من جديد تعود حركة حماس لتقديم نفسها إلى الإدارة الأمريكية باعتبارها الحاكم الأمثل لقطاع غزة خلال الفترة المقبلة، وذلك رغم الخراب والدمار وحالة الضياع التي يعيشها سكان القطاع نتيجة سياسات الحركة وتقديراتها المتسرعة للأوضاع في المنطقة. خالد مشعل رئيس حماس في الخارج يبدو أنه يقدم نفسه رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلال الفترة المقبلة من خلال إطلاق تصريحات تلمح إلى رغبة تنظيمه في حكم غزة والتواجد في المشهد الأمني والسياسي، ومغازلة الولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال المطالبة بفتح حوار أمريكي مع حماس والفصائل الفلسطينية المسلحة بعيدا عن منظمة التحرير أو السلطة. لم تعتذر حركة حماس للشعب الفلسطيني حتى الآن عما حدث في غزة، وتستخدم سياسة المناورة في التعاطي مع الأوضاع الكارثية في القطاع نتيجة الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي دمرت الأخضر واليابس، وباتت غزة بيئة طاردة للفلسطينيين وهو ما تعمل إسرائيل عليه في الوقت الراهن لتهجير السكان قسريا. سكان غزة باتوا بين سندان حماس ومطرقة إسرائيل التي لا ترحم السكان المدنيين، فالقطاع حاليا في وضع كارثي ومأساوي نتيجة المنخفضات الجوية وعدم امتلاك الناس لأية أدوات تمكنهم من الصمود أمام هذه التحديات فقد تركت حماس الناس لمصيرها خلال عامين من الحرب وقالت إن مسؤولية حمايتهم تقع على عاتق الأممالمتحدة، والآن وبعد وقف إطلاق النار خرجت الحركة وعناصرها من الأنفاق وتقدم نفسها كحلا مقترحا فهي لا ترى أنها أحد أسباب الكارثة التي تعصف بقطاع غزة بشكل خاص. عادت حماس لتفرض الضرائب على التجار والمواطنين رغم الظروف المعيشية القاسية وعدم توافر السيولة أو الأموال التي تمكن المواطن الفلسطيني من توفير العيش الكريم لأسرته مع استمرار الحصار الإسرائيلي وسيطرة عدد من الفصائل على بعض المساعدات الإنسانية التي تدخل لغزة كي يتم توزيعها على أبناء الفصائل الأوفياء. الواقع في غزة حاليا صعب للغاية مع تسجيل حوالي ربع مليون شهيد ومصاب ومفقود و 9 آلاف شخص تحت الأنقاض لم يتم انتشال الجثامين بعد، وذلك مع انهيار البنية التحتية بشكل كامل في غزة وموت عدد من المدنيين نتيجة موجة البرد القارس الذي يعصف بالأراضي الفلسطينية المحتلة. حتى الآن تجري مشاورات مكثفة بين الوسطاء والولاياتالمتحدةالأمريكية للعمل على تفعيل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في شرم الشيخ، وذلك للدفع نحو إعادة اعمار المناطق المدمرة ودعم صمود المدنيين الفلسطينيين على أرضهم، لكن يبدو أن تركيز حماس وهدفها القادم هو كيفية إعادة تمكين عناصر من حكم غزة مجددا. لابد من الاشارة هنا لجريمة أخرى يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي من خلال إغراق قطاع غزة بالدجاج الفاسد منتهي الصلاحية خلال الايام الماضية من خلال تجار معدومي الضمير يبيعون الدجاج الفاسد بمقابل مادي بسيط، وهو ما يؤكد أن الاستراتيجية الإسرائيلية في غزة تقوم على القتل والتجويع والتعطيش للدفع نحو التهجير القسري، وهو ما يتطلب دورا إقليميا ودوليا ضاغطا على إسرائيل للسماح بإدخال أكبر كمية من المساعدات وفتح المعابر الحدودية مع غزة والتي تسيطر عليها إسرائيل وتعرقل إدخال كميات كافية من المساعدات للسكان المدنيين. حماس، اخبار حماس، اخبار غزه، حكم غزه، الاحتلال الإسرائيلي، شهداء غزه، معبر رفح