"القاعدة" يفقد أقوى أذرعه في الشام.. جبهة النصرة تعلن انفصالها عن التنظيم.. خطاب الظواهري حمل استجداءً لوقف الانسحاب.. وخبراء: مراوغة للخروج من قوائم الإرهاب

أثار تغيير جبهة النصرة لشعارها كثيرًا من الجدل، حول انفصال تلك المليشيات عن تنظيم القاعدة، وتغيير استراتيجيتها العسكرية، وهو ما اتضح من تغيير رايتها "السوداء" الخاصة بالقاعدة، إلى اللون الأبيض وكتابة شعار جديد "جبهة فتح الشام".
تغيير الشعار، بحسب المراكز المتخصصة في شئون الحركات المسلحة، جاء قبل أيام من كلمة زعيم تنظيم القادة أيمن الظاهري، الأخيرة، مساء السبت الماضي، حيث أثنى على جهود الجبهة، وطالبها بالاستمرار في خطف الأسرى المعارضين لها لمبادلتهم بأسرى القاعدة.
واعتبره البعض، محاولة استجداء من قبل زعيم القاعدة، لأقوى جبهاته في الشام، وبانفصالها، فإنه لا وجود للقاعدة في شبه الجزيرة العربية.
الانفصال، أكده موقع "درر شامية" السوري، بأن هناك العديد من التسريبات التي أوضحت أن هناك انفصالا تاما بين جبهة النصرة وتنظيم القاعدة الإرهابي، حيث أعلنت الجبهة عن فك ارتباطها التام، وذلك بسبب الخلاف الدائر مع القادة العسكريين، الذين دفعوا بتغير الاسم ليصبح "جبهة فتح الشام".
وأوضح الموقع المتخصص في رصد تحركات الجماعات المسلحة في سوريا، أن "مجلس شورى جبهة النصرة قرر فك الارتباط بتنظيم القاعدة بقيادة أيمن الظواهري، وتغيير اسم التنظيم، حيث أعلنت النصرة عن مسمى جديد سيتم الإعلان عنه رسميًا في كلمة مرئية لأمير التنظيم أبومحمد الجولاني"، مشيرًا إلى أن قيادات النصرة عملت على تهدئة جنودها وإقناعهم بتقبل القرار الذي سيترتب عليه تغيير الاسم الذي لازم التنظيم أربعة سنوات، وفك ارتباطها بتنظيم القاعدة".
بينما قال المجلس في بيان له أن "الاتفاق الذي جاء بالتراضي بين الشيخ أيمن الظواهري من جهة وأمير جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني، من جهة ثانية قضى باعتبار "النصرة" طرفًا مستقلًا وهو ما أدى إلى تغيير اسمها ورايتها إلى "جبهة فتح الشام" براية إسلامية بيضاء مشابهة لراية حركة طالبان في أفغانستان".
فيما أعلن منظر التيار السلفي الجهادي "أبو محمد المقدسي" عن ميله التام لفك ارتباط النصرة بالقاعدة، وقال عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن مسمى "جبهة النصرة" أو غيره إن صار عائقا أو سببا لاستهداف أهله، فتغييره أو التنازل عنه ليس تنازلا عن قرآن، وفك الارتباط ليس ردة عند الحاجة إليه.
كما خاض "المقدسي" العديد من المعارك الكلامية عبر "تويتر" مع ناشطين وشخصيات جهادية دعوا لفك ارتباط "النصرة" ب"القاعدة"، قال إن "فك الارتباط ليس ردّة".
وأشار مراقبون عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن النصرة تسعى بذلك إلى إبعاد تهمة الإرهاب عنها، وإخراجها من القائمة الأمريكية للتنظيمات الإرهابية، ووقف قرار الولايات المتحدة وروسيا توجيه الضربات الجوية ضدها "، كما أن انتقالها من كنف القاعدة إلى الكنف المستقل تحت الراية الإسلامية، هو سياق انتهج قبل فترة وروجت له دول خليجية من أجل اعتماد النصرة كطرف معتدل تخلى عن أفكار التشدد بابتعادها عن القاعدة".