سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شياطين الإرهاب طليقة في ليبيا خلال رمضان.. قذائف المدافع تعلو على أصوات المآذن.. النساء ممنوعات من الخروج في شوارع سرت وحظر ارتداء الملابس الإفرنجية على الرجال
اعتناء خاص من قبل الليبيين بشهر رمضان فهو الشهر الذي تمتزج فيه القيم الاجتماعية الرفيعة بالعبادة في هذا الشهر الكريم فروح البساطة التي يمتلئ بها الإنسان الليبي كانت تتجلى في هذا الشهر العظيم بالذكر والصلاة وتلاوة القرآن، علاوة على التواصل الاجتماعي بين الأسر فما أن تأتي ساعة الإفطار حتى يجتمعوا على مائدة واحدة فبعد تناول التمر والحليب والشاي والقهوة تكون صلاة المغرب ومن ثم تناول وجبة الإفطار الرئيسية والتي تتكون عادة من الطعمية (الفلافل) والمبطن والشوربة الليبية وأطباق الأرز أو البازين وفي كل رمضان وكما هو ثابت تصفد الشياطين لكن شياطين الإرهاب تبدو حرة طليقة هذا العام وهو ما أفسد على الليبيين فرحتهم بالشهر الكريم هذا العام فكأسات الحليب تبدو ممزوجة بدماء الأبرياء وطعم التمر يبدو مرًا على غير العادة. يقول أحمد العيساوي الناشط السياسي والإعلامي الليبي: إن فرحة رمضان تحتفي في ظل الحرب الدائرة فأصوات قذائف المدافع تعلو على أصوات المآذن والخوف والفزع أفقد الليبيين القدرة على الاستمتاع بشعائر هذا الشهر الفضيل. ويتساءل العيساوي: كيف لنا أن نشعر ببهجة رمضان وكل يوم يموت إنسان هو أخ أو أب أو ابن عم ويضيف: اعتقد أنه لا طقوس رمضانية تحت رصاص الإرهاب. ويتابع العيساوي: أن ليبيا اليوم وفي ظل الحرب الدائرة تعيش طقوس الموت على يد الإرهاب والمليشيات والجهوية. كنا في الماضي نشعر بطعم شهر رمضان ونستمتع به ساعة الأذان نفطر على التمر والحليب الفطرة السوية التي تجدها في الإنسان الليبي نحتسي كأسات الشاي والقهوة وتجمعنا الهدرزة ( السهراية ) لساعات عقب تناول الافطار وصلاة التراويح كان هناك إحساس بالأمن والأمان أم اليوم فنحن نصوم رمضان ونحيي شعائره ورقابنا تحت سكين الإرهاب. ويضيف العيساوي بنبرة لا تخلو من الغضب: وأنا أقول إن لم يكن هناك تحالف عربي ضد الإرهاب في ليبيا فإنه سيسيطر على البلاد وبعدها سوف يسيطر على تونس والجزائر والمغرب موريتانيا والسودان والنيجر ومصر، ويقول خالد علي من مدينة سرت إن رمضان هذا العام مصبوغ بشعائر "داعش" فنحن في سرت نعيش تحت سيطرة التنظيم الإرهابي الذي فرض على الناس عادات لم نكن نعرفها من قبل فممنوع خروج النساء في نهار رمضان كما أن الرجال ممنوعون من ارتداء ملابس الأفرنجه كما يقولون (البنطال والقميص) فكل الرجال يجب أن يرتدوا الجلابيب أو السواري تماشيًا مع شريعة "داعش". ويضيف علي: ما يفرضه "داعش" على الناس ليس أمرًا من فراق المهجرين والنازحين فكل أسرة في ليبيا لديها فقيد إما قتيل أو مهجر أو نازح فمن أين ستكون لها أن تزهى في رمضان، وتقول بسمة محمد من مدينة بنغازي: إن رمضان في ظل الحرب ليس كما كان في الماضي. وأوضحت في تصريح ل"البوابة نيوز": كنا في الماضي ندخل المطبخ بعد صلاة الظهر لإعداد وجبة الإفطار نقوم بإعداد الشوربة والبطاطس المبطنة والبراك وأكلة تسمى الكيمياء تصنع من اللحمة المفرومة والبيض ناهيك عن اللحوم والأرز أو الكسكسي والبازين كانت السلع متوفرة ومتاحة للجميع. أما اليوم فهناك مناطق بأكملها لا يمكنها شراء ما تحتاجه الأسر في رمضان بسهولة خاصة في الجنوب، فالمناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الإرهابية تمنع من سهولة حركة البضائع بين المدن ناهيك عما يعانيه النازحون من مشاق في هذا الشهر الكريم فمعظمهم لا يملك المال علاوة أن العديد من مناطق الجنوب الليبي شديدة الحرارة في فصل الصيف وانقطاع التيار الكهربائي يمثل مشكلة كبيرة في مجتمع اعتاد الرفاهية. وتضيف بسمة ندعو الله أن يأتينا رمضان القادم ونحن في حال أفضل تعود الدولة وتصبح ليبيا آمنة مستقرة وبلا إرهاب.