ينظِّم مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، غدا الأحد، مؤتمرًا دوليًا عن الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- بعنوان "سعود الأوطان". يهدف المؤتمر للتعريف بحياة الأمير سعود الفيصل ومنجزاته ونشأته، وما قدم من أعمال كبيرة على مدى مسيرة عمله الدبلوماسي التي قاربت الأربعين عامًا. يحظى المؤتمر باهتمامٍ كبيرٍ من جميع قطاعات المملكة، وفي مقدمتها وزارة الخارجية التي ارتبط بها اسمه طوال حياته. ويحضر المؤتمر لفيف من الأمراء والوزراء من داخل المملكة وخارجها، بجانب رؤساء دول، ورؤساء حكومات، ووزراء خارجية، ووزراء، ورؤساء منظمات دولية وإقليمية، ومفكّرون، وساسة، وباحثون. يتناول المؤتمر 5 محاور رئيسية، هي سعود الفيصل مسيرة علمية ومهنية، والجهود الدبلوماسية لسعود الفيصل، وسعود الفيصل وفلسطين، والرؤية السياسية عند سعود الفيصل، وذكرياتي مع سعود الفيصل، إضافة إلى محاضرة لوزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير. كما يشمل إطلاق كتاب يضم خصائص وصفات وإنجازات ومواقف الراحل سعود الفيصل، إضافة إلى إطلاق فيلم وثائقي سيحتوي على إفادات وتعليقات وآراء وأفكار حول الأمير الراحل. وفي هذ الصدد يقوم مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بدراسة إطلاق جائزة تحمل اسم «سعود الفيصل»، فضلًا عن تبني معهد سعود الفيصل للدبلوماسية، فكرة إنشاء جامعة للدبلوماسية باسمه. و"الفيصل" مرحلة مهمة في تاريخ الدبلوماسية السعودية والعربية والإسلامية والدولية، خاصة أنه وزير الخارجية الأطول خدمة في العالم، حيث امتدت بين 13 أكتوبر1975م و29 أبريل 2015م، وعاصر -رحمه الله- أحداثًا مهمةً ألمّت بمنطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع، وكان شاهدًا على حقبة مهمة من تاريخ العالم. فضلًا عن شغله المنصب في عهد أربعة ملوك هم: الملك خالد والملك فهد والملك عبد الله – رحمهم الله-، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز –حفظه الله-. تشرب الأمير سعود الفيصل الدبلوماسية من والده الملك فيصل الذي وضع أسس الدبلوماسية السعودية، وكان الفيصل سندًا وعونًا لملوك المملكة، ومستشارًا أمينًا لهم، واستطاع أن يرسم ملامح السياسة السعودية بجلاء تحت إشراف القيادة السعودية. كما استطاع أن يربط السياسة بالأخلاق. ولم تقتصر جهوده على الجانب الدبلوماسي فقط، فقد كان رئيسًا لمجلس الاقتصاد الأعلى، وعضو المجلس الأعلى للإعلام، وعضو المجلس الأعلى للبترول، وعضو مجلس الإدارة المنتدب للهيئة الوطنية للحياة الفطرية.