بعد أن كان زعيم تيار المستقبل النائب سعد الحريري هو البطل الأبرز في صفقته مع العماد ميشال عون ليؤمن نصاب فوزه بمجلس النواب ليفوز عون بمنصب رئيس الجمهورية ومن بعدها يصبح "الحريري" رئيسا للحكومة بموجب تكليف الرئيس، يظهر نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني ليضع العراقيل ويملي توجهاته في طريق تشكيل حكومة "الحريري" وذلك بعد أن تجاهله الحريري في اتفاقه مع "عون" وهو ما أغضب الرئيس بري في حينهان مما يمكن القول معه بأن "بري" سيكون بطل صفقة اللبنانيين الثانية لتشكيل حكومة "الحريري". وفي هذا الإطار ومنذ بدأ "الحريري" في مشاوراته لتشكيل حكومته فقد ظهر فرقاء السياسة اللبنانية ليطالبوا بنصيبهم من كعكة الحكومة المرتقبة، إلا أن الوزارات السيادية مازالت محل الخلاف الأوسع ويظهر هنا الرئيس نبيه بري وسمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية والرئيس عون ليتحوذ كل منهم على تلك الوزارات. ظهر الخلاف هنا بين "جعجع" وبري" حول وزارة المالية، حيث يرى "بري" أنها وزارة سيادية ولا تخرج من الطائفة الشيعية وأنها غير قابلة للتداول. أثار موقف بري حفيظة زعيم القوات سمير جعجع الذي رد في تصريحات صحفية بأن رئيس حركة أمل يحاول أن يبدو في موقع "أب كل المحرومين والمظلومين في البلد". ورفض "جعجع" محاولات البعض، في إشارة إلى أمل والمحيطين بها، إظهار القوات كما لو كانت "جائعة" وتعمل على التهام الحقائب الوزارية. وكانت القوات قد لعبت دورا مهما في الدفع بولادة العهد الجديد، حيث كان سمير جعجع من أول الأطراف في فريق 14 آذار الذي أعلن دعمه لتولي ميشال عون منصب رئاسة الجمهورية. وقد لعب دورا مهما في إقناع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بدعم هذا الخيار بعد انسداد الأفق أمام باقي الخيارات. وعلى ضوء ذلك تتصرف القوات على أساس أنه لا بد من أن تكون لها حصة وازنة من الحكومة، إلا أن بري في المقابل يرى أن وزنها النيابي لا يخول لها ذلك. في غمار مشاورات "الحريري" للانتهاء من حكومته يأمل سياسيو لبنان الإعلان عنها قبل الاحتفال بذكرى الاستقلال في 22 نوفمبر الجاري، وسط مخاوف من إطالة أمد تشكيل الحكومة. ومن أبرز المعوقات في طريق "الحريري" لتشكيل حكومته مسألة تمثيل المسيحيين، حيث يصر رئيس مجلس النواب نبيه بري على ضرورة عدم حصر هذا التمثيل بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر (خاصة في الحقائب الوازنة)، مشددا على ضرورة أن يكون هناك حضور لكل من تيار المردة وحزبي الكتائب والقومي السوري في التشكيلة الحكومية. وتجدر الإشارة إلى أن الأحزاب الثلاثة لم تصوت كما هو الحال بالنسبة إلى بري للعهد الجديد، ووفقا للتسريبات فإن هناك اتفاقا عونيا قواتيا مسبقا على أن يكون لهما نصيب الأسد من حصة المسيحيين في الحكومة.