الاستخبارات الأمريكية: مجرد خطوة «علاقات عامة».. وباحث إسلامي: تنظيم بن لادن يذوب القرار يستهدف تخفيف الضغط الدولى على «الجبهة» والسعى للاندماج بفصائل أخرى «منتديات إرهابية»: الانفصال جاء بعد مشاورات كبيرة أعلن أبومحمد الجولانى، زعيم جبهة النصرة فى سوريا، فك الارتباط مع تنظيم القاعدة بقيادة أيمن الظواهرى. وقال الجولانى فى مادة فيلمية بثتها منتديات الجبهة «نحن نتجه إلى اتجاه جديد بعيدًا عن كل هؤلاء لحماية «المجاهدين» فى سوريا وتغليب المصلحة العامة علي المصالح الخاصة وتلبية لمطالب أهل الشام». وحملت كلمة «الجولاني» رسائل مختلفة عن مصير تنظيم القاعدة نفسه، وكواليس القرار الذى اعتبر منعطفًا حادًا لمستقبل الفصائل المسلحة خاصة بعد تأكيده على أن جبهة النصرة أصبحت الآن «جبهة فتح الشام». وكشف عن أن القرار جاء بعد موافقة أيمن الظواهرى ونائبه أحمد حسن أبوالخير، فى إطار الحرص على «مصلحة الجهاد عامة». واعتبر الجولانى، موافقة الظواهرى بأنها «موقف من النور» سيسطره التاريخ فى سجله، خاصة أن موافقته ستعمل على تكوين جسم موحد يقوم على الشورى ل«الدفاع عن أهل الشام»، ومنع ذرائع التحالف الدولى بقيادة أمريكا والضربات التى تشنها روسيا لمساعدة بشار الأسد لضرب جبهة النصرة فى إطار العداء تجاه «القاعدة». وكشفت عناصر تابعة لتنظيم القاعدة عبر منتديات «إرهابية»، عن كواليس القرار المصيرى، وقال أحد الأعضاء يدعى «مزمجر الشام»، إن الانفصال عن القاعدة جاء بعد مشاورات كبيرة، وإن ذلك ليس التغير الوحيد الذى ستشهده النصرة، بل إن قيادات فى التنظيم انشقت عنه، وقيادات أخرى ستعلن انشقاقها قريبًا. وأوضح أن قرار تخلى جبهة النصرة عن اسم القاعدة بالرغم من صعوبته ومخاطره على الجماعة، يؤكد أنه لا مستقبل لأى جماعة بعيدًا عن الثورة الشعبية ومشروعها، وهو ما يؤكد اقتراب «الجولاني» من الواقع السورى بعيدًا عن وضع القاعدة. وذكر أن زوال اسم القاعدة من الساحة السورية سيرافقه زوال منطق الوصاية وخطاب المزايدات، واللجوء للاعتصام مع بقية الجماعات الثورية لتحقيق ما وصفه أهداف الثورة، ملمحًا بأن هناك أعضاء بالتنظيم ما زالوا رافضين لفكرة فك الارتباط. ونقلت منتديات مقربة لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، عن حسابات جهادية، انشقاق قيادات أخرى عن تنظيم القاعدة وهم «حمود»، أمير حلب سابقا، وأبوطلحة نائب الأمير، وذكرت أنه من المرجح أن يتبعهما كل من المسئولين الاقتصادى والأمنى للجبهة. ورجح قياديون ميدانيون بالنصرة أن عددا من جنود النصرة سيتركون التنظيم حال فك ارتباطه بالقاعدة، لكن الانشقاقات ستكون على مستوى الأفراد وليس القيادات الذين يوافقون على قرار الجولانى. وقال عمرو عبدالمنعم، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، إن عملية فك الارتباط كانت لها دلالات أولية منذ عدة أسابيع، أولاها خروج أيمن الظواهرى نفسه بتسجيل صوتى عن فك الارتباط بالتنظيمات وفوائد تغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة. وحول ظهور الجهادى المصرى «أحمد سلامة مبروك» الذى اعتقل بعد اغتيال الرئيس الراحل السادات عام 1981 وحكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات فى «قضية الجهاد الكبرى»، قال «عبدالمنعم»، إن آخر ظهور له فى القاهرة كان منذ ما يقرب من ثلاث سنوات فى زواج نجلة الشيخ مجدى سالم بإحدى قاعات المريوطية بحضور عدد كبير من ممثلى التيار الإسلامى، ثم سفره بعدها إلى سوريا. وأوضح أن تنظيم القاعدة نفسه ينصهر منذ فترة كبيرة، ويضم قياداته وعناصره إلى جميع الفصائل والجماعات، وأن قياداته الحاليين وعلى رأسهم أيمن الظواهرى يرفضون الخروج وإعلان ذلك حتى لا يتلاشى تاريخ قياداتهم وعلى رأسهم أسامة بن لادن نفسه. وعلق جيمس كلابر، رئيس الاستخبارات الوطنية الأمريكية، على القرار بأنه مجرد خطوة «علاقات عامة». وأوضح كلابر فى مؤتمر الأمن فى آسبن: «إن الهدف هو خلق صورة جديدة، أكثر اعتدالا لتوحيد ودعوة فصائل وجماعات أخرى تقاتل فى سوريا»، بحسب ما نقلت شبكة «سى إن إن». ويهدف الجولانى من تلك الخطوة إقناع المزيد من الفصائل السورية بالانضمام إليه، فضلًا عن تحسين صورته أمام العالم وربما محاولة الحصول على دعم ومساعدة من الخارج والمزيد من التمويل، عبر التخلص من إرث تنظيم القاعدة الإرهابى. وعلقت وزارة الخارجية الأمريكية على القرار بأنه لن يغير شيئًا من الواقع وسيظل التنظيم هدفًا للولايات المتحدة، وستواصل الطائرات الأمريكية ضربها على الرغم من قرارها قطع العلاقات مع تنظيم القاعدة، وتغيير اسمها إلى جبهة فتح الشام.