ارتبط الشعب الليبي كغيره من الشعوب العربية بشهر رمضان بالعديد من العادات والتقاليد التي تضفي بهجة خاصة على هذا الشهر الكريم. فالاسرة الليبية كانت تستعد لشهر رمضان بداية من منتصف شهر شعبان حيث يتم تهيئة الاجواء لأستقبال شهر الصوم لتتواصل الارحام وتجمتع العائلة في أي ايام رمضان على مائدة افطار واحدة. يقول فايز العريبي الكاتب السياسي والإعلامي الليبي أن المائدة الرمضانية في ليبيا ساعة الافطار تتنوع ما بين الاكلات التراثية مثل الكسكسي والبازين والارز المطبوخ ويكون للمحاشي بمختلف انواعها حضور كبير على السفرة في رمضان والتي تجمع بين المبطن (البطاطس المحشية باللحمة المفرومة) والعصبان والفلفل الرومي كما يعد مشروب الروينة من المشروبات الأساسية في رمضان وهو خليط من الحلبة والشعير وبعض الاعشاب. وأضاف العريبي: أن انتشار برامج اعداد الطعام عبر الفضائيات المختلفة خلق نوعا من التشابه بين الموائد العربية في رمضان الأمر الذي ادى إلى اختفاء تدريجي للاكلات التراثية لصالح الاكلات الحديثة مثل الطواجين المختلفة والشوربة بمختلف انواعها فشربة الشعيرة المغربية والملوخية المصرية حاضران بقوة على المائدة الليبية في رمضان. وأشار العريبي إلى افتقاد الليبيين لبهجة رمضان هذا العام نتيجة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب الليبي نتيجة الصراع السياسي والعسكري المستمر منذ 5 سنوات مضت. فالعائلة الليبية اليوم باتت مشتتة ما بين نازح ومهاجر ومنخرط في صراع لا ينتهي لقد صادرت انهار الدماء المراقة في صراع مفتعل من أجل سلطة زائفة إلى اختطافة روحانيات وبهجة هذا الشهر الكريم. وأضاف العريبي نرجو من الله أن يسبب الأسباب لعودة الأمن والاستقرار للشعب الليبي وأن يكون هناك حدا لهذا الصراع المندلع دون فائدة. استغلال ويقول الدكتور إبراهيم هيبة، الاكاديمي الليبي وأستاذ العلاقات الدولية والسياسات المقارنة بجامعة تكساس الأمريكية: أن كبار التجار في ليبيا بدءوا في استغلال فرصة نقص السيولة في المصارف التي هم أحد أسباباها وحاجة الناس الماسة للسيولة وذالك بمقايضة الشيكات المصدقة من الناس المحتاجة للنقود بمبالغ مالية اقل من قيمة الشيكات حيث وصلت الفائدة إلى نحو 7% وأكثر في بعض الاحيان مع بداية شهر رمضان وحاجة الناس للنقود لشراء حاجيتها. وأضاف هيبة في تصريح خاص لبوابة العرب: هذا في تصوري الربا بعينه الذي حذر الله منه في كتابه العزيز واقول للمستغلين الظروف اتقو الله في هذا الشهر الكريم فرحة رغم الالم و يقول الدكتور صالح افحيمه عضو مجلس النواب الليبي أن فرحة الليبيين بالشهر الكريم موجوده فقد تعودوا التعايش مع هذا الالم المزمن. وأضاف فحيمة في تصريح خاص لبوابة العرب: أن حاجات الناس متوفرة ولو في الحد الأدنى ولكن المشكلة في السيولة النقدية فلا توجد سيولة بالمصارف لأن التجار ورءوس الأموال سحبوا ارصدتهم كنتيجه طبيعيه لعدم ثقة المواطن بمؤسسات الدوله خلال الحروب. وتشهد ليبيا صراعا مستمرا منذ سقوط نظام القذافي عام 2011 وقد اتسعت دائرة الانقسام بعد الخلافات الواسعة التي خلفها الاتفاق السياسي المبرم بالصخيرات المغربية يوليو الماضي وتم العمل به منذ يناير 2016 دون أن ينال ثقة البرلمان المنخب وهو ما ادى إلى حالة من الجمود السياسي تشهدها البلاد المنقسمة بين عدة حكومات في الغرب والشرق. يقول الدكتور إبراهيم هيبة، الاكاديمي الليبي وأستاذ العلاقات الدولية والسياسات المقارنة بجامعة تكساس الأمريكية: أن هناك خمسة عوامل أساسية مثيرة للقلق لأنها تنذر بأطالة امد الصراع في ليبيا. العامل الأول: هو أن المجموعات المتصارعة لم تصل بعد إلى مرحلة الانهاك وهذا ينذر بأستمرار الصراع. العامل الثاني: وهو عامل داعم للعامل الأول وهو تجنيد المرتزقة للقتال والاستقواء بهم من مختلف الاطراف وهذا العامل قد يساعد على تعزيز قدرة الاطراف المتصارعة على اطالة امد الصراع العامل الثالث: هو سهولة حصول الاطراف المتصارعة على الأموال الليبية تحت عناوين مختلفة. العامل الرابع: هو التدخلات الاقليمية والدولية الخارجية التي اصبح لها اثرا سلبيا كبيرا على إنهاء الصراع. العامل الخامس: وهو عدم تمكن أي طرف من اطراف الصراع من الحسم وهو ما يعني أن الاتفاق السياسي أو اية هدنة لن تصمد طويلا.