مع تنامي الروابط الاقتصادية بين الصينوتنزانيا خلال السنوات الأخيرة، شرع الشباب التنزاني في التسابق على تعلم اللغة الصينية بهدف إيجاد فرص عمل في المشروعات الصينية داخل البلاد، وتقول مديرة "معهد كونفوشيوس" في جامعة دار السلام، البروفيسور زانج زيوتشين، إن بعضًا من هؤلاء الشباب الذين أتموا دورات تعلم اللغة الصينية، تمكنوا من التقاط فرص عمل في شركات مملوكة لصينيين، بينما حصل آخرون على منح دراسية في الصين. وأضافت، في مؤتمر صحفي عقدته مؤخرا في العاصمة التنزانية بمناسبة إطلاق دبلوما في اللغة الصينية داخل المعهد، "البعض حصل على فرصة لاستكمال دراسات اللغة في الصين بعد إنهاء دورته في معهد كونفوشيوس". ويتعين على المتقدم للحصول على الدبلوما الصينية العادية، التي من المقرر البدء فيها اعتبارًا من أكتوبر المقبل، أن يكون حاصلًا على شهادة عالية بمادتين إحداها رئيسية والأخرى ثانوية. ولفتت نائبة المستشارة الأكاديمية لجامعة دار السلام، البروفيسورة فلورينس ليوجا، إلى أن دبلوما اللغة الصينية ستعمل على تيسير إعداد مدرسين محليين لتعليم اللغة في المدارس الابتدائية والثانوية. وأشارت إلى أن "هناك 5236 تنزانيًا يدرسون اللغة الصينية، في مستويات مختلفة، في الوقت الراهن في مؤسسات للدراسات العليا بدعم من معهد كونفوشيوس". "معهد كونفوشيوس" هو منظمة تعليمية غير ربحية وتابعة لوزارة التعليم في جمهورية الصين الشعبية، ويتركز هدفه في تشجيع تعلم اللغة والثقافة الصينيتين، وتقديم الدعم لتعليم اللغة الصينية محليا ودوليا، وتسهيل التبادل الثقافي مع الجهات الخارجية، ويعمل المعهد بالتعاون مع فروع كليات وجامعات في أنحاء العالم، ويتولى تمويل بالمشاركة بين المعهد والمؤسسات المستضيفة له. وقالت البروفيسورة زيوتشين إن معهد كونفوشيوس يتيح أيضًا منحًا دراسية لأولئك الراغبين في استكمال دراستهم في اللغة الصينية من خلال منحة دراسية مدتها 3 سنوات في جامعة زهيجيانج في الصين، وتتركز في إكساب مهارات اللغة كتابة وفهما وشفاهة والتعرف على الأغاني والأمثال والأساطير والفنون الصينية. وعلى صعيد الدراسة في "معهد كونفوشيوس" في تنزانيا، تشير البروفيسورة زيوتشين إلى أن جميع الدارسين للغة الصينية يتاح لهم فرصة المشاركة في المعسكر الصيفي الذي ينظمه المعهد في الصين لمساعدتهم على ممارسة اللغة الصينية والتعرف على الثقافة الصينية. وبينت أن "عدد التنزانيين المشاركين في المعسكر الصيفي الصيني قفز من 40 شخصا في عام 2014 إلى 67 شخصًا في عام 2015".