزب (جبهة التحرير الوطني) هو الحزب الحاكم في الجزائر ويمتلك 213 مقعدا في المجلس الشعبي الوطني (البرلمان) من أصل 460 إجمالي مقاعد المجلس علاوة على قيادته أغلب المجالس المحلية عبر المحافظات وللحزب 14 وزيرا في الحكومة من أصل 30 وزيرا من بينهم رئيس الحكومة، ويعتبر العمود الفقري للحياة السياسية الجزائرية والقاطرة وصمام الأمان. وفيما يتعلق بدعوة الأمين العام الجديد للحزب جمال ولد عباس أطياف المعارضة لتوحيد الصفوف وإعلاء مصلحة الوطن..قال خلدون "إن الأمين العام جمال ولد عباس مناضل ومجاهد وبالتالي كانت خارطة الطريق بعد انتخابه بالإجماع أمينا عاما للحزب من قبل اللجنة المركزية تتمثل في أن أيدينا ممدودة وكل مقرات الحزب مفتوحة لكل الجزائريين للعودة إلى جبهة التحرير الوطني دون قيد أو شرط"..منوها بأن الحزب يعد القوى السياسية الأولى في الجزائر وهو حزب جماهيري ثوري على المستويين العربي والأفريقي فلا استقرار بدون أمن ولا أمن بدون انضباط وبدون حذر ويقظة. وأفاد بأن تحقيق الحزب للفوز في الاستحقاقات المقبلة ستكون ضمانة للاستقرار من أجل مواصلة المسيرة وخاصة برنامج الإصلاحات التي بدأها رئيس البلاد عبدالعزيز بوتفليقة رئيس الحزب منذ توليه الحكم عام 1999 والذي توج مؤخرا بمراجعة الدستور الذي أرسى قواعد حقيقية ملموسة للديمقراطية. ووجه نداء إلى مختلف القوى السياسية وأطياف المعارضة قائلا:"إن الجزائر مستهدفة في أمنها واستقرارها نظرا لمواقفها ودورها المحوري في المنطقة، وعلى جميع الأحزاب أن تعي ذلك وأن تتحد وأن تضع اليد في اليد لتفويت الفرصة على من يتربص بأمننا واستقرارنا، (داعش) على مرمى حدودنا فكل حدود الجزائر مشتعلة من الشرق إلى الغرب وحتى على مستوى البحر". ودعا خلدون جميع الأحزاب لأن تكون يقظة وتدرك أن البلد مستهدفة وهذا يتطلب طي جميع الملفات ويدرك الجميع أنه لا ديمقراطية بدون أمن أو استقرار.. مطالبا بضرورة الاستمرار في ترقية العمل السياسي حتى الوصول إلى ديمقراطية واعية. وفيما يتعلق بالهيئة المستقلة العليا لمراقبة الانتخابات.. قال خلدون "إن الهيئة المستقلة للانتخابات التي تم اختيار عبدالوهاب دربال على رأسها ليست مطلب المعارضة فقط وإنما مطلب الموالاة أيضا، فنحن في جبهة التحرير الوطني نريد أيضا أن تتميز العملية الانتخابية بالشفافية والنزاهة حتى نعرف حجمنا الحقيقي على الساحة السياسية". وأكد على أن هناك رغبة قوية من قبل الرئيس بوتفليقة لتعزيز المسار الديمقراطي وإشراك المعارضة لأنها جزء من الحكم في أي نظام ديمقراطي.. معربا عن أمله في أن تتطور المعارضة في الجزائر بمرور الوقت وأن تلتقي مع الجماهير وأن تتداخل في عمق الوطن.