لم تُشر أسرة مسلسل الخواجة عبدالقادر الذي تم عرضه في الموسم الرمضاني عام 2012 إلى أن قصة المسلسل من الممكن أن تكون حقيقية وليست فقط من وحي مؤلفها عبدالرحيم كمال، هذا المسلسل الذي اتخذ شعبية عالية عقب عرضه بسبب قصته الجديدة التي تدور حول أجنبي اعتنق الإسلام من خلفية صوفية امتزجت بالحب الإنساني من خلال عشقه لفتاة صعيدية ليستكمل حياته في صعيد مصر باسم عبدالقادر بدلا من اسمه الرسمي هربرت دوبرفيلدح ولكن العديد من الصحف قد أشارت لأسماء أجانب عملوا بالسودان وأسقطوها على شخصية عبدالقادر ليظل الأمر محض افتراض. وقد تتشابه هذه القصة مع قصة مفكر فرنسي اعتنق الإسلام من خلفية صوفية بعد مجيئه للقاهرة عام 1930 وقرر ألا يغادرها حتى وفاته وبدل اسمه الفرنسي "رينيه" إلى عبدالواحد ليشتهر بالخواجة عبدالواحد؛ وهو الكاتب والفيلسوف الفرنسي رينيه جينون الذي ولد عام 1886 في مدينة بلوا بفرنسا لعائلة كاثوليكية وبدأ في باريس عام 1904 دراسة الرياضيات والفلسفة ومن ثم التحق لبعض الأوساط الفلسفية في باريس والمهتمة بدراسة اللاهوت والتنجيم وبدأت هويته تتشكل منذ انضمامه لهذه الجماعات فبدا معارضًا شرسًا للماسونية والتنجيم مما دفعه لتأليف أول كتبه "زمن الكمية وعلامات العصر" والذي أظهر من خلاله الفراغ الفكري في الحركة التنجيمية الفرنسية، التي وصفها بتفاهة شاملة مستندًا على أنه لا يمكن تجمع تلك العقائد المصنفة بطريقة سيئة لتشكل صرحًا ثابتًا، لتميل هويته إلى الهندوسية ويستبشر بها فيتجه عام 1917 إلى مدينة سطيف الجزائرية ليدرس الفلسفة للطلبة في معهد بالمدينة ويظل فيها حتى انتهاء الحرب العالمية الأولى ليترك التدريس عام 1921 ويؤلف كتابه "مقدمة لدراسة العقائد الهندوسية"، ويسافر بعده إلى القاهرة عام 1930 ليقوم بمشروع جمع وترجمة مستندات تتعلق بالتصوف ليؤلف كتابه "رمزية الصليب" ويرسله مع إهداء للشيخ عبدالرحمن الكبير عميد المذهب المالكي بجامعة الأزهر والذي أصبح صديقًا حميمًا له لتتوالى بذلك صداقته مع مشايخ الأزهر مع ازدياد عشقه للصوفية فيتعرف على الشيخ محمد إبراهيم ويرفض العودة إلى بلاده والاستمرار في القاهرة حتى بعد إنهاء مهمته البحثية ليتفاجأ الجميع عام 1934 بإعلان إسلامه وتغيير اسمه من "رينيه جينون" إلى "عبدالوحيد يحيى" وتزوج في نفس العام من ابنة صديقه الشيخ محمد إبراهيم وأنجب منها أربعة أبناء اتسمت حياته في القاهرة بالزهد والبساطة والقسوة، وكرسها للكتابة للكتابة وممارست طقوسه الروحية من حيث زيارة الأضرحة والمشاركة في موالد الأولياء، وحصل على جنسية مصرية في سنة 1949 وتوفي في معشوقته الأبدية القاهرة يوم 7 يناير عام 1951، وكانت آخر كلمة لفظ بها هي "الله". ويحتفي المعهد الثقافي الفرنسي بالقاهرة في السادسة من مساء غد الأربعاء بالمفكر الكبير رينيه جينون "عبدالواحد يحي" بمناسبة صدور كتاب "رينية جينون: الرجل، ومعنى الحقيقة" الذي صدر منذ أيام قليلة في باريس عن دار البراق لمؤلفه سليمان رزقي.