اتهمت وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية إيران بمحاولة الحصول على تكنولوجيا نووية حتى بعد اتفاقها فى يوليو الماضى مع القوى الغربية فى فيينا، والمتعارف عليه باسم اتفاق 5+1، وذكر التقرير السنوى للوكالة، الذى نقلته صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية على موقعها الإلكترونى، أن المحاولات الإيرانية غير القانونية لشراء تكنولوجيا «استمرت على مستوى عال بحسب المعايير الدولية» بألمانيا فى 2015. ووفقا للتقرير فإن عملاء الاستخبارات والتجسس المضاد سجلوا 141 محاولة للحصول على تكنولوجيا من أجل أغراض الانتشار فى 2015 أى بزيادة تقدر بضعف ما حدث فى العام الماضى، وبحسب التقرير فإن ثلثى هذه المحاولات تم تعقبها. طهران لم تلتزم بتعهداتها للعالم بالتوقف عن محاولات تطوير أسلحة نووية، ولم تطبق بنود الاتفاق النووى واستمرت فى إجراء تجاربها على الصواريخ الباليستية والآن تواصل عملها للحصول على تكنولوجيا نووية من عدة مناطق ومنها ألمانيا نفسها، وهو ما رصدته الاستخبارات الألمانية مؤخرا، بحسب تقرير لصحيفة الفايننشال تايمز البريطانية. ووفقا لمسئولى المخابرات الألمانية «بى إف فى» فإن المخابرات الإيرانية تعمل على تطوير قدراتها النووية والصاروخية، وحاولت من خلال شركات وهمية الحصول على أجهزة ومعدات ثنائية الاستخدام، أى يمكن استخدامها فى أغراض مدنية عادية، وكذلك فى أغراض عسكرية وتصنيع أسلحة نووية. ويستخدم عملاء إيران شهادات استيراد مزورة لا تحدد محطة الوصول النهائية، وغالبا ما يكون لديهم شركات وهمية مسجلة فى بلدان أخرى مثل تركيا أو الصين. وأوضح التقرير أن «هذه المحاولات على وجه الخصوص من أجل شراء منتجات يمكن نشرها فى مجال التكنولوجيا النووية»، مضيفا أنه كانت هناك زيادة أيضا فى الجهود الإيرانية لشراء قطع وأجزاء خاصة بصواريخ يمكن أن تلائم رؤوس حربية نووية، وأشارت الصحيفة إلى أن إيران وافقت العام الماضى فى الاتفاق التاريخى على خفض نطاق برنامجها النووى فى مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الغربية، لتنتهى بذلك مواجهة امتدت على مدى 12 عامًا مع الغرب. ورأت الصحيفة أن ما كشف عنه التقرير الاستخباراتى الألمانى سيقابل بترحيب من المعارضين للاتفاق النووى مثل إسرائيل التى تقول إن إيران لا يمكن الوثوق بها لكى تتخلى عن طموحها فى تصنيع قنبلة ذرية. ونوهت الصحيفة إلى أن هناك قرارا أمميًا تمت الموافقة عليه كجزء من اتفاق يوليو يدعو إيران لعدم القيام بعمل فيما يتعلق بالصواريخ المصممة لنقل أسلحة ذرية.