تحل اليوم الذكرى الأولى لوفاة عميد الدبلوماسية العربية ومهندس الدبلوماسية السعودية، صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل بن عبد العزيز آل سعود، والذى وافته المنية فى 9 يوليو 2015"، و شغل الامير منصب وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية من 1975 إلى 2015، في عهد أربعة ملوك سعوديين هم: "خالد وفهد وعبد الله وسلمان". وبحلول موعد تقاعده، أصبح وزير الخارجية الأطول خدمة في العالم، وهو ابن الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، وجده الملك عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية الثالثة، ووالدته الملكة عفت الثنيان آل سعود. حياته السياسية المبكرة التحق بوزارة البترول والثروة المعدنية حيث عمل مستشارًا اقتصاديًا لها وعضوًا في لجنة التنسيق العليا بالوزارة، وانتقل بعدها إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن - بترومين، وأصبح مسؤولًا عن مكتب العلاقات البترولية، الذي يشرف على تنسيق العلاقة بين الوزارة وبترومين، عين نائبًا لمحافظ بترومين لشئون التخطيط في عام 1970، وفي عام 1971 عين وكيلًا لوزارة البترول والثروة المعدنية. وفي عام 1975 صدر مرسوم ملكي بتعيينه وزيرًا للخارجية بعد شغور المنصب بوفاة والده الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود الذي كان وزيرًا للخارجية وهو ملكًا على البلاد. كما شغل عدة مهام أخرى، منهاعضو المجلس الأعلى للبترول ونائب لرئيس المجلس الأعلى للإعلام وعضو مجلس إدارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها وكان عضوًا منتدبًا في مجلس إدارتها منذ تأسيسها وحتى عام 1427 ه. وبحكم عمله كوزير للخارجية شارك بعضوية الكثير من اللجان العربية والإسلامية مثل اللجنة العربية الخاصة، ولجنة التضامن العربي، واللجنة السباعية العربية ولجنة القدس واللجنة الثلاثية العربية حول لبنان ضمن وزراء خارجية الدول الثلاث وغيرها. وأتقن الأمير سعود 7 لغات إضافة إلى العربية منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والأسبانية والعبرية. وكانت خبرة الامير الدبلوماسية كبيرة نهل منها نظرائه العرب والاجانب حيث ظل فى منصب وزير الخارجية من مارس 1975م حتى 29 أبريل 2015 حيث تم إعفاؤه من المنصب بناء على طلبه وحل محله عادل الجبير السفير السعودي السابق لدى الولاياتالمتحدة. وعُين وزير دولة وعضو بمجلس الوزراء، ومستشار ومبعوث خاص للملك سلمان بن عبد العزيز، ومشرفًا على الشئون الخارجية. ثم أعلن في 9 يوليو 2015، عن وفاة الأمير سعود الفيصل في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ووصل جثمانه إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة يوم السبت 11 يوليو2015 وتمت الصلاة عليه في المسجد الحرام بمكةالمكرمة ودفن في مقبرة العدل بمكة. مواقفه الداعمة لمصر على مدى 40 عاما من تقلده منصب وزير الخارجية السعودي، اتخذ الأمير الراحل سعود الفيصل مواقفا عدة تجاه مصر وما مرت به من أزمات مختلفة عكست مكانة مصر لدى المملكة العربية السعودية بشكل عام والفيصل بشكل خاص. حرب أكتوبر برزت مواقف وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل قبيل عمله وزيرًا للخارجية وذلك خلال حرب أكتوبر وكان حينها وزيرا للنفط، حيث اتخذت دول الأوبك "الدول العربية المصدرة للبترول إضافة إلى مصر وسوريا" قرارا باستخدام النفط سلاحا لدفع الدول الغربية لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة في مصر وسوريا بما أثر على تحول تأييد معظم الدول الأوروبية من الولاياتالمتحدة وإسرائيل إلى الدول العربية. قطر ودول مجلس التعاون الخليجي استكمالا للدور السعودي تجاه مصر، اتخذت دول مجلس التعاون الخليجي ممثلة في الإماراتوالبحرين وبقيادة السعودية في مارس 2014 قرارا بسحب سفرائها من الدوحة بسبب التجاوزات القطرية تجاه مصر عقب ثورة 30 يونيو. وجاء في بيان مشترك للدول الثلاث أن سحب السفراء جاء بسبب عدم التزام الدوحة بالاتفاق الذي وقّع في الرياض في حضور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، وعدم التزام الدوحة بالنظام الأساسي لمجلس التعاون والاتفاقات الأمنية الموقّعة بين دوله، والتي تقضي بعدم التدخل في الشئون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر، وعدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد، سواء من طريق العمل الأمني المباشر أم من طريق محاولة التأثير السياسي، وكذا عدم دعم الإعلام المعادي. وجاء تعقيب الأمير سعود الفيصل بأن الأزمة مع قطر لن تحل ما لم تعدل عن سياستها في خطوة غير مسبوقة بين دول مجلس التعاون الخليجي. رفض تعليق عضوية مصر في الجامعة العربية على الرغم من دور الجامعة العربية المؤيد لحرب أكتوبر عام 1973 حيث أكدت ضرورة تحرير كل الأراضي التي احتلتها إسرائيل في 1967 واستمرار استغلال النفط كسلاح للضغط على الدول الداعمة لإسرائيل إلا أن هذا الموقف تغير بعد اتفاقية كامب ديفيد، بتغير الموقف السياسي للعديد من الدول العربية تجاه مصر، وهو ما تم على أثره تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية من عام 1979 إلى عام 1989 نتيجة التوقيع على الاتفاقية. وكان للأمير سعود الفيصل الدور الأكبر لأثناء الدول العربية عن موقفها تجاه مصر وعودة عضويتها بالجامعة العربية مرة أخرى. وكانت القمة العربية التي عقدت في بغداد عام 1978، بغياب مصر، قد رفضت اتفاقية كامب ديفيد، معتبرة أنها تمس حقوق الشعب الفلسطيني والأمة العربية، مؤكدة على التمسك بتطبيق قرارات المقاطعة العربية لإسرائيل، ونقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس. دعم 30 يونيو كان الأمير سعود الفيصل من أبرز وأول المدافعين عن الإرادة المصرية في ثورة 30 يونيو وهو ما ظهر خلال مؤتمر صحفي له خلال زيارته لفرنسا بعد ثورة 30 يونيو حيث قال: "من أعلن وقف مساعداته لمصر أو يلوح بوقفها، فإن الأمة العربية والإسلامية غنية بأبنائها وإمكاناتها ولن تتأخر عن تقديم يد العون لمصر"، مشيرًا إلى أن هذه المواقف التي تتخذها الدول الغربية ضد مصر إذا استمرت لن ننساها ولن ينساها العالم العربي والإسلامي". ردود أفعال بعد وفاته جامعة الدول العربية: نبيل العربي: "الدبلوماسية العربية تفقد فارسًا نبيلًا وشجاعًا، طالما دافع عن قضايا أمته بكل شجاعة وبسالة، وقاد دبلوماسية المملكة بكل كفاءة واقتدار على مدى أربعة عقود." ونعى الأزهر الشريف، الأمير سعود الفيصل، مؤكدًا في بيان أن التاريخ سيسطر بحروف من نور مواقفه التاريخية حيال قضايا أمتيه العربية والإسلامية، شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي أشاد ب"حنكتَه وخبرته الدبلوماسية التي ساهمت في تقدم ورخاء المملكة العربية السعودية، ودعم واستقرار العالمين العربي والإسلامي، كما أنَّ الشَّعبَ المصريَّ لا يمكن أن ينسي وقفاته التاريخية مع مصر"، وقال الرئيس الباكستاني ورئيس الوزراء نواز شريف، إن الأمير سعود الفيصل كان صديقًا حميمًا لباكستان، وأن رحيله خسارة كبيرة لباكستان وللمملكة العربية السعودية. فى حين وصف سامح شكري وزير الخارجية المصري أن حياة الفقيد كانت مليئة بالتفاني والعطاء والعمل المتواصل والمواقف المشرفة في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية. وأكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد أن وفاة الفيصل خسارة ل"الخليج" والدول العربية والإسلامية. وقال ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة: إن السعودية فقدت برحيل الأمير سعود الفيصل، أحد رجالاتها المخلصين الذين عملوا بكل أمانة وتفانٍ وإخلاص في خدمة وطنهم وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية عبر مسيرة حافلة بالعطاء والإنجاز. ووصفه الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي أنه كان على مر أربعة عقود صمام التوازنات السياسية في المنطقة ورجل السلام الذي تحققت بفضل جهوده – بعد فضل الله تعالى – توافقات بين أطراف لطالما تناحرت واختلفت لسنوات طويلة. وقال تمام سلام رئيس مجلس الوزراء اللبناني: برحيل الأمير سعود الفيصل خسر لبنان صديقًا حقيقيًا ونصيرًا كبيرًا أحبه وعمل دائمًا لكل ما فيه خير اللبنانيين وتعزيز أمنهم واستقرارهم كما وقف إلى جانب لبنان في كثير من المحطات الصعبة وأسهم في المساعدة على حل أزماته، ومن أبرزها دوره في وضع اتفاق الطائف. ووصف وزير الخارجية الأردني ناصر جودة الفيصل ب"الدبلوماسي اللامع والمعطاء. وعبر الملك المغربي محمد السادس اعن استشعاره لفداحة فقدان السعودية "أحد كبار رجالاتها الأبرار"، ووصفه بأنه "كرس حياته لخدمة المصالح العليا" للرياض عبر العالم. بينما قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في فقدانه، "أجيال من القادة الأمريكيين والدبلوماسيين استفادت من رؤية الأمير سعود الثاقبة ومن شخصيته وهدوئه وموهبته الدبلوماسية". وتابع أن الأمير الراحل "كان مقتنعًا بأهمية العلاقات الأمريكية السعودية وبإضفاء الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط وخارجه، ولذلك فإن العالم كله سيذكر إرثه". كما وصف وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الفيصل بالرجل واسع الخبرة والمحب والوقور. كما قال رئيس الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون، إنه هو وغيره استفادوا من "حكمة الأمير سعود الفيصل الكبيرة في إدارة العلاقات الدولية خلال سنوات عمله الطويلة. أما وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينمير، فقال، إنه "برحيل الفيصل تفقد ألمانيا وجهًا معروفًا ومألوفًا لها له خبرة بالسياسة الدولية والحنكة الدبلوماسية على مدى أكثر من أربعين عامًا". بينما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال: إن الفيصل "عمل من دون كلل أو ملل من أجل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. بينما قالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني: "إن العالم سيتذكر دوره المحوري في تعزيز وبسط الاستقرار في المنطقة إضافة إلى دوره الريادي في تعزيز أواصر الصلة بين المملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء". معلومات شخصية ولد الأمير سعود الفيصل في 2 يناير 1940 في مدينة الطائف، السعودية وتوفى 9 يوليو 2015 (75 سنة) في الولاياتالمتحدة مكان الدفن: مقبرة العدل، مكة، السعودية الجنسية: السعودية الديانة: مسلم الزوجة: الأميرة الجوهرة بنت فيصل بن عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود أبناء: محمد، خالد، فهد، هيفاء، لما، ريم الأب: فيصل بن عبد العزيز آل سعود تعديل القيمة في ويكي بيانات الأم: عفت بنت محمد بن سعود الثنيان آل سعود أخوه: خالد الفيصل بن عبد العزيز آل سعود، وعبد الله الفيصل بن عبد العزيز آل سعود، وتركي الفيصل بن عبد العزيز آل سعود، ومحمد الفيصل بن عبد العزيز آل سعود.