اهتمت الصحف الأمريكية الصادرة اليوم السبت بأكبر تجربة نووية لكوريا الشمالية والتي أثارت غضبا دوليا عارما. وذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن الدعوات الدولية لاتخاذ إجراء عقابي ضد كوريا الشمالية ترددت أصداؤها في جميع أنحاء العالم على خلفية تجربة بيونج يانج الخامسة النووية، بيد أن ضيق نطاق التعاون الدولي ضد هذه الدولة الشيوعية يفرض ضغوطا على الولاياتالمتحدة للتصرف بمفردها. ونقلت الصحيفة- في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت- عن رئيسة كوريا الجنوبية قولها إنها ستسعى لفرض عقوبات أشد من خلال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. فيما دعا كبار الدبلوماسيين في واشنطن وموسكو إلى إجراء مناقشات حول مسار للعمل. واستدركت قائلة إن فعالية تحرك مجلس الأمن الدولي تتوقف بشكل كبير على الصين- باعتبارها حليف كوريا الشمالية وشريكها التجاري الرئيسي- والتي ثارت بينها وبين واشنطن خلافات متزايدة حول قضايا أمنية إقليمية- من بينها التوترات في بحر الصين الجنوبي وشبه الجزيرة الكورية. وفي ظل إحجام الصين عن التدخل، لم يتبق أمام الولاياتالمتحدة سوى خيارين؛ إما الضغط على بكين بتفعيل سلطة العقوبات الأمريكية لمعاقبة الشركات الصينية التي تتعامل مع كوريا الشمالية وتسريع وتيرة تثبيت نظام دفاع صاروخي متطور (ثاد) في كوريا الجنوبية، وهي خطوة تمثل مصدر إزعاج كبير في العلاقات بين واشنطنوبكين. ووصفت الصحيفة الأمريكية أحدث اختبار نووي بأنه تقدم ملحوظ لكوريا الشمالية. وقال الخبراء إن الانفجار كان الأقوى من بين التجارب الأربعة السابقة، في إطار مواصلة بيونج يانج تطوير برنامجها الصواريخ الباليستية وقدرات الإطلاق المتنقلة وتقنية تصغير الرءوس الحربية. وعلى الرغم من عدم قدرة كوريا الشمالية على إطلاق رءوس حربية عبر العالم للوصول إلى الولاياتالمتحدة، إلا إنها تتجه صوب هذا الهدف على نحو مطرد، وفقا لما حذ الصحيفة. وفي واشنطن، لم يتحقق المسئولون بعد من صحة التقارير التي تفيد بأن أحدث تجربة نووية أجرتها بيونج يانج تسببت في أقوى انفجار حتى الآن. ومن المقرر أن يرسل سلاح الجو الأمريكي طائرة من طراز (دبليو.سي-135) إلى المنطقة القريبة من الانفجار لجمع عينات وتحديد طبيعة الانفجار. وقال مسئولون في وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) إن الطائرة ستصل خلال الأيام القليلة المقبلة. وأضاف أحدهم أنه "سيتم تحديد نوع الانفجار النووي". ولفتت (وول ستريت جورنال) إلى اجتماع مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة للنظر في التجربة النووية الكورية الشمالية، حيث ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بهذه التجربة ووصفها بأنها "اختراق سافر" لقرارات مجلس الأمن التي تمنع بيونج يانج من إجراء تجارب نووية. وفي إشارة إلى تراجع العلاقات الأمريكية-الصينية، حّمل وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر الصين مسئولية سوء سلوك كوريا الشمالية. وفي السياق ذاته، رأت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن كل اختبار نووي لكوريا الشمالية، يجعلها تقترب صوب هدفها المتمثل في إطلاق صواريخ مزودة برءوس نووية إلى الولاياتالمتحدة. ونقلت عن محللين للتجربة الأخيرة، قولهم إن بيونج يانج اتخذت خطوة رئيسية نحو تحقيق هدفها المتمثل في تطوير الصواريخ ذات رءوس نووية قادرة على استهداف الولاياتالمتحدة. وأضافت اليسون ايفانز المحللة لدى مجموعة آي اتش اس ماركيت أن ثمة دلالات واضحة على التقدم الذي أحرزته الدولة الشيوعية نحو تطوير رءوس حربية نووية مصغرة للصواريخ البالستية. " وقالت ايفانر: "نقدر أن كوريا الشمالية تمتلك مخزونا يترواح بين 15 أو 20 من الأسلحة النووية وأنه يمكنها وضع هذا المخزون على شاحنة أو صاروخ قصير المدى. بيد أن ما تسعى إليه كوريا الشمالية هو وضعها على صاروخ باليستي عابر للقارات". ونسبت (واشنطن بوست) إلى الوكالة المركزية الكورية الشمالية القول إن الاختبار الأخير أظهر "استعداد كوريا الشمالية للانتقام من أعدائها وبأنه لديها إجراءات مضادة عملية لمواجهة التهديدات والعقوبات المفروضة ضدها. واختتمت تقريرها بالقول إن التعامل مع كوريا الشمالية يشكل تحديا كبيرا للإدارة الأمريكية المقبلة، بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية. واتبعت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما عموما سياسة "الصبر الإستراتيجي"، في محاولة للصبر على كوريا الشمالية في ظل عدم اهتمام زعيمها بالتفاوض حيال التخلي عن برنامج بيونج يانج النووي.