نفت قيادات سياسية وعسكرية بقوات سورية الديمقراطية ما يردد من قبل بعض قيادات فصائل الجيش الحر بريف حلب الشمالي عن وجود مؤامرة تستهدف إنهاء وجودهم هناك من جانب الولاياتالمتحدة وقوات سوريا الديمقراطية، بهدف إظهار قوات الخيرة كقوة شرعية وحيدة تحارب تنظيم داعش؛ فيما أكدت قيادات بالفصائل ومراقبون وجود هذا الاتفاق. في البداية، قال مستشار القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، ناصر حاج منصور، إن منطق المؤامرة قد سيطر على بعض قيادات الفصائل لتبرير هزيمتها أمام قوة عاتية كداعش وأيضاً لإنقاذ ماء وجهها، بعدما أغرقت نفسها بالمال السياسي وربطت مصيرها وسياساتها وممارساتها بدول وتحالفات إقليمية. امتداد "طبيعي" وأكد منصور في اتصال هاتفي على أن "وجود قوات سوريا الديمقراطية بحلب هو امتداد طبيعي لوجودهم بعفرين أحد مناطق الحكم الذاتي للأكراد .. و معاركنا بالرقة تسير بتقدم وبنجاح ولم نفشل فيها فلجأنا للهجوم في منبج بحلب، ولم تكن يوماً غطاءً لمعركة منبج كما يردد البعض أيضاً". ونفى منصور ما يتردد من قبل قيادات بعض الفصائل حول ان كل من داعش وقوات سوريا الديمقراطية تهاجمان مدينة مارع بريف حلب في ذات التوقيت، ولكن من محاور مختلفة، وأن القوات الكردية تقوم بمنع الفارين من المدنيين من الوصول والاحتماء بمناطق العمق الكردي. وقال مشدداً: "هذه كلها ادعاءات كاذبة.. فخلال أربعة أيام استقبلنا في عفرين ما يقرب من أحد عشر ألف من المدنيين الفارين من مارع والمناطق المحيطة بها وتم تسكينهم". وأضاف: "داعش عندما وجدت نفسها تخسر بالرقة الكثير من مواقعها لجأت لأسلوب الهجوم على بقايا فصائل الجيش الحر في مارع والمناطق المحيطة بها... وربما تم هذا بدعم تركي لمنع قوات سورية الديمقراطية من التقدم بتلك المناطق". اتهامات بالتنسيق من جانبه، أكد المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، العقيد طلال سلو ان مسألة حمل بعض الجنود الأمريكيين لشارات قوات سوريا الديمقراطية أو وحدات حماية الشعب، وهو الأمر الذي يعده البعض دليلاً على وجود تنسيق عالي بين الطرفين حتى بجبهات القتال"، "قد جاء في إطار التبادل الرمزي للشارات". وقال سلو في اتصال هاتفي: "العناصر الأمريكية الموجودة معنا بالمنطقة تقتصر مهامها على تقديم الاستشارات والتدريب.. وتبادل الشارات أمر رمزي متبع ومعروف ...والدليل أن بعض الجنود الأمريكيين ظهر وهو يحمل شارة وحدات حماية المرأة". وسخر سلو من دعوة وعرض وزير الخارجية التركي جاويش مولود أوغلو على واشنطن القيام بعملية مشتركة ضد المتطرفين في سوريا عبر الاستعانة بقوات من العرب السوريين ولكن دون قوات كردية ، واصفاً العرض بكونه "إفلاس سياسي". وقال متسائلاً: "هذا مطلب من المستحيل تحقيقه.. أين هي القوات المعتدلة التي تدعمها تركيا منذ خمس سنوات... أين إنجازاتها...إنهم فقط يسيرون من فشل لفشل". وفند المتحدث الرسمي ما يردده البعض وخاصة الموالين لتركيا من اتهامات لقوات سوريا الديمقراطية وأنها تقوم بدعم من الولاياتالمتحدة في التهام أكبر مساحة من الأراضي التركية، وقال: "الرقة تقبع منذ عامين تحت رحمة تنظيم إرهابي كداعش ولم يتكلم أحد وتحديداً تركيا وفصائل المعارضة التي تدعمها...ولكن بمجرد شروعنا في تحريرها بدأ الحديث عن مؤامرة بيننا وبين الأمريكان وأننا سنضم الرقة لنا بالمستقبل ...جميع المناطق التي تحررت سلمناها لمجالس إدارة محلية من أهلها". فشل جميع الفصائل من جانبه، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، رامي عبد الرحمن، إن الولاياتالمتحدة لم تدعم الفصائل المقاتلة بريف حلب الشمالي مما أدى لانهيارها أمام داعش. وأشار عبد الرحمن في اتصال إلى "أحداث قرية الراعي الحدودية، وكيف أن الولاياتالمتحدة لم تقم بإمداد فصائل المعارضة حين ذاك بأسلحة غير كافية لقتال داعش". وألمح مدير المرصد إلى أن "الولاياتالمتحدة تريد أن تبرهن على فشل جميع الفصائل في ريف حلب باستثناء الفصائل والقوات المدعومة من قبلها مثل قوات سوريا الديمقراطية، حتى تظهر بمفردها القادرة على تحقيق الانتصار على داعش". وسخر عبد الرحمن من دعوة رئيس الائتلاف الوطني المعارض للبيشمركة بالقدوم لسوريا ومحاربة داعش، متسائلاً: "أليس من الأولى أن تكون مهمة البيشمركة محاربة داعش بالعراق وتطهير أرضه منها". وشدد: "قوات سوريا الديمقراطية كافية لقتال داعش ونجحت في طرده من أراضي تعادل مساحة أكثر من دول بالمنطقة".