أعلن دونالد ترامب، عن تعييناته لمناصب الأمن القومي داخل إدارته الجديدة، السيناتور جيف سيشنس، ممثل ولاية ألاباما عين ليكون النائب العام في أمريكا، وبذلك يكون أيضا رئيس وزارة العدل في الولاياتالمتحدة، والجنرال المتقاعد مايكل فلين، الرئيس السابق لمديرية الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع، مستشارا للأمن القومي، ومايك بومبيو ممثل ولاية كنساس بمجلس النواب، ليكون مدير لوكالة الاستخبارات المركزية. اختيار ترامب لهذا الثلاثي القوي من المحافظين للقيام بالأدوار العليا للأمن القومي في إدارته، يعطي إشارة قوية لا لبس فيها عن عزمه الوفاء بوعوده الانتخابية في انتهاج سياسة أكثر صرامة تجاه الهجرة وحقوق التصويت والشرطة والمراقبة المحلية للمسلمين وغيرهم ممن يشتبه في علاقتهم بالإرهاب، حسبما أفادت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية. ولاقت اختيارات ترامب موافقة كبيرة وارتياح واسع من قبل مؤيديه وأعضاء حزبه الجمهوري، حسبما أكدت الواشنطن بوست، على الرغم من أن الثلاثة صقور الجمهوريين معروفين بأنهم يحملون أفكارا وقيما أكثر تطرفا من التفكير الجمهوري التقليدي في بعض النواحي، وكانوا منبوذين في بعض الأحيان لتصريحات حادة، ومواقف مثيرة للجدل أو لبعض التحركات الحزبية للغاية، حسبما أكدت صحيفة النيويورك تايمز. سيشنس، 69 عاما، النائب العام الجديد، والذي وصفه ترامب أثناء توليته المنصب الجديد بأنه "عقل قانوني من الطراز الرفيع" وأن "سيشنس مصدر إعجاب لكثير من الباحثين القانونيين والجميع تقريبا يعرفه" كان من أوائل مؤيدي ترامب أثناء حملته وكان من أكثر المدافعين عنه عندما انتشر الفيديو الجنسي الفاضح، ودافع وقتها عنه قائلا: إن ترامب لم يقصد بكلامه أي اعتداء جنسي. وبحسب صحيفة الواشنطن بوست فإن اتهامات العنصرية لاحقت سيشنس طوال حياته المهنية، كما أنه من أكثر المؤيدين شراسة في تأييد طرد المهاجرين غير الشرعيين من أمريكا، وبحسب نيويورك تايمز فإن سيشنس منع من أن يصبح قاضيا اتحاديا من قبل اللجنة القضائية التي يسيطر عليه الجمهوريون في مجلس الشيوخ بسبب تصريحات وأفعال تتسم بالعنصرية. وقال زملاء سابقين له أمام جلسات اللجنة القضائية إن سيشنس أشار إلى أن N.A.A.C.P.، (مؤتمر القيادة المسيحية الجنوبية وغيرها من جماعات الحقوق المدنية) باعتبارها "غير أمريكية" و"مستوحاة من الشيوعية". وفور إعلان سيشنس نائبا عاما، كتبت مجموعة مؤتمر القيادة المسيحية الجنوبية تغريدة على توتير تعبر عن انزعاجها قائلة: "مقلق للغاية، وتعزز التاريخ القبيح والقديم حيث لم ينظر للحقوق المدنية على أنها جوهر القيم الأمريكية". فيما قال السناتور تشاك شومر من نيويورك، "نظرا لبعض أقواله السابقة ومعارضته الشديدة لإصلاح قوانين الهجرة، أنا قلق جدا حول ما سيفعله مع قسم الحقوق المدنية في وزارة العدل، وأريد أن أسمع ما عنده". أما مايك بومبيو، 52 عاما، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الجديد، فقد تخرج من الأكاديمية العسكرية الأمريكية في وست بوينت وكلية الحقوق بجامعة هارفارد، انتخب عضوا في الكونغرس في عام 2010 بدعم مالي كبير من لجنة العمل السياسي بتمويل من كوتش للصناعات، مقرها في ويتشيتا بولاية كنساس، وكان بومبيو من أكثر المهاجمين لسياسة الرئيس باراك أوباما في تعامله مع الميليشيات الإسلامية المتطرفة وعارض قراره بإلغاء وسائل التعذيب أثناء الاستجواب والتزام المحققون الصارم لقوانين مكافحة التعذيب، وفي عام 2014 وجه اتهام صريح لأوباما بأنه لا يأخذ الحرب ضد الإرهاب على محمل الجد. كما انه من أشد منتقدي اتفاق أوباما النووي مع إيران، واكتسب بومبيو شهرة من خلال دوره في التحقيق في الكونغرس في هجمات عام 2012 في بنغازي، ليبيا، وهاجم وزير الخارجية السابق هيلاري كلينتون خلال جلسة استماع للجنة. و قال عليه ترامب عقب توليته للمنصب الرفيع: "لقد خدم بلادنا بشرف وقضى حياته يقاتل من أجل أمن مواطنينا سيكون قائدا فذا لا يلين لاستخباراتنا لضمان سلامة الأمريكيين وحلفائنا". أما مايك فلين، مستشار الرئيس ترامب للأمن القومي، الرئيس السابق لمديرية الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع، فمعروف عنه كرهه الشديد للدين الإسلامي وإيمانه بضرورة طرد المسلمين من أمريكا، كما أنه ناقد لاذع لنخبة واشنطن لأنهم يرفضون الاعتراف بأن العدو الحقيقي لهم هو الدين الإسلامي وأيديولوجيته وبالتالي فإنهم لن ينجحوا في هزيمته والقضاء عليه. وعلق السناتور رود وايد ممثل ولاية أوريجون، على فلين: "تصريحاته حول المسلمين من جذورها غير أمريكية وكذلك تلحق أضرار في مكافحة الإرهاب والأمن القومي".