عقب 30 يونيو، بعد فترة عنف استمرت عدة أشهر، حدث نوع من الاضطراب الأمني داخل تنظيم الإخوان، وتم توجيهم إلى عدم الالتقاء أو تقليل اللقاءات الجماعية، ولكن مع بداية العام الثالث بدأ التنظيم في توحيد صفوفه مرة أخرى، ومع خروج عدد كبير من جيل الوسط من السجون بالتتابع، أدت إلى وجود حالة من الشجاعة في لملمة الصفوف مرة أخرى، وبالفعل بدأ للعودة بشكل ودي من خلال اجتماعات الأسر أو المقابلات في المساجد والعودة إلى حركتهم الطبيعية، وبدأ الترويج لأفكار لما أسموه ترتيب الوراق من جديد، وبث حالة من الكمون أو العمل السري مرة أخرى. ومع مقتل محمد كمال والذي كان بمثابة المرشد العام لتيار الشباب، بقي هناك مساحة واسعة لدى محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الجماعة، لاستقطاب تيار الشباب معه، كمحاولة لتهدئة الشباب ممن يحملون الغضب داخلهم تجاه التيار التاريخي التابع ل"عزت"، حيث نظم الهاربون من قياداتها اجتماعًا لم يعلنوا عنه في ماليزيا منذ عدة أيام والذي كان تحت عنوان "مكافحة العنف والتطرف"، طبقا لما جاء على صفحة المؤتمر عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بعد رفض شبابها في الخرطوم تنظيمه داخل السودان بقيادة إبراهيم منير، كمحاولة لضم شباب الجماعة تحت لواء قيادات الجماعة التاريخية التي يترأسها "عزت". ورأى عز الدين دويدار، القيادي لإخواني الهارب ف تركيا، في بيان له "أن أهداف المؤتمر أتت لتركيع الشباب الإخواني عن طريق اتخاذ التأسيس الثالث ويجب القبول بهذا المسار الذي تتخذه الجماعة"، مشيرًا إلى أن "محتوى المؤتمر يؤكد على أن حسب البناء مؤسس الجماعة ليس إخوانيًا، ولا تمكن إقامة الخلافة"، واصفًا إياه ب"مؤتمر الإخوان العلمانيون"، حسب وصفه. وأضاف: إن "التأسيس الثالث ليس افتتاح محل أو جمعية خيرية، وإنما هو إعادة بناء شامل لتنظيم الإخوان المسلمين على رؤية وبصيرة، إعداد رؤية وبناء فكري وإعادة ربط للواقع بالجذور الأصلية"، مؤكدًا على "انتخاب مؤسسات شورية وتنفيذية في كل الأماكن وتجميع الصف وبناء هياكل جديدة في الأماكن المختطفة إدارتها، ومواجهة تحديات معوقي التغيير ومواجهة نفوذ مراكز القوى التاريخية". فيما اعتبر سامح عيد، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، أن محاولات "عزت" لفرض سيطرته على تيار الشباب خاصة بعد مقتل محمد كمال، كنوع من محاولة امتصاص غضب الشباب وخاصة التيار الموالي ل"كمال"، ما هي إلا محاولات فاشلة لم تجدي بأي ثمار لها. وأضاف عيد، في تصريح خاص ل"البوابة"، أن قيادات الحرس القديم تسعى لتفادي تفتيت ما تبقى من التنظيم، خاصة بعد الصراعات و النزاعات التي عانى منها التنظيم خلال الفترة الماضية، وبالتالي لم يبق في أيدي "عزت"، سوى المحاولات للحفاظ على وجوده بشكل آمن، وأيضًا الاستفادة من جهود الشباب.