على بعد 10 كيلو مترات من مدينة أسيوط تقع قرية بني مر ، التابعة لمركز الفتح ، التى عاش فيها والد الزعيم عبد الناصر، طه حسين خليل ، والتي يرقد فيها بغير سلام بيت العائلة ، ذلك المنزل الريفي البسيط المكون من طابقين، والذي تحول بفعل الإهمال والتجاهل إلى خرابة تسكنها الأشباح ، فأصبح متهالك الحوائط، تتجمع به أكوام القمامة وتحاوطه الحيوانات الضالة تلقي عليه السلام ثم ترحل لتخلد في حجراته الي الراحة بعد أن تركه القريب والغريب، وتظل روح ناصرشاهدة علي عدم الوفاء ونكران الجميل من قبل كل من تخلي عن عراقة واصالة المكان وتركها لرياح التدمير. للتذكير: ولد جمال عبد الناصر فى 15 يناير 1918 في منزل والده -رقم 12 شارع الدتور قنواتي- بحي باكوس بالإسكندرية قبيل أحداث ثورة 1919 في مصر. وهو من أصول صعيدية، حيث ولد والده في قرية بني مر في محافظة أسيوط، ونشأ في الإسكندرية، وعمل وكيلا لمكتب بريد باكوس هناك، وقد تزوج من السيدة "فهيمة" التي ولدن في ملوي بالمنيا، وكان جمال عبد الناصر أول أبناء والديه. وكان والداه قد تزوجا في سنة 1917 ، وأنجبا ولدين من بعده، وهما عز العرب والليثي. في عام 1937 ، تقدم عبد الناصر إلى الكلية الحربية لتدريب ضباط الجيش، ولكن الشرطة سجلت مشاركته في احتجاجات مناهضة للحكومة، فمنع من دخول الكلية، فالتحق بكلية الحقوق في جامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة حاليا)، لكنه استقال بعد فصل دراسي واحد وأعاد تقديم طلب الانضمام إلى الكلية العسكرية. واستطاع عبد الناصر مقابلة وزير الحربية إبراهيم خيرى باشا، وطلب مساعدته، فوافق على انضمامه للكلية العسكرية في مارس 1937 ، ركز ناصر على حياته العسكرية منذ ذلك الحين، وأصبح يتصل بعائلته قليلا. في الكلية، التقى بعبد الحكيم عامر وأنور السادات، وكلاهما أصبحوا مساعدين هامين له خلال فترة رئاسته. رقي عبد الناصر إلى رتبة ملازم ثاني في سلاح المشاة، وتخرج من الكلية العسكرية شهر يوليو 1937 . في البداية .. قال الحاج هشام محمد ، أحد أهالي القرية : إن المنزل مسقط رأس جمال عبد الناصر، وعندما كان يخدم في الجيش هو وزملاءه كانوا يأتون في فسحة إلى القرية بصفه مستمرة، لكن للأسف قبل ثورة 52 توفى جد عبد الناصر، الحاج حسين، واجتمع جمال عبد الناصر بالضباط الأحرار أكثر من مرة بمنزل جده بالقرية، المبني بالطين والطوب اللبن وسقفه من الجريد والعروق الخشبية، وكان على رأس الحاضرين معه الرئيس محمد نجيب. وأضاف : أنه بعد وفاة عبد الناصر حضر إلى منزل العائلة الرئيس السادات وحسين الشافعي وبعض قيادات الثورة، وأدوا واجب العزاء، وقال السادات في المنزل: «هذا منزل عبد الناصر، به طوبة حمراء وطوبة خضراء، كان عبد الناصر يملك أن يرفع هذا الطوب ويجعله طوبة من ذهب وطوبة من فضة، لكن كانت مبادئ عبد الناصر أن يبقى كما هو حتى الموت» وبكى السادات. ومن جانبه أوضح الدكتور أحمد عوض ، مدير عام الآثار القبطية والإسلامية بأسيوط ، أن محافظة أسيوط ضمته إلى تعداد المباني التراثية ذات القيمة التاريخية، نسبة إلى أسرة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر عام 2002، ومنذ ذلك التاريخ وعلى مدى مرور 5 محافظين بأسيوط، تتوالى الوعود بترميم المنزل والعناية به، لكن دون جدوى، وهناك محاولات خلال الفترة المقبلة بضم منزل الزعيم بقرية بني مر على تعداد المباني الأثرية بالمحافظة. أما عن الإهمال الذي يضرب المنزل ، أكد الدكتور جمال عبد الستار أكاديمي إعلامي ، أن هذا العمل هدم للتراث وللأصالة وللزعامة وللوطنية المصرية الخالصة، الذي يتمثل في بطل من أبطال مصر وزعيم القومية العربية، كما أن هدم منزله وصمة عار في جبين القائمين على ذلك؛ لأن حقبة عبد الناصر وزعامته شهد لها التاريخ والعالم، سواء كانوا أعداء أو أصدقاء، فلابد من المحافظة على ما تبقى من جدران المنزل وضمه إلى هيئة الآثار والعمل على ترميمه وتابعت جيهان محمد ، ربة منزل : إنها فخوره لوجود منزل الزعيم عبد الناصر بقريتها، لتروى لأحفادها المواقف البطولية للزعيم وأن بيت الزعيم كان يزوره العديد من الوفود الأجنبية، لا سيما الروس، ويحزنون كثيرًا لحالة الإهمال التي تقبع على منزل الزعيم جمال عبد الناصر،