عندنا فى مصر ما يزيد على نحو مائة هرم بناها الفراعنة أشهرها بالطبع أربعة، وهى الأهرام الثلاثة لخوفو وخفرع ومنقرع وهرم سقارة المدرج، غير أن باقى الأهرام لا يعلم القاصى أو الدانى شيئًا عنها.. اللهم إلا بعض العلماء هنا وهناك بحضارة أجدادنا، ومازال الهرم الفرعونى كبناء فى نظر العلماء وكل الناس كهفا جبليا فى باطنه أسرار لا يعلمها إلا الله ومن بناه. بقصد تيسير علوم أجدادنا للعالم وتقليل اقتراضنا من الخارج أقترح فك أحجار هرم واحد من الأهرام، لنرى ويرى الناس فى الست قارات كيف بُنٍيَتْ أهراماتنا وماذا يُخفَى بداخلها؟!.. على أن تُنشئ مصر قناة فضائية تسمى (قناة مصر الإخبارية) تكون ناطقة بلغات العالم الأساسية لنقل هذا الحدث الهام حصريًا للعالم على الهواء لحظة بلحظة وخطوة بخطوة، ويُفك حجرٌ واحد فقط لا غير من أحجار هذا الهرم كل يوم على أن يُرَقّمُ كل حجر يُفَك برقم مسلسل ويسمى باسم شركة عالمية مُعلنة تكون قيمة إعلانها مضاعفة، ويُباع هذا الهرم بمليارات الدولارات فى مزاد عالمى نسميه (مزاد نهضة مصر) لتشتريه إحدى الدول أو الشركات على أن يكون نقل الأحجار إلى حيث تواجدها على حسابها، وتُنقَل عمليات نقل الأحجار عبر البر والبحر على الهواء للناس فى شتى الأنحاء عبر ذات القناة على ألا يكون من بين المباع ما قد نجده داخل الهرم من اكتشافات.. ونحن إن لم نستطع تسويق فك وبيع تلك الأحجار بأعلى الأسعار فلن نستطيع تسويق آثارنا للسياح، ولا بأس فى حالة استصعابنا الأمر أن نستعين بكبرى الشركات العالمية المتخصصة فى التسويق. أنا بالطبع أقصد هرمًا من الأهرام التى يفوق عددها المائة مع استثناء الأهرام الأربعة، ويُعلن فى ذات القناة الفضائية للناس فى شتى أنحاء الكرة الأرضية عن (مسابقة مصر الفرعونية والتاريخية)، وهى عبارة عن أسئلة توجه للناس فى شتى الأنحاء عبر شبكات النقال عن تاريخنا وتاريخ دولة كل شبكة، وتكون قيمة الاشتراك للإجابة عن السؤال دولارا لتكون فى متناول كل الناس، ورصيدنا من المسابقة فى كل دولة يُوَزع كتذاكر ذهاب إلى مصر وعودة على الفائزين فى المسابقة، ويُنقَلُ للناس فى شتى الأنحاء عبر تلك القناة مشاهد حية على الهواء من مكتبة الإسكندرية ومن منطقة الأهرام بالجيزة ومن المتحف المصرى القديم ومن المتحف المصرى الجديد ومن قناة السويس ومن الأقصر وأسوان ومن الغردقة وشرم الشيخ وسفاجة والساحل الشمال ليروا عراقة مصر وجمالها الطاغى. ويتم الإعلان فى تلك القناة عن كل ما يجذب إلى بلدنا السائحين والمستثمرين، وتعمل القناة كقناة إخبارية مِهَنية باللغات الأجنبية تدريجيًا حتى تتحول إلى ذلك كليًا، فنكون قد كسبنا قناة إخبارية عالمية صارت لها شعبية.. نحن ولا ريب فى حاجة ماسة لها. أكثر من عصفور يمكن أن نصيبه بحجر هذا المقترح الذى أطرحه على السلطتين التنفيذية والتشريعية فى مصر كفكرة غير تقليدية يمكن أن تخرجنا من بعض ما نحن فيه من عُسْر، وبرغم أن الفكرة مقدمة للدولة إلا أنها مستقاة من فكرة تطبقها الأسرة.. التى حينما تجد نفسها مضطرة للاقتراض فإنها تبيع مِلكًا من الأملاك ولو كان من أغلى وأعز الموروثات. أعلم أننى بسبب هذا الاقتراح قد يُوجه إليَّ ألف اتهام واتهام تُقذَفُ عليَّ كالسهام.. إلا أننى عزمتُ على نشره متوكلًا على الله بقصد أن أجنب مصر خطر المزيد من الاقتراض وفى سبيل تيسير العلم للناس من كل الأجناس.. وأنا على استعداد لتحمل آلام السهام، وعلى المهاجم المبادر بالاتهام والإيلام أن يطرح علينا الأفكار التى يمكن أن تجنبنا خطر الاقتراض.. وحينها إليه سأنحاز. مسائل الرياضيات لا تُحل بالقواعد والنظريات إلا بحسن استخدام المعطيات، وفى المسائل الهندسية قد يتطلب الأمر ممن يفكر فى الحل أن يعمل عملًا يجعل الحل ممكنًا كأن يُسقِط عمودًا من نقطة مثلًا أو يصل بين نقطتين خطاً.. وبالمثل يمكن حل المعضلات السياسية والاقتصادية والحربية.