"عريس يا بوي.. طُخه بس ما تعوروش يا بوي".. لا أحد ينسى العبارة الشهيرة للفنانة الراحلة نبيلة السيد، والتي ما من أحد يسمعها إلا ويتذكر فيلم "البحث عن فضيحة"، والذي شاركت فيه مع الكبار عادل إمام وميرفت أمين وسمير صبري، وهو أحد الأفلام التي تألقت فيها السيد، التي رغم موهبتها الكبيرة اقتصرت في أفلامها على الأدوار الثانية والمُساعدة، لتقدم خلال عمرها القصير الذي بلغ 48 عامًا ما يقرب من 130 عملًا فنيًا، وتُصبح واحدة من أولئك المظلومين في عالم الفن. اشتهرت نبيلة بأدوارها الكوميدية التي تتميز بالبساطة، البعيدة عن التكلف، وقد برعت في عدد من الأدوار، التي تراوحت بين الراقصة، والزوجة الطيبة، والأم الحنون، وكان من الغريب، أو من رؤية المخرجين في ذلك الوقت، أنها لم تحاول أن تظهر في أدوار تبتعد عن هذه الحدود على الرغم من موهبتها العالية وقدرتها الفائقة على تقمص الأدوار؛ بعد أن حصلت على دبلوم الفنون المسرحية في قسم التمثيل من المعهد العالي للفنون المسرحية في عام 1949، وانتقلت بين الفرق المسرحية لعدة سنوات قبل أن تستقر في فرقة "ساعة لقلبك" الشهيرة، والتي تألقت في فترة الخمسينات، والتي شاركت معها في عدد كبير من الأعمال الكوميدية الرائعة. https://www.youtube.com/watch?v=WwDTaFypxa0&list=PLaHbOcEc3yEI5b72ewDLjKwAI8aKSX0BQ تميزت نبيلة بصوتها، فكانت تملك صوتًا شبيهًا بصاجات بائع العرق سوس، كان قادرًا على الإضحاك بصورة عبقرية؛ وفي التليفزيون مثلت مع فرقة إسماعيل يس، وكذلك فرقة تحية كاريوكا في مسرحية "شفيقة القبطية"، وقد جعلها التليفزيون -الاختراع الوليد آنذاك- نجمة ساطعة من خلال مسلسل "عماشة عكاشة"، والذي مثلت فيه دور زوجة المعلم محمد رضا؛ وبرزت في مسلسلات حازت شهرة كبيرة منها "أهلًا بالسكان، عيلة الدوغري، وصيام صيام"، ومن أبرز المسرحيات "إتفضل قهوة" و"مسعود سعيد ليه"، كذلك قدمت للسينما عدة أفلام أبرزها "الزواج والصيف، الراقصة والطبال، ممنوع في ليلة الدخلة، خلي بالك من زوزو، غريب في بيتي، البحث عن فضيحة". https://www.youtube.com/watch?v=8un8uVLYG0w من الأدوار التي صنعت بها نبيلة التألق للآخرين ولا أحد ينساها، دورها على خشبة المسرح في مسرحية "البيجاما الحمراء"، أمام الراحل سعيد صالح وكانت تلعب دور والدته وهو يلعب دور مراهق متخلف عقليًا توجهه أمه، تضع له "زلطة" في يده اليمنى ليعرف الفرق بينها وبين اليسرى، عندها فجر سعيد صالح الضحكات بهذا الدور وتألق وتحدث عنه الجميع خاصة بعد نجاحه في "هالو شلبي"، ونسي الكل من ساعدته على هذا التألق؛ ورغم موهبتها الكوميدية الكبيرة هي التي دفعت النقاد لأن يقولوا بأن الفنانة نبيلة السيد هي وريثة الفنانة وداد حمدي، وهو ما جعل المنتجين والمؤلفين يبحثون عنها لأداء الأدوار التي سبق وتخصصت فيها الفنانة وداد حمدي، وكان هذا التشبيه هو ما جعل الأكثرية يسندون إليها دور الخادمة الذي أدته ببراعة كبيرة، وكان المنتجون يستعينون بها في هذه الأدوار بعد رحيل وداد، كما جسدت دور الراقصة، والأم، وأكد البعض أن موهبتها كانت تظهر من خلال تعمدها إظهار عدم جمالها، مثلما كانت تفعل من قبل زينات صدقي رغم أن وجهها كان به مساحة جمال ملحوظة؛ ورغم أنها أضحكت جمهورها على مدى مشوارها الفني، إلا أن حياتها انتهت بعد رحلة معاناة مع مرض السرطان، لترحل عن عالمنا عام 1986. https://www.youtube.com/watch?v=jbyHtXQ0XSE