حالة من الصراع الخفي تشهدها أروقة جماعة الإخوان منذ فترة وتحديدًا منذ منتصف ديسمبر من العام الماضي 2015، وهي تعد الأزمة الثالثة بعد أزمتي مايو وأغسطس من نفس العام، كان بطلها محمود حسين، عقب حواره الشهير على قناة الجزيرة، الذي ادعى خلاله أنه مازال قائمًا بأعمال مرشدها المعتقل محمد بديع، الأمر الذي رفضه قطاعًا كبيرًا من أعضاء الجماعة المحظورة بحكم قضائي، ومن هنا بدأ انهيار جماعة دأبت على عدائها للدولة منذ تأسيسها 1928 حتى الآن. الجبهة الشبابية تهاجم عواجيز الجماعة كان آخر حلقات هذا الصراع أن فتحت الجبهة الشبابية النار على عواجيز الجماعة متهمة إياهم بأنهم وراء محاولة عدم إعادة بناء مؤسسات الإخوان، وسببًا فيما وصلت إليه الجماعة من هشاشة في هيئاتها المختلفة ك "مكتب الإرشاد، و مجلس الشورى، والمكاتب الإدارية، كما استنكرت سيطرة شخصية واحدة على كل الصلاحيات"- وهو ما يعد اعترافًا ضمنيًا بتدهور المحظورة من الداخل. لم يتوقف الأمر على ذلك بل اعترفت "الجبهة الشبابية" بقيادة محمد كمال - أن دعوة الجماعة باتت في خطر، مستنكرين إصرار محمود عزت القائم بأعمال المرشد وقائد الجبهة التاريخية، على عدم بناء المؤسسات بناءً صحيحاً. وفي مفاجأة مدوية شككت الجبهة الشبابية في وجود محمود عزت، وعدم تواصله معهم منذ ما يقرب من عامين تقريبًا، متسائلين هل "موجود أم غير موجود"؟ ومن يدير الجبهة التاريخية الآن؟.
مراقبون لوضع وحالة الجماعة فسروا حرب تكسير العظام التي تشهدها أروقة المحظورة وهجوم الجبهة الشبابية على عواجيزها لتجاهل "محمود عزت" بديل المرشد لمطالب الشباب وإعلانه انعقاد مجلس الشورى العام خلال الأيام القليلة الماضية، وسط معارضة كبيرة بالجماعة، وهو ما فجر الغضب المكتوم في صفوف الإخوان، واعتبروه انقلابًا على قرارات مجلس الشورى التي صدرت في 16يونيو الماضي. وذكر بيان صادر عن جبهة عزت مؤخرًا أن "انعقاد مجلس الشورى العام للجماعة انتهى بانتخاب لجنة جديدة مؤقتة لتسيير الأعمال، وثلاث لجان أخرى: الأولي لتقديم مشروع رؤية جديدة لمجلس الشورى العام، والثانية لاستكمال انتخاب الهيئات الشورية والإدارية، والثالثة لاستكمال التحقيقات". واعتبرت الجبهة الشبابية أن ما يقوم به "عزت وإخوانه" من إجراءات "لا تؤدي بأي حال إلا إلى شق صف الجماعة وإضعافها"، مضيفة: "إننا آثرنا تأخير ردنا على ما قيل إنه انعقاد لمجلس الشورى العام وما أتُخذ باسمه من قرارات في محاولة منا للتواصل مع "محمود عزت" وعدد من إخواننا الكرام القريبين منه، لبحث الأمر وإيقاف هذا النزيف، وتضييع الأوقات والجهود، ولكن للأسف الشديد رفضوا جميعا سماع أي صوت. انهيار مكاتب الإخوان وفتحت الجبهة الشبابية النار على القيادات التاريخية وفضحت حقيقة أمرها وتدهور الكيان الوهمي الذي يحاول البعض تصديرهن حين قالت إن "مجلس الشورى لم يبق منه في الداخل سوى 32عضوًا منهم 18 عضوًا بين معتذر أو معتزل يقينًا، ومستبعد تمامًا منه جميع رؤساء المكاتب الإدارية مما يجعل جميع ما يصدر باسمه باطلاً". أما المكاتب الإدارية وصفتها الجبهة بأنها "تمثل عصب الجماعة وسر قوتها وبقائها علي الأرض فللأسف لا يعترف بها وتستبعد من الشورى ولا يستجاب لمبادرتها، بل والأخطر أن ثمة محاولات تبذل لتفتيت بعضها كما يتم الآن مع أربعة مكاتب على الأقل". أين مدير الجماعة؟ تساءلت الجبهة الشبابية عن وجود "محمود عزت" القائم بأعمال المرشد قائلة: "لا نعلم يقينًا هل هو موجود أو غير موجود هل هو في مصر أو خارجها، مستنكرة سيطرته على زمام المحظورة قائلة إنه يمثل: القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وهو هيئة مكتب الإرشاد ومكتب الإرشاد، وهو مجلس الشورى الذي يقرر من يحضر ومن لا يحضر دون الالتزام بأية لوائح. وشددت "الجبهة الشبابية على "أنه لا يصح دينا ولا من ثوابت الجماعة (شرعًا ولا تنظيمًا) أن تكون كل هذه الصلاحيات في يد فرد كائًنا من كان ، وهي صلاحيات لم تكن يوما لأي مرشد للجماعة. انهيار كيانات الجماعة لم يقتصر الأمر على انهيار الجماعة بل وصل التدهور لكياناتها بالخارج التي خلقت خصيصًا لمهاجمة الدولة المصرية ورئيسها، وفي أواخر العام الماضي، انهار ما يسمى ب "المجلس الثوري المصري" المشكل بالخارج من قبل قيادات إخوانية وآخرين ركبوا سفينتهم بعد ثورة 30 يونيو. فأعلن 15 عضوًا من قيادات "المجلس الثوري"- الذي شهدت تركيا تأسيسه الأربعاء3/3- استقالتهم من المجلس، بدعوى تغيير الفكرة الأساسية التي أنشئ من أجلها، فضلًا عن ضعف ما يسمى بدعم الشرعية واقتصاره فقط على نشر البيانات المحرضة ضد الدولة. تليمة يهدد بفضح الإخوان وتصديقًا لما ذكر سلفًا هدد عصام تليمة مدير مكتب القيادي الإخواني يوسف القرضاوي، بفضح قيادات بعد البيان الصادر عن مكتب محمود عزت نائب مرشد الإخوان. ووصف "تليمة" المقيمين في تركيا البيان الذي صدر عن عواجيز الإخوان بأنه ملئ بالأكاذيب، مضيفًا "لو رددت عليه لذكرت ما يصدم". وأكد في تصريح له أنه لو تحدث لذكر فضائح، موضحًا أنه قرر منذ فترة السكوت عن الحديث عنها، قائلا: "طلبي الوحيد لمن قام بكتابة البيان الكذوب انظر في المرآة، ورجاء استخرج أوجه الشبه بينك وبين قاموا بحديث الإفك، لعلك تفيد نفسك بالخروج من هذه الحالة".