تُنسب الطريقة الخلوتية إلى محمد بن أحمد بن محمد كريم الدين الخلوتي، أحد أئمة الصوفية في مملكة خراسان القديمة والذي توفي في 986 هجرية بمصر، وهي بالأساس متفرعة من الطريقة الصوفية السهروردية التي كان الخلوتي يتبعها، قبل أن ينشئ طريقته الخاصة ويجمع حوله عددًا من المريدين. وتنتشر الطريقة بشكل أساسي في فلسطين، حيث تتواجد طريقة القاسمي الخلوتية الجامعة في مختلف أنحائها لا سيما في مدينة الخليل، وأسست كلية القواسمي كأكبر مؤسساتها هناك، كما أن لها تواجدًا في الأردن من خلال جمعية دار الإيمان، التي يتزعمها الشيخ حسني الشريف وتوسع نشاطها مؤخرًا، وعدة فروع في مصر والجزائروتركيا، ففي مصر فقط لها 23 فرعًا هى: الطريقة الحافظية والشبراوية والمحمدية والجنيدية والسمانية والضيفية والعمرانية القبيسية، والمغازية والهراوية الحفنية والمروانية والصاوية والمسلمية والعلوانية والدومية والقصبية والغنيمية والقاياتية، والبكرية والهاشمية والجودية والبهوتية والمصلحية والدمرداشية. وفي الجزائر تتفرع منها أربع طرق، هي: الطريقة الرحمانية والحفوظية والعزوزية والعثمانية، فيما توجد في تركيا ثماني طرق متفرعة منها، هي: الجراحية والاغتباشية والعشاقية والنيازية والسنبلية والشمسية والكلشنية والشجاعية. وتبدو الطريقة متجهة نحو التطرف في المذهب الصوفي، حيث يُقال إن إمامها الخلوتي، الذي استمد اسمه من الخلوة الصوفية، ادّعى أنه أخذ طريقته عن النبي محمد، وليس في المنام بل في اليقظة، حيث قال: "طريقتي محمدية". وتضع الطريقة الخلوتية مراتب للتوحيد، أو للتوحد مع الإله بمعنى أدق، تبدأ بمرتبة المبتدئين وقول "لا إله إلا الله"، ثم مرتبة المتوسطين وقول "لا إله إلا أنت"، والمرتبة المكملة، وقول "لا إله إلا أنا"، حسبما أوضح إسماعيل حقي أحد أبرز قيادات الطريقة. كما تعتقد الطريقة فيما يُسمى "الحقيقة المحمدية"؛ أي أن الله خلق محمدًا من كماله وجعله مظهرًا لجماله وجلاله، وجعل لكلٍ من حقائق أسمائه وصفاته انعكاسًا في كل حقيقة في محمد، ثم خلق نفس محمد من نفسه الإلهية، وبعدها خلق نفس آدم نسخة من نفس محمد وحقيقته التي خُلق منها العرش والملأ الأعلى والأنبياء والأولياء. ومن أبرز شخصيات تلك الطريقة: مصطفى كمال الدين البدري الذي أدخل الطريقة إلى مصر، بعد ارتحاله من سوريا إليها، وأحمد بن محمد العدوي المولود بصعيد مصر، والذي تولى في إحدى الفترات إفتاء مصر مع مشيخة الطريقة الخلوتية، والتركي إسماعيل حقي البروسوي. كذلك من أبرز الشيوخ الحاليين المعبرين عنها: الداعية السعودي الحبيب علي الجفري، والسوري محمد راتب النابلسي، ومفتي الديار المصرية السابق علي جمعة. وقال أحمد حسين الجنيدي، شيخ الطريقة الجنيدية الخلوتية، في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز": إن نشاط الطريقة في رمضان يقتصر على السهرات الرمضانية في مقر المشيخة بنزلة الجنيدي في محافظة بني سويف، والتي تتضمن تلاوة القرآن الكريم وحلقات الذكر والدروس الدينية، إضافة إلى استمرار الصدقات. وأضاف أن الطريقة الجنيدية تحتفظ بعلاقة من المودة مع الفروع الأخرى للطريقة الخلوتية ومع كل الطرق الصوفية الأخرى، حيث يشتركون جميعهم في السعي نحو "تطبيق الكتاب والسُّنة"، ولكنهم يختلفون في أسلوب التطبيق وفي الدعوات والأوراد التي يعتمدونها، مشيرًا إلى أن الطريقة لها أبناء في جميع أنحاء مصر. وفيما يتعلق بمراتب العضو داخل الطريقة، أوضح الجنيدي: "في البداية يأخذ الشيخ العهد من العضو، وهو عبارة عن وثيقة تتضمن العبادات ويقر فيها بتوبته من الكبائر، فيصبح بعدها مريدًا، ثم يدرس سبعة أسماء لله يحصل على مرتبة الخليفة بعد اختتامها، أي يُصرح له بأن يحل محل الشيخ ويأخذ العهد من المريدين، ومع ترقيه يصبح خليفة خلفاء، أي شيخ ينحدر تحته مجموعة من الخلفاء الموكلين عنه، وهكذا يستمر في الترقي داخل الطريقة".