صديقة ماي: كان حلم حياتها منذ الجامعة أن تصبح أول رئيسة وزراء أنثى لبريطانيا وغضبت كثيرًا لفوز مارجريت تاتشر غادر أمس الأربعاء رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، زعيم حزب المحافظين، مكتبه فى داوننج ستريت بعد ست سنوات، كان يمكن أن يستمر إلى 3 سنوات مقبلة، حيث تولى الحكومة منذ 11 مايو 2010 كأول رئيس وزراء يقود حكومة ائتلافية منذ حكومة ونستون تشرشل أثناء الحرب العالمية الثانية، لكن كاميرون أعلن فى 24 يونيو 2016 أنه سيقدم استقالته من منصبه بعد صدور نتيجة استفتاء بقاء المملكة المتحدة فى الاتحاد الأوروبى والتى أظهرت موافقة 51.9 % لصالح المغادرة «Brexit» لأنه لا يريد أن يشرف على عملية خروج إنجلترا وسيترك تلك المسئولية لغيره، وهى تيريزا ماى التى كانت تشغل منصب وزيرة الداخلية كأطول الوزراء خدمة فى ذلك المنصب. ذكريات مجلس العموم البريطانى كانت كواليس الساعات الأخيرة لكاميرون مليئة بالزخم وأيضا بالأسى، لأنه كان أيضا مفاجأة مباغتة، فلولا انسحاب أندريا ليدسوم من المنافسة على رئاسة الوزراء أمام تيريزا ماى حتى إجراء جولة إعادة لكان بقى حتى سبتمبر المقبل، حيث توجه إلى مجلس العموم البريطانى فى آخر جلسة تم استجوابه فيها من قبل النواب، وبعدها توجه إلى قصر باكنجهام لتقديم استقالته للملكة إليزابيث الثانية وفق ما ينص عليه الدستور الإنجليزى العريق، بعدها ستذهب ماى إلى القصر لتسلمها الملكة عرضها لتشكيل الحكومة الجديدة، ومن هنا تتجه ماى إلى داوننج ستريت لتتولى مهام منصبها لتكون ثانى رئيسة وزراء أنثى بعد مارجريت تاتشر. وكانت آخر الكلمات التى قالها للشعب البريطانى أنه فى الوقت الذى يغادر فيه منصبه يتمنى أن يرى الشعب بريطانيا دولة أقوى، وأكد على أنه كان شرفا أن يخدم تلك الأرض التي أحبها. المشهد كان مثيرا ومحزنا فى نفس الوقت بحسب صحيفة الديلى ميل البريطانية، حيث تجمعت السيارات خارج بوابات داوننج ستريت، والتى نقلت أمتعته وأمتعة عائلته والصناديق التى بلغ عددها حوالى 330 صندوقا، الغريب أن كاميرون لن يحصل على معاشه كاملا إلا بعد أن يبلغ الخامسة والستين وهو حاليا لم يكمل عامه الخمسين، وسيحصل على راتب يصل إلى 75 ألف جنيه إسترلينى، رغم أنه كان يحصل أثناء توليه منصبه على 150 ألفا، ويخطط كاميرون لأن يظل عضوا فى مجلس العموم عن دائرة ويتني، وستظل سامانتا كاميرون مصممة أزياء كما كانت، وقد خرج كاميرون دون تعليق واستمر فى توديع الموظفين الذين عمل معهم فى داوننج ستريت. آخر قرارات كاميرون ووفقا للتقرير فإن أمس كان نهاية الفصل الأخير لكاميرون رئيسا للوزراء، وقام بتكريم رفاقه، ومن ضمن الذين قام كاميرون بتكريمهم سواء بمكافآت تصل إلى 5 سنوات أو بالألقاب الإنجليزية العريقة مثل لقب فارس وسير، الطبيب كريج أوليفر، وأيضا صديقه إد يويلين، الذى شغل منصب رئيس موظفيه، وكبار الشخصيات الأخرى الذين تلقوا تكريم كاميرون كآخر قراراته قبيل خروجه من داوننج ستريت، وهم ليز سوج، ومديرة العلاقات الخارجية جابى بيرتن، وكان قد سلم كاميرون خلال سنوات منصبه العديد من الألقاب الكبرى إلى 30 نائبا منهم النائب العمالى بول فلين، ولكن الكثيرين انتقدوا مثل تلك الخطوة وقالوا عنها إنها ليست «قائمة الشرف» (الذين كرمهم ديفيد كاميرون) بل إنها «قائمة العار». كشف حساب كاميرون وتم عمل كشف حساب بالإنجازات والإخفاقات التى حدثت تحت قيادة كاميرون عن طريق إنفوجرافات، وكان أبرز ما تشير إليه هو ارتفاع أعداد المهاجرين أثناء توليه منصبه وارتفاع أسعار العقارات والمنازل فى بريطانيا، أيضا ارتفع الدين القومى فى عهده وانخفض سعر الجنيه الإسترلينى أثناء وجوده فى داوننج ستريت، وفى المقابل انخفضت أسعار البنزين ونسبة البطالة، أيضا وصلت نسبة المناصب الوزارية فى المملكة المتحدة التى تشغلها النساء من 14٪ إلى 33٪ فى عهده. وبحسب التقرير فإن صافى الهجرة إلى المملكة المتحدة بلغ 336 ألف مهاجر حتى العام المنقضي، وارتفع متوسط أسعار المنازل من 171 ألف جنيه إسترلينى فى مايو 2010، إلى 210 آلاف حتى إبريل 2016، وذلك وفقا لمكتب الإحصاءات الوطنية، وهو ما يمثل زيادة قدرها 22٪، وتشير التقديرات الحالية إلى أن نسبة السكان الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و64 فى العمل حوالى 74.2٪ وهو أعلى مستوى لها منذ بدء الاحتفاظ بسجلات مماثلة فى عام 1971، أى أن مستوى البطالة قد تراجع بشكل لافت فى عهد كاميرون. حجم الدين القومى فى المملكة المتحدة ارتفع تحت قيادة ديفيد كاميرون، من تريليون جنيه إسترلينى فى 2010، إلى 1.61 تريليون جنيه إسترلينى فى مايو 2016، وزادت الديون من 71.7٪ فى عام 2010 إلى 83.7٪ ويستثنى بنوك القطاع العام، وزاد كاميرون بثبات نسبة المناصب الوزارية فى المملكة المتحدة التى تشغلها النساء حتى وصلت إلى 33٪ وهى أعلى نسبة فى التاريخ. وتراجعت قيمة الجنيه الإسترلينى أمام الدولار الأمريكى بنحو 10٪ منذ مايو 2010 مع أكبر انخفاض يحدث منذ استفتاء الاتحاد الأوروبى فى 23 يونيو. وعندما أصبح كاميرون رئيس الوزراء كان الجنيه الإسترلينى يوازى 1.45 دولار. وأشار التقرير إلى أن خروج كاميرون بهذا الشكل من داوننج ستريت يعد أكبر صفعة للنخبة السياسية البريطانية على مدى نصف القرن الماضي، وشتان بين دخول كاميرون داوننج ستريت فى 2010 حيث بدا سعيدا جدا فى حديقة الورود وبين خروجه وهو يدندن أغنية حزينة من الباب الخلفى لداوننج ستريت. كواليس تجهيز تيريزا ماى حكومتها الجديدة تيريزا ماى البالغة من العمر 60 عاما أصبحت أمس رئيسة وزراء بريطانيا كثانى أنثى تحتل ذلك المنصب فى تاريخ المملكة المتحدة منذ مارجريت تاتشر، وهى ستعمل لتعزيز توظيف النساء فى المناصب العليا بالدولة، وفى مجلس الوزراء، وسوف تقوم ماى باستبدال فيليب هاموند بجورج أوزبورن وزير الخزانة البريطانية، بحيث تبقى على أوزبورن كمستشار لها، وهناك تكهنات بأنها ربما تسندإاليه وزارة الخارجية، وهناك مجموعة من السيدات منهن جستين جريننج وامبر رود، وبريتى باتل، كارين برادلى، وبالطبع أندريا ليدسوم، وغيرهن. من ضمن الكواليس التى أثيرت حول تيريزا ماي، أن بات فرانكلاند وهى واحدة من أقدم الأصدقاء لها، أكدت أن أمنية حياة ماى كانت أن تصبح أول رئيسة وزراء أنثى لبريطانيا، وأوضحت أن ماى كانت غاضبة جدا من فوز مارجريت تاتشر فى مايو 1979 التى استمرت حتى نوفمبر 1990، وقالت صديقتها التى تعرفها هى وزوجها فيليب منذ الدراسة فى جامعة أوكسفورد عندما التقيتا فى السبعينات، إنها كانت تريد دخول داوننج ستريت كأول رئيسة وزراء أنثى، وكان عمرها وقتها 17 أو 18 عاما، وكان هذا هو طموحها.