لامركزية الجيش وتشكيل 3 مجالس عسكرية في الشرق والغرب والجنوب آخر ما توصل إليه الخيال السياسي لمارتن كوبلر المبعوث الأممي الى ليبيا من أجل تسوية الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ 5 سنوات مضت. مقترح كوبلر رآه البعض عمليا ويعجل بوضع حد للصراع الراهن فيما يراه البعض الآخر بداية اختفاء دولة ليبيا ككيان واحد و تقسيمها الى ثلاث دويلات واحدة في الغرب وثانية في الشرق وثالثة في الجنوب تماشيا مع مشروع الشرق الجديد، لاسيما وأن فكرة نظام فيدرالي في ظل الأوضاع الراهنة غير عملية، فدهان الإبل على الوبر لايجلب لها الشفاء على حد تعبير الليبيين. يقول أبوبكر القطراني الناشط الفيدرالي الليبي، إن فكرة ثلاث مجالس عسكرية في ظل هذا الانقسام هو حل يمكن أن يعجل بوضع حد للقتال الجهوي ويوقف نزيف الدم، ويقطع الطريق علي أطماع الجهويين والمتحالفين مع ما يسمى بالإسلام السياسي في جهة الغرب. وأوضح القطراني في تصريح خاص ل"بوابة العرب" أن ثلاثة مجالس عسكرية ستخلق الاستقرار من خلال خلق التوازن العسكري الإقليمي ، ستلغي محاولة فرض الشروط من طرف على آخر من خلال استعراض القوة علي الهيئات والمؤسسات السياسية، أو من خلال اقتحام الأرتال المتكرر لمدن برقة ، ويجعل الأقاليم التاريخية تعيد حساباتها وفق حوار الندية، في تقاسم الثروات والمؤسسات الاقتصادية والسلطات السياسية والمدنية، من خلال أسس دستورية وهذا هوا الحل الكفيل بوقف هذه الحرب الجهوية المتسترة بالدين والشريعة وهي تريد فرض الهيمنة دون حساب أي حقوق للآخرين . ويرى الدكتور ابراهيم هيبة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة تكساس الأمريكية: "في تصوري الحديث عن المجالس العسكرية هو مجرد هذيان والفكرة ستكون مرفوضة من الشعب الليبي لو تحدث السيد كوبلر عن ثلاث مناطق عسكرية تجمعها قيادة عسكرية موحدة ورئاسة اركان موحدة سيكون ذلك مقبولا وقد يقود ذلك الي تخفيف حدة الصراع، أما الحديث عن ثلاثة مجالس عسكرية منفصلة فذلك يعني التأطير لتقسيم بليبيا. وأضاف هيبة في تصريح خاص لبوابة العرب: إن تبني النظام الفيدرالي قد يكون مدخلا لحل الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا ولكن حتى في إطار النظام الفيدرالي الجيش يجب أن يكون موحدا وتحت رئاسة أركان موحدة ولكن تقسيم البلاد الي مناطق عسكرية أتصور أنه مشكلة".