احتفت سفارة المملكة العربية السعودية بالقاهرة بمسيرة الأمير سعود الفيصل وأعد مكتبها الإعلامي تقريرًا موسعًا عن هذه المسيرة جاء فيه: إن سعود الفيصل هو الابن الرابع للملك فيصل، الملك الثالث للمملكة العربية السعودية، والابن الثاني من زوجة الملك الأميرة عفت– طيب الله ثراهما. ولد الأمير سعود الفيصل في مدينة الطائف عام 1940م وفي صغره التحق بمدرسة الطائف النموذجية وبعدها انتقل إلى للولايات المتحدة للتعليم العالي حيث تخرج بعد حصوله على درجة بكالوريوس في الاقتصاد من جامعة برنستون بولاية نيوجيرسي عام 1964م، وهو أب لستة أبناء، يشارك عن كثب في العمل الخيري، وعضو مؤسس في مؤسسة الملك فيصل الخيرية ورئيس مجلس إدارة مدرسة الملك فيصل وجامعة فيصل في الرياض، كما أنه عضو في جمعية الأطفال المعوقين وجمعية المدينةالمنورة للرعاية والخدمات الاجتماعية. وقد التحق بوزارة البترول والثروة المعدنية حيث عمل مستشارًا اقتصاديًا لها وعضوًا في لجنة التنسيق العليا بالوزارة، ثم انتقل إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن- "بترومين"، وأصبح مسئولاً عن مكتب العلاقات البترولية الذي يشرف على تنسيق العلاقة بين الوزارة والمؤسسة ثم عين نائبًا لمحافظ "بترومين" لشئون التخطيط في عام 1970م ثم عين وكيلاً لوزارة البترول والثروة المعدنية في 1971م. كما صدر مرسوم ملكي بتعيينه وزيرًا للخارجية في التشكيل الوزاري بتاريخ 1975/10/13م بعد شغور المنصب بوفاة والده الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود– رحمه الله- الذي كان وزيرًا للخارجية وهو ملك على البلاد. وكما جاء على لسان الدكتور عبد العزيز الخوجة الدبلوماسي ووزير الثقافة والإعلام السابق في مقال الدكتور خالد البفتري بجريدة "السعودي جازيت" تحت عنوان "سعود الفيصل: عميد السياسة الخارجية" أن "سعود الفيصل هو بمثابة رمز سحري على المستوى الدولي، يفتح العديد من الأبواب والملوك والرؤساء ورؤساء الوزراء والأجانب جميعًا يقدرون ويحترمون إرثه، فهو عميد العالم للسياسة الخارجية، لا لأحد أن يتخيل حجم الفاعلية في أن يكون مثل هذا الشخص وزيرك". وعن لسان كاتب المقال: "سمعت شهادات مماثلة من سفراء سعوديين وغيرهم من السياسيين والصحفيين الأجانب. أولئك الذين يعرفونه جيدًا يقولون إنه رجل جاد وصارم، ولكنه يتمتع بقدر من السخرية ويجيد التعبير بصراحة، ومن المعروف أنه يزن كل كلمة بعناية في تصريحاته". واليوم يعد كبير الدبلوماسيين السعوديين، الأمير المثقف المتعدد اللغات، أقدم وزير خارجية في العالم، فقد خدم بلده خلال فترات حكم أربعة ملوك سابقين وهم الملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبد الله- يرحمهم الله- والملك الحالي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. هذا العام يتمم الأمير سعود الفيصل- حفظه الله- بمشيئة الله أربعة عقود (1975م- 2015) في العمل الدءوب والجهد اللانهائي لخدمة وطنه والأمة العربية والإسلامية. ففي يوم 25 يناير 2015، أعلن الديوان الملكي السعودي أن الأمير سعود كان له جراحة ناجحة بحمد الله في العمود الفقري بولاية لوس أنجلوس الأمريكية. فقد كان خارج البلاد حين توفي الملك عبد الله– رحمه الله– في الرياض. وكما جاء في كلمته أمام مجلس الشورى مؤخرًا، لم يكن موجودًا في أرض الوطن ليودعه وأبن الملك الراحل بكلمات مؤثرة خلال الجلسة. فقد عاد وزير الخارجية السعودي ليؤكد على قوة الدبلوماسية السعودية الذي أسسها خلال مدة ترأسه للوزارة وحتى اليوم. فاليوم تتمتع المملكة بمؤسسة دبلوماسية على مستوى دولي متقدم يليق بمنزلتها العالمية. لقد كان له مواقف تاريخية عديدة خلال مشواره الدبلوماسي– أطال الله عمره– ليخدم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم. بدايةً من جهوده المبذولة لمنع انتشار الأسلحة الذرية في الشرق الأوسط على مدى العقود الماضية، مرورًا بتحذيره العلني لإدارة جورج بوش بعدم غزو العراق، ورسم السيناريو الذي ما من شأنه أن يؤدي إلى أي خير، وطلبه من كوندوليزا رايس التركيز على "القضايا الموضوعية الأساسية" للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وإثبات التاريخ أن له الحق، وحتى رده الناري على رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالقمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ، وصولاً إلى الجهود الدبلوماسية التي يبذلها في تكوين أقوى تحالف إقليمي سياسي وعسكري مع الدول الصديقة.. وهو ما استوجب تقديم التحية له. نتمنى له موفور الصحة والنجاح لمواصلة خدمته لوطنه تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان– حفظه الله- على خطى والده، الملك فيصل– طيب الله ثراه- الذي كان أول وزير للخارجية السعودية.