فى مؤتمره العام.."الحرية المصرى" ينتخب 5 نواب لرئيس الحزب وأمينا عاما    رئيس الوزراء يشهد افتتاح «رصيف عباس» بميناء غرب بورسعيد بعد تطويره    محمود عباس يشكر مفتي روسيا على مواقفه الداعمة للفلسطينيين    السودان.. 21 قتيلا في هجوم للدعم السريع على سجن بشمال كردفان    «عواد يطلب إراحته لنهاية الموسم».. أحمد حسن يكشف    وزير التعليم: إجراءات تأمينية مشددة لضمان سير امتحانات الثانوية العامة بشكل ناجح ومنظم    الأرصاد: طقس غداً الأحد شديد الحرارة نهاراً معتدل ليلاً    الداخلية تتابع استعدادات تفويج حجاج القرعة وتخصص حافلات مزودة بGPS لمتابعة خط السير    منى زكي بعد حصدها جائزة أحسن ممثلة بمهرجان المركز الكاثوليكي: وسام أعتز به في مسيرتي    حجز محاكمة 19 متهم من أعضاء " خلية تزوير المرج " للنطق بالحكم    بوسي شلبي بعد أزمتها مع أبناء محمود عبد العزيز: "شكراً لكل الأصدقاء"    أبو بكر القاضي ل "البوابة نيوز": الاحتفال بيوم الطبيب سيكون برعاية الرئيس    المشدد 3 سنوات لعاطل تعدى بالضرب على صديقه في القليوبية    بعد تحقيق مكاسب سياسية.. اتهامات التطرف ومعاداة الإسلام تطارد الإصلاح البريطانى    القومي للمرأة يشارك في اجتماع المجموعة التوجيهية لمنطقة الشرق الأوسط    استعدادا لموسم الصيف..محافظ مطروح يتفقد مستشفى رأس الحكمة    محافظ أسيوط يتفقد تطوير مدخل قرية بنى قرة ونقل موقف السرفيس لتحقيق سيولة مرورية    "بسبب ماس كهربائى" مصرع وإصابة ثلاثة أشخاص إثر نشوب حريق داخل حوش مواشى فى أسيوط    قانون الإيجار القديم... التوازن الضروري بين العدالة الاجتماعية والحقوق الاقتصادية    جدول مواقيت الصلاة في محافظات مصر غداً الأحد 11 مايو 2025    "الشناوي وسيحا وشوبير وحمزة".. يلا كورة يكشف تطورات ملف حراسة مرمى الأهلي    عوض تاج الدين: الدعم الرئاسي أحدث طفرة واضحة للمنظومة الصحية    وصول جثمان زوجة محمد مصطفى شردى لمسجد الشرطة    مهرجان SITFY-POLAND للمونودراما يعلن أسماء لجنة تحكيم دورته 2    «الإحصاء»: 1.3% معدل التضخم الشهري خلال أبريل 2025    قرار تأديب القضاة بالسير في إجراءات المحاكمة لا يعتبر اتهام أو إحالة    مديرية أمن القاهرة تنظم حملة تبرع بالدم بمشاركة عدد من رجال الشرطة    بيتر وجيه مساعدا لوزير الصحة لشئون الطب العلاجى    طريقة عمل الكيكة بالليمون، طعم مميز ووصفة سريعة التحضير    محافظ أسوان: توريد 170 ألف طن من القمح بالصوامع والشون حتى الآن    شئون البيئة: التحول للصناعة الخضراء ضرورة لتعزيز التنافسية وتقليل الأعباء البيئية    رئيس الوزراء العراقي يوجه بإعادة 500 متدرب عراقي من باكستان    جامعة أسيوط تُشارك في ورشة عمل فرنكوفونية لدعم النشر العلمي باللغة الفرنسية بالإسكندرية    فيلم سيكو سيكو يواصل تصدر الإيرادات    وقفة عرفات.. موعد عيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا    «لوفتهانزا» الألمانية تمدد تعليق رحلاتها من وإلى تل أبيب    صحة غزة: أكثر من 10 آلاف شهيد وجريح منذ استئناف حرب الإبادة    جيروساليم بوست: ترامب قد يعترف بدولة فلسطين خلال قمة السعودية المقبلة    أبرز ما تناولته الصحف العالمية عن التصعيد الإسرائيلي في غزة    رئيس صحة النواب: مخصصات الصحة في موازنة 2026 الكبرى في تاريخ مصر    تنظيم ندوة «صورة الطفل في الدراما المصرية» بالمجلس الأعلى للثقافة    المتحف المصري الكبير يستقبل فخامة رئيس جمهورية جزر القمر ووزيرة التعليم والثقافة اليابانية    تحرير 16 محضرا لمخالفات تموينية في كفرالشيخ    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : الكلام وحده لايكفي !?    تعرف على مواعيد مباريات الزمالك المقبلة في الدوري المصري.. البداية أمام بيراميدز    مصر تستضيف الجمعية العمومية للاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب    اليوم.. انطلاق الجولة 35 ببطولة دوري المحترفين    استثمارات 159 مليون دولار.. رئيس الوزراء يتفقد محطة دحرجة السيارات RORO    «الصحة»: تدريب 5 آلاف ممرض.. وتنفيذ زيارات ميدانية ب7 محافظات لتطوير خدمات التمريض    خبر في الجول - زيزو يحضر جلسة التحقيق في الزمالك    الرمادي يعقد جلسة مع لاعبي الزمالك قبل مواجهة بيراميدز    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 10-5-2025 في محافظة قنا    حاجة الأمة إلى رجل الدولة    تفاصيل مفاوضات الأهلي مع جارسيا بيمنتا    بكام الفراخ البيضاء؟.. أسعار الدواجن والبيض في أسواق الشرقية السبت 10 مايو 2025    موعد مباراة الاتحاد السكندري ضد غزل المحلة في دوري نايل والقنوات الناقلة    حبس لص المساكن بالخليفة    هل تجوز صلاة الرجل ب"الفانلة" بسبب ارتفاع الحرارة؟.. الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر تحت أقدام الفرنسيين [2]
»ألا أونا ألا دو ألا تريه«
نشر في أخبار الأدب يوم 06 - 07 - 2013


آثارنا في مزادات العالم هوم دليفري
موقع ألكتروني يقدم خدمة توصيل الآثار المصرية للمنازل وفيديو يؤكد دخولها بشكل قانوني
قطعة مصرية ترجع إلي ما قبل توحيد القطرين بألفي جنيه استرليني وخطاب البيتلز ب35 ألفاً
شخص مجهول اشتري دينار الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان ب330 ألف استرليني
أول سويت شيرت في التاريخ.. صُنع في مصر وتعرض للأسر بمتحف بتري لندن
وفقاً للمادة الرابعة من اتفاقية اليونيسكو.. مسلة رمسيس الثاني ملكية فرنسية
معلومات خطيرة يكشفها فنان مصري يخوض مغامرة تنكرية داخل أشهر جاليري لبيع الآثار الفرعونية في باريس
رأس نفرتيتي وتمثال »ايونو« وعملة كليوباترا وأول خريطة تورين.. خرجت من مصر ولم تعد
التمثال الوحيد لمهندس الهرم الأكبر اكتشف عام 1912 وموجود في ألمانيا
تستكمل »أخبار الأدب« في هذا العدد فصول الملف الذي فتحته في عددها السابق، محاولة إزاحة غبار الصمت الرهيب عن إهانة تاريخ مصر وحضارتها، فمن تمثال شامبليون المسيء الذي يطأ بإحدي قدميه رأساً فرعونية يعتقد أنها للإله إخناتون، إلي مزيد من فضائح وفظائع سكوت المسئولين غير المبرر عن بيع آثار مصر في جاليرهات أوروبا وأمريكا، بل نعمد إلي نكء جرح آثار مصر الغائر، بإلقاء الضوء علي أشهر وأهم خمس قطع فرعونية أسيرة متاحف الغرب، علي هذه المحاولة تحرك ساكناً لدي أي مسئول فيبادر بتحرك رسمي لفك أسرها وإعادتها إلي موطنها الأصلي.. مصر!

بالمال يمكن أن يشتري أي شيء. لكن هل يمكن أن تبتاع لك تاريخاً؟ قبل أن تبادر بالإجابة سريعاً عن هذا السؤال، عليك أولاً أن تأخذ نفساً عميقاً قبل أن تعلم أن الإجابة لدي مزادات الآثار حول العالم تقول بنعما!
لا تجعل الدهشة تتملكك.. إذ يبدو أننا نحن المصريين فقط من يدهشهم ذلك القول، والصدمة الأكبر هي أن آثارنا هي الأكثر رواجاً في سوق هذه المزادات علي طريقة »ألا أونا ألا دو ألا تريه« وما تطالعه في السطور التالية محض جولة قامت بها »أخبار الأدب« في هذه المزادات، عبر مواقعها علي شبكة الإنترنت، والتي كان لكاتب المصريات والمرشد السياحي الحر بسام الشماع الفضل في لفت انتباهنا إليها.
توصيل الآثار للمنازل
HYPERLINK http://www.ancientresource.com
هذا هو عنوان أحد مواقع بيع الآثار علي شبكة الإنترنت، لصاحبة جبريل فاندرفورت، والذي يبيع فيه آثاراً من مختلف الحقب التاريخية المصرية وغيرها، والأثمان مذكورة تحت صورة كل قطعة أثرية، بل إنه يذكر في الموقع وبوضوح رقم هاتفه وعنوانه في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلي مقطع فيديو يؤكد أن كل الآثار الموجودة لديه دخلت الولايات المتحدة بطريقة قانونية.
ومن العجيب أن فاندرفورت يعطي شهادة ضمان مدي الحياة مع الأثر المباع، وهو من دافعي الضرائب ويعرض توصيل الآثار المباعة عبر خدمة Shiping. ما يعني أن آثارنا تباع بطريقة »هوم دليفري« Home-Delivery خدمة توصيل الطلبات إلي المنازل - وبعض صور قطع الآثار المتاحة علي الموقع مدون تحتها كلمة Sold أي زتم بيعهس وينصح فاندرفورت زبائنه بالاتصال به بعد الساعة الرابعة عصراً ليكون متواجداً.
صالة بونامز
ومن الولايات المتحدة إلي إنجلترا، حيث توجد صالة مزادات »بونامز« في العاصمة البريطانية لندن، وهي الصالة التي عرضت في مطلع مايو الماضي عدداً كبيراً من الآثار المصرية، وصلت إلي 97 قطعة أثرية، منها ما يرجع إلي عصور ما قبل التاريخ! وقد طالب بسام الشماع عبر برنامج »صباح الخير يا مصر« يوم 31 إبريل الماضي، أي قبل يوم واحد من إتمام عملية البيع في الصالة، حيث يبدأ المزاد العلني في تمام الساعة 10.30 صباح اليوم التالي، وتم التحرك بعد استغاثته علي الهواء، ولكن للأسف بعدما تم بيع 58 قطعة من الآثار المصرية من مجمل ال97 قطعة.
المفاجأة الصادمة أن إجمالي المبلغ الذي دفعه المقتنون الجدد ممن رسا عليهم المزاد وصل 415 ألفا و750 جنيها استرلينيا، وهو ثمن 58 قطعة تاريخية مصرية ثمينة لا تقدر بثمن، من بينها مثلاً آنية كبيرة من الفخار تعود إلي عصر ما قبل الأسرات، أي ما قبل توحيد القطرين، وتقدير الصالة لثمن هذه الآنية تراوح بين 2000 إلي 3000 جنيه استرليني، وهو ثمن بخس للغاية، إذا قورن بالقيمة التاريخية للأثر الفريد، في الوقت الذي بيع فيه خطاب مدوَّن بخط يد بول ماكرتني عضو فريق الخنافس »بيتلز« في صالة كريستي Christie s للمزادات بمبلغ 34 ألفا و850 جنيها استرليني، مع الأخذ في الاعتبار أن زماكرتنيس مازال علي قيد الحياة.
صالات بيع العملات
وفي حين شهدت صالة »ستيفن ألبوم« Stephenalbum للمزادات العالمية المتخصصة في بيع العملات النادرة، (تقع في منطقة سانت روزا بولاية كاليفورنيا الأمريكية)، بيع عدد كبير من العملات الإسلامية الأثرية، خلال يومي 17 و18 مايو الماضي، يروي الشماع قصة أخري من لندن وهذه المرة في صالة مزادت زبولدونس وهي متخصصة أيضاً في بيع العملات الأثرية، فيقول: الكارثة الكبري التي صدمتني كانت حينما اتصلت هاتفياً بمسئولي الصالة، وسألتهم عن عرض وبيع دينار من عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان، يسمي دينار 77 ه أي العام 77 من الهجرة، وهو المضروب في دمشق ومصكوك من الذهب عيار 22 ويصل وزنه إلي 4.25 جرامً, علي وجه منه مضروب زبسم الله ضرب هذا الدينار في سنة 77 وعلي الوجه الآخر »محمد رسول الله« أرسله بالهدي ودين الحق ليظهره علي الدين كله, وعندما سألت بكم تم بيعه في صالة بولدون، كان الرد أنه بيع مقابل 330 ألف استرليني، وعندما سألت عن هوية المشتري، كان الرد أنه »مجهول الاسم أو غير معلوم« ولا أستبعد أن يكون المشتري إسرائيليا!
صالة كريستي
ويؤكد بسام الشماع إن صالة مزادات كريستي Christie، ومقرها داخل المركز التجاري روكفلر بلازا بنيويورك، عرضت يوم 6 يونيو 2013، مجموعة من الآثار المصرية القديمة للبيع, من بينها رأس من الحجر الجيري لتمثال الملك »امنمحات الثالث« ويرجع تاريخه إلي الأسرة 12 بالدولة الوسطي 1844 إلي 1797 ق.م , ويصل ارتفاع الرأس إلي 11.4 سم، وقدرت الصالة ثمن هذه الرأس من 30 إلي 50 ألف دولار أمريكي، وفي هذا اليوم تم بيع تمثال مصري برونزي يرجع إلي العصر البطلمي من 304 إلي 30 قبل الميلاد, بمبلغ 2 مليون و27 ألفا و750 دولاراً.
يتابع الشماع: آثارنا تباع جهاراً نهاراً تحت أعين الإنتربول والصالات تؤكد شرعيتها، وأنا أطالب بانسلاخ مصر من اتفاقية اليونيسكو، التي اعتمدها المؤتمر العام خلال دورته السادسة عشر في باريس بتاريخ 14 نوفمبر 1970، وهي اتفاقية خاصة بالتدابير الواجب اتخاذها لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطريقة غير مشروعة، وقد انضمت إليها مصر عام 1973 بقرار جمهوري من الرئيس الراحل أنور السادات، وأراها اتفاقية مجحفة، لأن المادة الرابعة منها استعمارية ظالمة.
اتفاقية مجحفة
وتنص المادة الرابعة من اتفاقية اليونيسكو علي أن تعترف الدول الأطراف في هذه الاتفاقية بأن الممتلكات الداخلة في الفئات التالية تشكل لأغراض هذه الاتفاقية جزءاً من التراث الثقافي لكل دولة:
- الممتلكات الثقافية التي يبتدعها فرد أو مجموعة أفراد من أبناء الدولة المعنية, والممتلكات الثقافية التي تهم الدولة المعنية والتي يبتدعها داخل أراضي تلك الدولة رعاية أجانب أو أشخاص بلا جنسية مقيمين في تلك الأراضي.
- الممتلكات الثقافية التي يعثر عليها داخل أراضي الدولة.
- الممتلكات الثقافية التي تقتنيها البعثات الأثرية أو الاثنولوجية أو بعثات العلوم الطبيعية بموافقة السلطات المختصة في البلد الأصلي لهذه الممتلكات.
ويعترض الشماع علي هذا البند متسائلاً: ماذا لو لو كانت مصر علي سبيل المثال محتلة من قبل دولة أخري، أو تحكم بحاكم غير مصري والسلطات المختصة في الدولة ليست مصرية، فتقرر السلطات الحاكمة بها الموافقة علي اقتناء بعثات أثرية أجنبية لهذه الآثار؟ هذا ظلم، لأنه في هذه الحالة الذي يعطي لا يملك حق الإعطاء إلي من لا يستحق الاقتناء.
ويعزز وجهة نظر الشماع ما فعله محمد علي الذي حكم مصر لكنه لم يكن مصرياً وأهدي ضمن ما أهدي مسلة رمسيس الثاني في معبد الأقصر إلي صديقه الملك لويس فيليب ملك فرنسا، والكائنة الآن في ميدان الكونكورد بباريس, وطبقاً لهذا البند من الاتفاقية, تصبح مسلة رمسيس الثاني فرنسية ومن حق الشعب الفرنسي! وكذلك حجر رشيد ممتلك ثقافي لإنجلترا.
- الممتلكات الثقافية التي تم تبادلها طوعاً.
والسؤال هنا ماذا لو كان المسئول الذي وافق علي التبادل الطوعي هذا مسئول فاسدا أو خائناً ولا يقدر الآثار حق قدرها، أو كان يبغي نفعاً مادياً شخصياً, فهل طبقاً لهذا البند يمر التبادل الطوعي للآثار مرور الكرام ودون محاسبة؟ بمعني آخر إذا تم القبض علي هذا المسئول واعترف بالتبادل الطوعي لصالحه, ماذا سيكون رد الدولة الأخري عندما نطالبها بعودة تلك الآثار؟
- الممتلكات الثقافية المهداة أو المشتراة بطريقة قانونية بموافقة السلطات المختصة في البلد الأصلي لهذه الممتلكات.
والبند الأخير هو الذي تعتمد عليه في أغلب الأحيان كل صالة أو تاجر آثار في العالم.
أوقفوا بعثات التنقيب
ولا يكتفي الشماع بلفت الأنظار وقرع أجراس الخطر بشأن آثارنا المنهوبة والمستباحة في صالات مزادات العالم، بل يقدم حزمة من الحلول لإنهاء هذه المهازل يوجزها في النقاط التالية:
- وقف أي بعثة تنقيب أجنبية ووقف عملها في مصر حال رفض بلد تلك البعثة عودة آثار نطلبها منهم، وهي وسيلة ضغط مشروعة ولدينا في المقابل علماء ومنقبون مصريون علي أعلي مستوي.
- ملاحقة صالات المزادات والمتاحف العالمية قضائياً عبر المحكمة الدولية، لاستعادة آثارنا المنهوبة بل والمعروضة في متاحف العالم.
- تسويق فكرة الحقوق المصرية للممتلكات التاريخية عالمياً عن طريق عمل حملة دعائية عالمية كبيرة نطالب فيها العالم بالوقوف بجانبنا في طلبنا استعادة آثارنا.
- إنتاج أفلام تسجيلية بلغات العالم المختلفة لتفهيم العالم كيف خرجت هذه الآثار بطرق ملتوية وعن طريق فضح المافيا التي تتاجر بحضارتنا.
- تحرك سفرائنا في الخارج عن طريق اتصالهم بصالات المزادات وتحرك شرطة الإنترنت بالتعاون مع الإنتربول الدولي لفك غموض هذه المواقع المريبة التي تبيع آثارنا دون أي وجه حق.
مغامرة تنكرية
ولم تكتف »اخبار الأدب« برصد ومتابعة حركة بيع وشراء الآثار المصرية في المزادات العالمية، بل قررنا أن نكشف مزيداً من التفاصيل والمعلومات عن العالم السري لبعض القاعات المخصصة لتجارة الآثار الفرعونية، فلجأنا إلي الفنان المصري المقيم في فرنسا هشام جاد، والذي كان له الفضل في إلقاء الضوء حول تمثال شامبليون المسيء لمصر، بعدما قام بتصوير الفيديو الشهير للتمثال في ساحة جامعة السوربون.
هشام الذي يعمل في تدريس وعزف آلات الإيقاع، وكذا تصميم دُمي الماريونيت، بخلاف موهبته في الغناء، قرر وبسبب ولعه بالحضارة الفرعونية، أن يشاركنا بنفسه في كشف المزيد من المفاجآت عبر قيامه بمغامرة تنكرية داخل »جاليري دافيد« الذي يعد واحداً من أشهر الجاليرهات المتخصصة في بيع الآثار الفرعونية في باريس.
يقول هشام: منذ سنوات طويلة أري بحسرة علوم ومعارف وفنون جدودنا العظام تباع في المحلات لأي حد معاه فلوس! وكأن هذه المعارف لا يوجد لها أهل يسأل عنها أو أحفاد يحافظون عليها. شيء محزن أن تكون في الغربة وتري ميراث أجدادك يباع في المحلات كأي سلعة.
يتابع: أول مرة رأيت قطع آثار أجدادي الفراعنة في فرنسا كانت في بداية التسعينيات من القرن الماضي، في أحد الجاليريهات التي تبيع الآثار المصرية في باريس، وقتها احتد النقاش بيني وبين صاحب الجاليري، حينما سألته من أعطاك الحق في سرقة وبيع تاريخ أهلي؟ فقال لي »بالفرنسية« : إنت مين ومن يثبت لي أنك مصري؟ فأخرجت له بطاقة الإقامة الفرنسية والمدوّن فيها جنسيتي المصرية. فرد عليّ قائلاً: ولكنك غير مخوّل للحديث عن الشعب المصري ولم يفوضك أحد، وكل الآثار الموجودة عندي اشتريتها وأوراقها عندي، وطبعاً رفض أن يطلعني عليها.
كانت تلك هي المرة الأولي التي أتناقش فيها بشأن هذا الموضوع في فرنسا. هكذا يقول هشام جاد، مضيفاً: في حدود علمي لم يعترض أحد من المصريين أو العرب من قبل علي هذا النوع من الجاليريهات المنتشرة في فرنسا وتعرض قطعاً عديدة من آثارنا الفرعونية للبيع.
ويؤكد الفنان المصري أن الحي السادس في باريس يعد أهم الأحياء الفرنسية التي تتواجد فيها مثل هذه الجاليريهات، كما توجد أيضاً صالات عرض تقام فيها أحياناً مزادات لبيع القطع المصرية الأثرية مثل الصالة الشهيرة الموجودة في (باريس 9)، لكن في الأغلب الأعم تباع الآثار في جاليريهات وصالات عرض، وهذا لا يمنع وجود بعض البائعين من جنسيات مختلفه تقف في محيط هذه الأماكن لاصطياد الزبائن وتقديم نفس البضاعه تقريباً، إلا أنك لا تكون متأكداً إذا كانت القطع الأثرية أصلية أم »مقلدة« فعندما تشتري قطعة ما من جاليري معروف يعطي لك ما يثبت أنها أصلية.
جاليري دافيد
أما جاليري دافيد (Galerie David Ghezelbash)، فكان مسرح المغامرة التنكرية التي خاضها هشام، حيث يقول: رأيت »أفيش« هذا الجاليري بالصدفة في»باريس 6« فذهبت إلي هناك لرؤية ما يباع من آثار أجدادنا الفراعنة. في البداية لاحظت أن الجاليري مليء بكاميرات المراقبة من الخارج والداخل، وأبوابهتكون مغلقة، ولا يتم فتحها لك إلا بعد حديث أحد العاملين بالجاليري معك عن طريق ميكروفون لتبادل بعض الكلمات، وهو يراقبك من خلال إحدي الكاميرات، وله مطلق الحرية في ألا يفتح لك إذا شعر أنك شخص غير مرغوب فيه أو رأي أنك تشكل خطراً عليه وعلي المقتنيات الأثرية المعروضة داخل الجاليري. والحقيقة لا أعلم بالضبط كيف يقيمون الأشخاص.
المهم فتحوا لي الباب ودخلت كي أشاهد وأتأمل كأي مهتم أو بالأحري كأي »زبون« وفي الداخل استقبلتني مديرة الجاليري، والتي استطعت أن أخدعها بأنني فرنسي الجنسية نظراً لإطلالتي غير العربية وشعري الطويل، ولغتي الفرنسية الجيدة، وعندما سألتها عن قائمة الأسعار، قالت لي زاسأل عن أي قطعة وسأقول لك سعرهاس وهنا علمت أنه لا توجد قائمة أسعار منشورة، علي أي حال سألتها عن قطعة أثرية لوجه امرأة فرعونية، فقالت لي إن ثمنها 35 ألف يورو.
واكتشف هشام خلال جولته داخل أروقة« جاليري دافيدا أنه متخصص في بيع الآثار الفرعونية، بالإضافة إلي قطع أثرية أخري تنتمي إلي حضارات البحر الأبيض المتوسط، وعرف من مديرة الجاليري أن لهذا الجاليري موقع علي الإنترنت تعرض فيه نماذج للقطع المهمة، والتي غالباً يقبل علي شرائها الأثرياء من دول العالم المختلفة، وبخاصة من يتباهون باقتناء شيء نادر وقديم.
الخمسة الكبار
ولم تقتصر مأساة الآثار المصرية علي بيعها في مزادات العالم، بل يمتد الأمر ليصل إلي خروج بعض القطع النادرة من مصر دون عودة، وهناك خمس قطع بعينها ذات أهمية خاصة، وللأسف غادرت حدود الوطن منذ زمن بطرق ملتوية وغير مشروعة لتستقر في أشهر المتاحف الغربية، مساهمة في إثراء الدخل القومي لتلك البلاد علي حساب مصر، لذلك أطلق كاتب المصريات والمرشد السياحي الحر مالشماع حملة المليون توقيع علي صفحة بعنوان زالخمسة الكبارس علي موقع زفيسبوكس تستهدف جمع أكبر عدد من التوقيعات للمطالبة باسترجاع هذه القطع.
تضم قائمة القطع الأثرية الخمس، رأس الملكة نفرتيتي، وتمثال حم - ايونو مهندس الهرم الأكبر، وعملة الملكة كليوباترا، وبردية تورين التي تعد أقدم خريطة في التاريخ، بالإضافة أول سويت شيرت في التاريخ وهو صناعة مصرية، والأخير تم اكتشافه في مقبرة بمدينة »طرخان« عام 1912، علي بعد 50 كم جنوب القاهرة وهو مصنوع من خامة الكتان المصري، وله فتحة عنق علي هيئة رقم 7، ويصل طول الأكمام من فتحة الرقبة إلي الرسغ إلي 58 سم، والسويت شيرت من النوع الذي ينكسر ويثني (مكرمش مثل موضة هذه الأيام)، ومصنوع علي طريقة خيوط النسيج المعترضة والمتقابلة لبعضها البعض، وهذا السويت شيرت موجود حالياً في متحف »بتري لندن«.
مهندس هرم خوفو
أما القطعة الأثرية الثانية، فهي تمثال لمهندس الهرم الأكبر العبقري »حم- إيونو« وهو المصري القديم الذي يفتخر به كل مصري، لأنه الإثبات الحي لعبقرية الهندسة والمعمار وعلم التشييد وفن البناء المصري. اسمه مكون من مقطعين، الأول: حم بمعني خادم، والثاني: إيونو بمعني منطقة عين شمس »هليوبوليس القديمة«.
ويقول بسام الشماع: لقد خدم هذا العبقري في مدينة ومعبد وإداريات العاصمة المكرسة لعبادة رب الشمس إبان الأسرة الرابعة » الدولة القديمة«، ورغم عدم معرفتنا الكاملة بالطرق المبهرة التي استخدمها المهندس »حم - إيونو« في بناء هرم الملك الذي كان يخدم في بلاطه الملكي، الملك زخنوم-خوفوس المشهور ب »خوفو« وذلك لعدم الكشف عن أية رسومات هندسية أو حسابات معمارية مرسومة علي برديات أو شقافات أو جدران، إلا إننا علي علم مؤكد إنه المسئول عن وضع 2.300.00 مليون حجر جيري في مبني هرمي يصل ارتفاعه إلي 146 متر، وهو الذي خطط هندسياً وجيولوجياً لكي تتحمل الأرض الطبيعية بهضبة الجيزة ثقل 6 ملايين طناً، هو وزن الأحجار المختلفة الأوزان، ناهيك عن الشكل المربع للقاعدة والاتجاهات الأربعة للهرم، التي تتجه صوب الاتجاهات الأصلية »الشمال، الشرق، الغرب، الجنوب«
من جوانب شخصيته العبقرية إنه أيضاً استطاع بمهارة ودبلوماسية من ناحية وبحزم واحترام من ناحية أخري، أن يقود ويوجه آلاف العمال المأجورين وليس العبيد المسئولين عن هذا الأداء المميز المتفرد الذي نتج عنه العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع ألا وهي هرم خوفو. وأغلب الظن إنه كان ابن الأمير »نفر-ماعت« وزوجته »أم حم - إيونو« »إيتيت« ويقال في بعض تفسيرات النصوص الهيروغليفية لشجرة العائلة إنه حفيد زسنفروس الملك المؤسس للأسرة الرابعة وصاحب أهرامات دهشور الشهيرة. وكان له من الألقاب العديد، منها المشرف علي كل الأعمال الملكية )هذا هو اللقب الذي أكد أنه مهندس الهرم الأكبر( ولقب ابن الملك من صلبه، وهو من أكثر الألقاب تبجيلاً وتفخيماً للشخصية التي يخلع عليها، وذلك لأنها تربط هذه الشخصية ذ في هذه الحالة »زحم- إيونوس « بالملك، برباط الدم والعائلة.
هو أيضاً الوزير والوريث وحامل أختام الملك لمصر الدُنيا وحارس مدينة زنخنس وكاهن الربة القطعة »باستت« وكاهن »شيسيمتيت« وكاهن كبش مدينة ميندس والمشرف علي الكتبة الملكيين والأكبر سناً في القصر (وهو لقب تبجيلي) وفم كل الناس في مدينة »بي« (أي المتحدث بلسانهم والمعبر عن رأيهم والمسؤول عنهم).
وتم الكشف عن تمثاله الوحيد (حتي الآن) عام 1912 داخل مصطبة بالجيزة يطلق عليها »ج 4000« وهو من الحجر الجيري الأبيض، منحوت من قطعة واحدة. يصل ارتفاعه (التمثال يظهر »حم-إيونو« وهو جالس) إلي 155.5 سم.
وقد وجد التمثال طريقه إلي ألمانيا، حيث يقبع الآن رغم عنه وعن محبيه في مصر داخل متحف Pelizaeus بمدينة »هيلديسهايم« Hildesheim التي تقع علي بعد 30 كم جنوب مدينة زهانوفرس غرب برلين بألمانيا، وكانت للباحث بسام الشماع محاولة لاسترجاع التمثال من ألمانيا عن طريق حملة بدأت علي الإنترنت وتطورت إلي عدد من المحاضرات والندوات والبرامج الإعلامية لتعريف شعب مصر بسحم » إيونو«.
ولا يحتوي التمثال علي بهرجة فنية أو أي استعراض للألوان الزاهية أو الملابس المزركشة والمجوهرات، علي النقيض، التمثال منحوت بشكل بسيط بأسلوب السهل الممتنع، يرتدي تنوره قصيرة فقط. تم نحت نص هيروغليفي علي قاعدة التمثال بجانب قدميه يؤصل لسحم » إيونو«. ويظهر من التمثال أن صاحبه كان زائد في الوزن بعض الشئ وربما كان يعاني من Gynaecomastia أي تضخم أو زيادة في حجم الصدر الذكوري.
وإذا كان »إيمحتب« هو أبو الهندسة المعمارية ومبتكر علم التشييد الحجري فمن الممكن أن نعتبر زحم - إايونوس هو قمة العبقرية الهندسية، فمازال العالم بكل تطور أدواته وتكنولوجية آلياته يقف مشدوهاً، منبهراً بل وعاجزاً عن فك طلاسم هندسة الهرم الأكبر.
الجميلة نفرتيتي
أما القطعة الثالثة فهي تمثال رأس نفرتيتي المصنوعة من الحجر الجيري، والتي تم اكتشافها في 6 ديسمبر 1912م. والملكة نفرتيتي اسمها معناه »الجميلة أتت« أو »الجميلة وصلت« ولأن والدها ووالدتها غير معروفين لنا ولم يذكرا في النصوص القديمة بشكل مباشر، كما كان يفعل المصري القديم عادة، اعتقد بعض العلماء إنها أتت من آسيا، ومن سوريا بالتحديد، وبالتالي هذا يشرح التسمية المصرية »الجميلة أتت« وتساءل العلماء »أتت« من أين؟ وإذا كانت »الجميلة قد وصلت« إذاً هذا يؤكد إنها لم تكن في الأصل هنا في مصر وقد أتت من خارجها، ولكن تبقي هذه النظرية قيد البحث.
علي كل الأحوال، جمال وجه نفرتيتي الكمثري الشكل لا يتطابق مع الوجه المصري القديم، وقد لاحظنا غياب »إنسان العين الأسود« المستدير من وسط العين اليسري للملكة في تمثال الرأس المشهور الموجود الآن حبيس جدران صالة عرض في متحف برلين، وهذا ما جعل البعض يعتقد أن الملكة الجميلة كانت قد أصيبت بمرض في العين أو بإعاقة بصرية، ما جعل الفنان لا يضع النيني الأسود المستدير، لكن هذا ذ بحسب الشماع - غير صحيح، مضيفاً أن العلماء لاحظوا عدم وجود أثر في المنطقة الوسطي البيضاء في العين لأي صمغ أو مادة لاصقة، مما كان الفنان المصري يستعملها لإلصاق النيني الأسود في منتصف العين، بل لا يوجد أي أثر في المنطقة البيضاء لاستدارة ما كأثر لوجود جسم مستدير كان موجوداً لمدة طويلة، هذا إذا افترضنا وجودها في الأصل، ثم وقعت وفقدت وقد بحث عنها العالم الألماني »بروخاردت« فلم يجدها.
وذهبت نتيجة أحد الأبحاث في هذا الصدد إلي أن النيني الأسود المستدير (إنسان العين) لم يوضع من الأصل، وقد كان هذا مقصوداً من النحات المصري العبقري المسؤول عن هذه القطعة الفريدة، لأنها لم تكن قد نحتت للاستعمال الملكي أو لوضعها في القصر أو المعبد، لكنها كانت »موديل« يعمل عليه ويحاكيه ويقلده النحاتون العمال تحت إشراف النحات الملكي العبقري المسمي »دجحوتي - مس« أو كما نطلق عليه الآن النحات »تحتمس« وبالتالي من الممكن أن يعلم النحاتين الصغار كيفية وضع »إنسان العين« ويدربهم علي هذه العملية الفنية الدقيقة.
بردية تورين
وتعد القطعة الرابعة واحدة من أهم الأثار المصرية علي الإطلاق، وهي بردية »تورين« وتعتبر أقدم خريطة في التاريخ، وقد كان رسم الخرائط الموضحة للتضاريس والحدود والطرق عملاً ليس بيسير في العالم القديم, وذلك لعدم وجود الإمكانيات العلمية والتكنولوجيا المتاحة الآن كالطائرات والأقمار الاصطناعية، ورغم ذلك فقد برع المصري القديم في رسم خرائط متناهية الدقة. وبردية تورين هي خريطة محفوظة الآن في متحف تورينو بإيطاليا (ثاني أكبر متحف للآثار الفرعونية بعد المتحف المصري بالقاهرة)، وترجع هذه البردية التي رسم عليها الجغرافي الفرعوني الطرق المؤدية إلي مناجم الذهب وغيرها من المناجم إلي عام 1150 قبل الميلاد. ويظهر في الخريطة رسم لسلسلة من الجبال الموجودة في صحراء مصر الشرقية قرب ساحل البحر الأحمر، وقد لون راسم الخريطة الأحجار بألوان مختلفة لتميزها عن بعضها فقد لون الجبال باللون الوردي وميز الجبال التي يستخرج منها الذهب باللون الأحمر، وكتب هذه الملاحظة علي الخريطة نفسها لتسهيل التعرف علي الأماكن المختلفة، وكان هذا التفكير بالتأكيد سابقاً لعصره.
عملة كليوباترا
وتُختتم قائمة القطع الأثية المهمة التي تسعي حملة »الخمسة الكبار« إلي استردادها بعملة كليوباترا الموجودة حالياً في المتحف البريطاني. هذه العملة توضح الشكل الأصلي للملكة كليوباترا، وهذه المعلومة هي في الحقيقة لصالحها تاريخياً وليست ضدها، حيث إن ذلك يؤكد كذب ادعاءات المؤرخ اليهودي يوسفيوس، الذي زعم أن كليوباترا استغلت جمالها بوسائل غير مشروعة للوصول إلي ما وصلت إليه، ولكن في الحقيقة أنها كانت امرأة شديدة الذكاء والثقافة وتكلمت العديد من اللغات من بينها لغة المصريين الذين حكمتهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.