وسط الزحام تجلس "هبة" بردائها الأسود المبعثر، على سلالم محكمة الأسرة ، تنظر للمارة في حالة من التشتت، تظهر عليها علامات التعب والمشقّة، تحملق لابنتها ذات الثلاثة أعوام بعيون تملأها الحب والحزن والشفقة، تتساقط دموعها وهي غارقة في تفكير عميق لا تتفوه سوى بكلمات تقولها في حرقة وحسرة "حسبي الله ونعم الوكيل فيهم حرموني من ابني". اقتربت البوابة نيوز منها لتروي قصتها التي بدأت منذ سبعة أعوام، حين تزوجت هاني.خ 31 عامًا، لتعيش معه في منزل الأسرة مع والدته وأقاربه، لم تعارض الأمر بل العكس ظنت أنهم عائلتها الثانية، السند الذي تحتمي بهم ضد ظروف الحياة القاسية، إلى أن سقط القناع عنهم جميعا، واستهلت هبه الحديث بصوت تملؤه المرارة " اكتشفت إني وقعت في وكر تعابين، حماتي تتدخل في كل تفاصيل حياتنا، اشتغلت خدامة ليها ولأولادها، استحملت منها إهانات وضرب كتير، ولو اشتكيت لجوزي يضربني" تتابع هبه باكيةً " اتحرمت من الخلفة 5 سنين، إلى أن لطف بيا ربنا ورزقني ب"سلمى" وكل ما تتخانق معايا حماتي تاخد البنت مني وتحبسها عندها، واتخانق معاهم كلهم عشان اخدها تاني، ورزقني الله بولد، مجرد ما ولدته خدوه مني وطردوني بره البيت، ما شفتش ابني غير مرة واحدة ساعة ولادته، 5 شهور بتعذب من غيره". تستكمل هبة حديثها": لجأت إلى محكمة الأسرة وبالفعل صدر قرار لصالحي بحضانة الطفل، إلا أن الأب يخفي الإبن عني ويتهرب هو وعائلته، يخفون الولد في مكان لا أعرفه، الطفل رضيع بحاجة إلى صدري وحناني ما ذنبه في تحمل هذا الوضع، وقامت المحكمة باستدعاء زوجي مرتين إلا أنه يرفض الحضور ويتهرب من تنفيذ الحكم القضائي" وأنهت هبة حديثها صارخةً "عايزة احضن ابني، ماشفتوش غير مرة واحدة، جوزي يتهرب من القضاء مين يجبلي ابني ؟"