سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. غلاء الأسعار يحرم البورسعيدية من وجبة "السردين" الأساسية.. فاطمة: وصل إلى 50 جنيها للكيلو.. وأم محمد: كنا نأكله يوميًّا.. وصياد: المراكب الحديثة أخذت الخير كله
يقترب موسم صيد "السردين" من الانتهاء خلال الأسابيع القليلة المقبلة، بعدما كان الآلاف من مواطني محافظة بورسعيد قد قصروا وجباتهم الغذائية الرئيسية في معظم أيام الأسبوع خلال الشهرين الماضيين على وجبة "السردين"، بسبب أسعاره المتوسطة مقارنة بأنواع أخرى من الأسماك ك"البوري المبطرخ" و"الغطيان"، بالإضافة إلى طعمه المميز الذي فرض نفسه على مائدة "البورسعيدية" وعشاقه بالمحافظات المجاورة وزوار المدينة. وتراوح سعر كيلو "السردين" خلال الموسم الحالي ما بين 35 إلى 50 جنيها تبعًا لحجمه وجودته، ويتمسك "البورسعيدية" بالشوي باستخدام "الردة" على "البلاطة" أو على "الصاج" للاحتفاظ بالدسم وفائدته وطعمه المميز، وإن كانت الأغلبية يفضلون شوي "البلاطة" باستخدام "الردة" لإكسابه طعما أكثر تميزًا مع إضافة قليل من الليمون والتوابل فور خروجه من "الفرن". "أبو خالد"، تاجر أسماك، يتحدث عن "السردين" قائلًا: "يرتبط موسم ازدهار (السردين) بقوة فيضان النيل وكميات صرف مياهه بالبحر المتوسط، حيث إنه أحد أنواع الأسماك المهاجرة من مناطق جنوب أوروبا الباردة بحثًا عن دفء المياه في البحر المتوسط، والسردين يعتبر من أنواع الأسماك القليلة التي تنافس أغلى الأنواع بطعمه المميز، حيث يُقبل عليه جميع الطبقات سواء أغنياء أو فقراء. وتقول فاطمة السعدي، موظفة: "إن أسعار (السردين) هذا الموسم غالية الثمن مقارنة بالموسم الماضي، حيث كان يتراوح سعره الموسم الماضي ما بين 20 إلى 35 جنيها، أما الموسم الحالي فوصل سعره إلى 50 جنيها للكيلو الواحد، ورغم ذلك فالجميع يتسابق على شرائه لطعمه الرائع، خاصة في هذه الفترة، ونقوم بشويه غالبًا باستخدام "الردة" على "البلاطة" لكن هناك عائلات تفضل الشوي على "الصاج". وتتساءل "أم محمد"، ربة منزل: "مَن في بورسعيد كلها لا يعشق (السردين)؟، أنا شخصيًا أعشقه مقليًا في الزيت وأقوم بتمليحه أيضًا بالملح والشطة وأتركه 3 أيام ثم نأكله، لكن أولادي يحبونه مشويا بالردة، وفي هذه الفترة من الممكن أن نأكله 3 أو 4 مرات أسبوعيًا دون أي ملل. ويقول عم "العربي"، صياد: "أعمل في تلك المهنة منذ أكثر من 40 عامًا عندما كانت أسعار الأسماك رخيصة، وكانت الأسماك هي الوجبة الرئيسية للفقراء قبل الأغنياء، على عكس هذه الأيام التي أرى فيها (السردين) يصل لأعلى سعر رأيته في حياتي وهو 50 جنيها، ولم يعد بالجودة التي كان عليها في الماضي، حيث لم تعد السمكة سمينة، والمراكب الحديثة المجهزة أصبحت تأخذ الخير كله". وأوضح "العربي" أن الصيادين لا دخل لهم بارتفاع أسعار الأسماك، وإنما التجار هم السبب بدعوى ارتفاع أسعار النقل، قائلًا: "نفاجأ ببيع الأسماك بالأسواق بضعف ما نعطيه للتاجر"، حسب قوله.