الشريحة العمرية من 15 إلى 44 سنة الأكثر تعرضًا له.. ومخاوف عالمية من تأثر الإنتاج الحالة تستغرق عامين للتعافى.. وتتكلف 3000 دولار يعتبر «الدرن المقاوم للأدوية» أشد أنواع الدرن خطورة، لأنه لا يستجيب للعلاج بالأدوية العادية، ويستغرق نحو عامين للتعافى منه ويكلف المريض نحو 3000 دولار، في حين أن الدرن العادى يستغرق العلاج من 6 إلى 8 شهور، بتكلفة تقل عن 100 دولار للمريض الواحد، ويصاب بهذا المرض سنويا 13 ألف شخص، وقد تسبب في وفاة 240 حالة خلال عام 2015، لكن مصر قطعت شوطا كبيرا في مكافحة هذا الميكروب من خلال برنامج قومى للكشف المبكر والوقاية. ويوضح الدكتور عصام المغازى، استشارى أمراض الصدر، والخبير في منظمة الصحة العالمية، أن مرض الدرن، المعروف باسم «السل»، من الأمراض المعدية، لأنه ميكروب، وغالبا ما يصيب الرئتين ويسمى «الدرن الرئوى»، ومن الممكن أن يصيب أجزاء أخرى من الجسم مثل الغدد الليمفاوية والعظام والجهاز البولى والتادرنى ويسمى «درن خارج الرئة»، ويؤثر الدرن على الشريحة المنتجة في المجتمع، إذ تكثر الإصابة في الشريحة العمرية من 15 إلى 44 سنة وبالتالى يؤثر على الاقتصاد القومى. ويضيف «المغازى» أنه لا توجد أعراض له عندما يكون خاملا أو غير نشط، أما إذا كان مرض السل أو الدرن نشطًا، فإنه يتميز بالعديد من الأعراض ويمكن أن ينتقل إلى الآخرين. ويوضح أن أعراض الدرن النشط تبدأ في الرئتين تدريجيا وتتطور على مدى أسابيع أو شهور، وقد يكون لدى المريض واحد أو اثنين من هذه الأعراض الخفيفة، مثلا كحة مع بلغم سميك ودموى أحيانا لأكثر من أسبوعين، وحمى، وقشعريرة، إلى جانب التعرق الليلى، والتعب والضعف، وفقدان الشهية وفقدان الوزن غير المبرر، مع ضيق في التنفس وآلام في الصدر. أما أعراض الدرن خارج الرئتين، فتختلف حسب العضو المصاب، فيقول الدكتور عصام إنه على سبيل المثال آلام الظهر يمكن أن تكون أحد أعراض مرض الدرن في العمود الفقرى، أو تورم الرقبة عند إصابة الغدد الليمفاوية. ويبرز تقرير منظمة الصحة العالمية لمكافحة الدرن لعام 2016 التفاوت الكبير بين الدول في مجال تمكين مرضى الدرن من الوصول إلى التشخيص والعلاج الفعال، ويؤكد أن الحاجة قائمة إلى التحرك بشكل أسرع بكثير لمنع وكشف وعلاج هذا المرض، إذا ما أرادت الحكومات تحقيق الأهداف العالمية. وكانت الحكومات قد وافقت على أهداف ترمى إلى القضاء على وباء الدرن خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في إطار الأهداف الإنمائية المستدامة. وتشمل هذه الأهداف خفض معدل وفيات الدرن بنسبة 90٪، وخفض معدل الإصابة بنسبة 80٪ بحلول عام 2030، مقارنة بمعدلات عام 2015. وقالت الدكتورة مارجريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية «إننا نواجه معركة شاقة حقًا في محاولاتنا لتحقيق الأهداف العالمية الخاصة بمرض الدرن. ينبغى مضاعفة الجهود بشكل كبير، وإلا ستبقى الدول تلاحق هذا الوباء القاتل، وستخفق في تحقيق هذه الأهداف الطموحة». وتوضح بيانات التقرير أن اختبار الحالات الجديدة للإصابة بالدرن والإبلاغ عنها ما زالت تشكل تحديات كبيرة. ومن بين ما يقدر ب10.4 مليون إصابة جديدة في عام 2015، تم الكشف والإبلاغ رسميا عن 6.1 مليون حالة فقط، ويمثل ذلك فجوة قدرها 4.3 مليون حالة. ويعزو التقرير هذه الفجوة إلى القصور في الإبلاغ عن حالات الدرن، وخصوصا في الدول التي لديها قطاع خاص كبير غير منظم، ونقص في التشخيص في الدول التي تواجه عوائق رئيسية أمام الحصول على الرعاية. ويوجد 60٪ من الحالات التي قدرتها منظمة الصحة العالمية في 6 دول فقط، هي على الترتيب: الهند وإندونيسيا والصين ونيجيريا وباكستان وجنوب أفريقيا. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن 480 ألف شخص أصيبوا بالدرن المقاوم للأدوية في عام 2015، وتتحمل 3 دول العبء الأكبر من أزمة الدرن المقاوم للأدوية المتعددة «الهند، والصين، وروسيا» التي تمثل معا ما يقرب من نصف جميع الحالات على مستوى العالم. وحققت مصر نجاحا ملحوظا في مجال مكافحة الدرن، حيث أوضح التقرير أن عدد المرضى الجدد الذين يصابون سنويا بالدرن انخفض من 34 حالة لكل 100.000 من السكان عام 1990، إلى 15 حالة لكل 100.000 من السكان حاليا، أي ما يقرب من 13 ألف مريض سنويا، وقدرت عدد المصابين بالدرن المقاوم للأدوية ب2200 مريض (2.4 لكل 100 ألف مواطن)، بينما قدرت الوفيات ب240 حالة وفاة عام 2015. وتبلغ نسبة المصابين بالدرن المقاوم للأدوية 14٪ من مرضى الدرن الجدد، و23٪ من مرضى الدرن الذين سبق علاجهم. وتحدث مقاومة الميكروب للأدوية نتيجة عدم الانتظام في العلاج، سواء من ناحية المدة أو عدد الأدوية المركبة، التي يجب أن يتناولها المريض مع بعضها البعض، وقد احتفلت مصر مؤخرا بمرور 10 سنوات على بداية علاج الدرن المقاوم، حيث تم افتتاح أول مركز للعلاج في مستشفى صدر العباسية عام 2006 ثم في مستشفى صدر المعمورة عام 2008 ثم في مستشفى صدر المنصورة عام 2013. وتم علاج أكثر من 700 مريض في الفترة من 2006 وحتى 2016، ويتم حاليا الإعداد لإنشاء مركز رابع بمستشفى صدر أسيوط، وبلغت نسب الشفاء التام أكثر من 70٪، وهذه النسب مطابقة للمعدلات العالمية. وينتهج البرنامج القومى لمكافحة الدرن سياسة الكشف المبكر عن هذا المرض، حيث تم استقدام أحدث الأجهزة التي تكتشف الميكروب خلال ساعتين، وهو ما يعرف بجهاز (الجين اكسبرت) وتم البدء في تشغيل أول جهاز خلال مايو 2015 وتم توزيع ما يقرب من 20 جهازا تخدم مناطق القاهرة الكبرى والدلتا والصعيد. وبحسب البرنامج القومى، يجب اتباع طرق الوقاية، وأهمها اكتشاف وعلاج حالات الدرن الإيجابية عن طريق البصاق لأنه مصدر العدوى، والكشف الطبى المبكر عند الشعور بالكحة لمدة أكثر من أسبوعين، والتطعيم المبكر بلقاح البى سى جى بالنسبة للأطفال حديثى الولادة، والكشف على المخالطين لمريض الدرن، إلى جانب اتباع العادات الصحية السليمة، مثل عدم البصق على الأرض أو العطس في وجه الآخرين، كما أن التهوية الجيدة والتعرض للشمس يساعدان على قتل ميكروب الدرن.