سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ترتيبات غربية لتدخل دولي في طرابلس.. وليبيون: العبث الغربي بالأزمة يعزز فرص الحرب الأهلية.. يجب إنهاء حالة التوتر الأمني.. التدخل الأجنبي منحاز بقوة للجماعات المتشددة وأذرعتها العسكرية
تعيش العاصمة الليبية طرابلس حالة من الترقب والاضطراب نتيجة الانفلات الأمني الذي تعيشه المدينة منذ فترة، بعد أن تحولت من عروس للبحر الأبيض المتوسط إلى مدينة موتى نتيجة عمليات الخطف والتصفيات الجسدية التي ترتكبها المليشيات شبه العسكرية بحق كل من يعارض بقائها واستمرارها داخل طرابلس. وادى عجز حكومة المجلس الرئاسي للوفاق الليبي برئاسة فايز السراج عن مواجهة هذه المليشيات، والحد من توحشها الفوضوي كما عجزها عن المطلق عن احتواء الأزمات التي يعانيها المواطن الليبي بشكل يومي إلى سقوطها داخليا، ولم يتبق لها إلا الشرعية الدولية كونها حكومة انبثقت عن اتفاق الصخيرات المبرم بالمغرب ديسمبر من العام الماضي. فتحصن حكومة الوفاق بداخل فرقاطة عسكرية داخل قاعدة ابوستة البحرية أفقدها القدرة على التواصل مع الشارع، نتيجة رضوخها للجماعات الإسلام الراديكالي التي لاتحظى باي شعبية بين الليبيين. وخلق انقلاب حكومة المؤتمر الوطني منتهي الشرعية والمعروفة بحكومة الإنقاذ، التي يرئسها خليفة الغويل على المجلس الرئاسي وسيطرتها على مجلس الدولة حالة غير مفهومة من الصدام بين رموز الجماعات الجهادية نوري ابوسهمين رئيس المؤتمر الوطني وعبد الرحمن السويحلي رئيس المجلس الاعلى للدولة، وهو ما فسره البعض على أنه مجرد مسرحية بهدف خلق مبرر للمجتمع الدولي للتدخل في طرابلس عسكريا لحفظ الأمن وحماية حكومة الوفاق التي تحظى باعتراف الاممالمتحدة، ومن ثم منع الجيش العربي الليبي من دخول العاصمة عقب تصرحات متعاقبة لقيادات بالجيش الليبي أن تحرير العاصمة من قبضة المليشيا اصبح قريبا. ويعزز هذا التصور عمليات التحشيد العسكري بين مليشيات موالية للإنقاذ واخرى موالية للمجلس الرئاسي، وهو الأمر الذي ينذر بحرب مليشيات واسعة قد تشهدها العاصمة الليبية قريبا وتكون المبرر للتدخل العسكري الدولي، ويعزز هذا السيناريو طلب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج خلال استقباله السفيرة الفرنسية الجديدة لدى ليبيا بريجيت كرومي امس، الإسراع في تنفيذ فرنسا لالتزامها بدعم الرئاسي عسكريا وأمنيا. وفي تصريح خاص ل"البوابة نيوز" اعتبر صالح الزوبيك المحلل السياسي الليبي: تحركات المليشيات شبه العسكرية داخل طرابلس هدفه رغبة كل فريق السيطرة على النقاط الحيوية داخل العاصمة الليبية ومحاولة من هذه المليشيات لملء الفراغ السياسي بسبب فشل اتفاق الصخيرات ومحاولة جديدة للجماعة الليبية المقاتلة الموالية لتنظيم القاعدة بالتعاون مع أحد فصائل جماعة الإخوان؛ لفرض حكومة الإنقاذ بعد مباركة المفتي الصادق الغرياني تحت شعار وطني ظاهر هو رفض التدخل الخارجي، فالأمر مجرد مناورة سياسية وصراع مصالح وإثبات وجود تحت شعارات وطنية زائفة تارة، وما يسمى اتحاد الثوار تارة أخرى، وذلك تخوفا من قيام حراك شعبي حقيقي في العاصمه يدعمه الجيش العربي الليبي. وأضاف الزوبيك: أعتقد أنه وفي ظل عمليات الاصطفاف والتحشيد العسكري الذي تشهده العاصمة ما بين الإنقاذ والرئاسة قد تنشب حرب أهليه داخل طرابلس في أي لحظة، وعندها لن يكون هناك أحد متفرج الكل سيشارك فيها وقد تكون حرب طويلة تدمر العاصمة وتفرغها من ساكنيها ويصبح التدخل الخارجي على الأرض وارد ما لم يتم عقد صفقة سياسية بمعايير محددة؛ لإنهاء حالة التوتر الراهنة. وأكد مارتن كوبلر المبعوث الاممي إلى ليبيا، على ضرورة إنهاء حالة التوتر الأمني الذي تشهده العاصمة الليبية طرابلس سلميا، والتقى امس كلا من القيادي الإخواني عبدالرحمن السويحلي رئيس المجلس الأعلى للدولة كما السيد فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، وأكد اصرار المجتمع الدولي على توفير كل اشكال الدعم لحكومة المجلس الرئاسي المنبثقة علن اتفاق الصخيرات ودعا كوبلر من طرابلس "جميع الأطراف إلى أن يكونوا على قدر المسئولية كمسئولين فاعليين، وأن يجدوا حلا سلميا للأزمة الحالية في العاصمة". وقال الدكتور محمد أبوراس الشريف الاكاديمي الليبي والباحث بكلية القانون بجامعة سهل جفارة: إن التدخل الدولي في ليبيا منحاز وبقوة للجماعات المتشددة واذرعتها العسكرية على الرغم من المجتمع الليبي ينبذ هذه الجماعات ويراها كابوس جاثم على صدره بارادة المجتمع الدولي وقوة السلاح. وأضاف الشريف: مبادرة كوبلر اصبحت غير مجدية ووجوده داخل ليبيا غير مرغوب فيه فقد مزق الليبيون صوره في الشوارع ودعوته للرحيل ومدركات الشارع عنه أنه حاكم اجنبي نصبه الغرب على ليبيا، ومن ثم هو ليس بامكانه التعامل والجلوس الا مع الاطراف المتشددة والمتعاونة مع الغرب وهو يختصر كل الليبيين في هؤلاء وليس أحدا آخر. وتوقع الشريف: أن الحل في طرابلس سيكون عسكريا وليس سياسيا فجميع الحلول السياسية فشلت ولم تنجح، والآن الكل عيونه على طرابلس وأرى أن الجيش العربي الليبي هو الأقرب، وهناك تحركات قبلية في الغرب تدعم تدخل سريع للجيش في طرابلس لوضع حد للمأساة التي يعيشها الليبيون منذ 5 سنوات وأن ثمة حراكا قبليا ولقاءات على مستوي قبائل طوق طرابلس، مما يؤشر على أن هناك تقارب بين الجيش والقبائل الكبرى في غرب ليبيا