كشفت "البوابة نيوز"، حلقة جديدة من مسلسل بيع الوهم للمصريين على مدى السنوات الماضية، تجسدت هذه المرة في "مساكن الإيواء"، بقرية الدباغ، التابعة لمحافظة أسيوط، ذلك المشروع الخدمي الذي تبنته الدولة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وأعدته للمتضررين من بعض الكوارث البيئية، كالزلازل والانهيارات المفاجئة للبيوت، بهدف توفير مكان بديل آمن للأسر المنكوبة. تحول المشروع إلى مأساة حقيقية يعيشها قاطنو تلك المساكن - يُقدر عددهم ب 7 آلاف مواطن - الذين تحدثوا عن عمليات تحرش واغتصاب، بل زنا محارم، وتفاصيل أخرى يرويها عدد من الأهالي. في البداية، تقع قرية عرب المدابغ، على الأطراف الغربية للمحافظة، ويفصلها عن مدافن أسيوط عدة أمتار، لذا لا يختلف حال الأحياء هناك عن الأموات، خاصة مع انعدام الحياة الآدمية. تحولت المساكن إلى بركة مياه بعد الانفجارات المتكررة لمواسير الصرف الصحي، أما محطة مياه الشرب فتعد كارثه بذاتها، حيث ترفع المياه من ترعة الملاح التي تعد مقبرة للحيوانات النافقة، ثم تنقلها للأهالي مرة أخرى. والايواء عبارة عن 3 تجمعات سكنية كبيرة، تشبه في تصميمها الفنادق، لكنها لم ترقي لأن تكون حتى مقابر جماعية، تقسيمها الداخلي يتضمن غرف منفصلة، كل اسرة لديها غرفة وحمام مشترك. "والله العظيم الغني فينا من يحتكم على عشاه ولو عيش بس".. هكذا تحدثت أم حافظ، إحدى قاطني المساكن. وتابعت: "احنا عايشين على مهنة دبغ الجلود.. حالنا يصعب على اليهود ومش صعبان على المسئولين". وتلتقط الحديث "مديحة عبدالعاطى"، 40 سنة، ربه منزل: "عندى فشل كلوى، بغسل 3 مرات كل شهر، وكل دا بسبب مياه الشرب الملوثة.. بحتاج اشترى دم، وفي نفس الوقت مش قادره اصرف على ولادى إلى في الاعدادية، وكمان محتاجة ايجار شهرى 35 جنيهًا". وتابعت: "بنتى الوحيدة مصابة بصديد في حوض الميه.. اقول ايه حسبنا الله ونعم الوكيل". بينما قالت احدي السيدات: "الاغتصاب هنا كتير، وبين الاخوات وبعضها – تقصد زنا المحارم – هو لامؤاخذة أوضه مترين تستر راجل ومراته ازاي من عيون ولادهم.. والله لولا العيب وزعل الجيران كنت حكيت فضايح". أما "ناصر محمد"، فأكد أن القرية عبارة عن مقلب قمامة كبير لمخازن سيارات حي غرب وجهاز دعم محافظة أسيوط. وقال: "نعيش عيشة الكلاب، والكل بيتفرج.. المساكن هتقع علينا بسبب مياه الصرف.. المسئولين هيتحركو بعد الناس ما تموت، والمصيبه تكون حصلت". وتحدث "صابر"، أحد السكان: "نشتكى لمين بس؟، الكهرباء في العمارة بتضرب وبتكهرب ولادنا". وقالت صباح صابر سعد، ربة منزل: "كذا طفل بيموت سواء في بلاعات الصرف المفتوحة، أو بالصعق الكهربائي.. بنلم 5 جنيه بصفة مستمرة من كل غرفة سكن لنظافة المكان من دماء المدبح".