"والله لمنحيها"، كانت هاتين الكلمتين آخر ما نطق بهما جندي سوري مقاتل من اللواء 93 في الرقة، حين وقع في أسر تنظيم داعش الإرهابي بعد قتال عنيف، و بعدما طلب منه عناصر التنظيم الإرهابي قبل إعدامه ترديد " دولة الإسلام باقية و تتمدد"، فكان رد الشهيد " يحيي الشغري" : و الله لنمحيها، ليسقط بعدها جسد "يحيي الشغري" الجندي في الجيش العربي السوري شهيداً، ليعلوا اسمه و صرخته التي حُفِرت علي ورقة نعيه في اركان حارته البسيطة بمدينة اللاذقية، و وسط آلآف من ضباط و جنود الجيش العربي السوري. يذهب البعض بالقول أن الشهيد " يحيي الشغري " قد قتل أعدائه بهاتين الكلمتين قبل أن يُقتَل. ظلت هذه الحادثة و هاتيين الكلمتين، الأكثر شهرةً في المعارك التي خاضها الجيش العربي السوري في الرقة قبل أن يُغادرها، بعد إستفحال قوة تنظيم داعش الارهابي فيها، و الذي نجح في وقت قصير نسبياً في طرد خصومه من غالبية مدينة الرقة و الجيش العربي السوري كذلك. في التقرير التالي نستعرض كيف تم احتلال الرقة من قبل تنظيم داعش الإرهابي و تحويلها إلي عاصمته الأولي، و ما الأهمية الإستراتيجية لتلك المدينة للجيش العربي السوري و خصومه، و ديناميكية زحف الجيش السوري إليها و مدي تأثير علي الخريطة العسكرية و السياسية للحرب السورية. 1 . سقوط الرقة: مدينة الرقة لم تظهر فجأة على خارطة الصراعات، ففي نهاية القرن ال8 جعل هارون الرشيد المدينة عاصمة للخلافة، وكانت رمزا للثقافة والعلوم قبل أن يقوم الماغول بتدمير المدينة في عام 1265 ميلادية. ظلت المدينة ذابلة من ذلك الوقت حتى عادت للحياة كمدينة/ صناعية وزراعية مزدهرة تتبع سوريا، منذ أواسط السبعينيات يعتمد اقتصاد الرقة على سد الفرات و علي الزراعة و الحقول النفطية المجاورة. لكنها أي محافظة الرقة عادت و بقوة كإسم هام له ثقله الخاص مع بدء الأزمة السورية في مارس 2011، و تحول الأحداث في كامل القطر السوري إلي الإشتباكات المسلحة العنيفة، فكانت الرقة أول مدينة سورية طُرِدت منها قوات الجيش العربي السوري بشكل كامل في ابريل 2013، بعد معارك طاحنة شاركت فيها تنظيمات مسلحة مثل " كتائب أحرار الشام "، و "جبهة النصرة"، و التي سارعت إلي إحتلال مبني محافظة الرقة و اتخاذه مقراً رسمياً لها. حتي وصل تنظيم داعش الارهابي إلي مدينة الرقة و اقام اتفاهمات ضمنية مع غريمه تنظيم "جبهة النصرة"، لكن سرعان ما تم نقضة في يناير 2014. حيث تمكن تنظيم داعش من السيطرة بشكل شبه كامل على مدينة الرقة شمال البلاد، بعد هجوم معاكس شنه على المدينة.من جانبها كشفت مصادر في المعارضة السورية لوسائل الاعلام حينها أن تنظيم داعش أعدم ميدانياً 100 مقاتل من جبهة النصرة، في نقض لاتفاق تم بين الطرفين (داعش وجبهة النصرة) في الرقة، وأكدت المصادر أن المقاتلين أعدموا بالقرب من مفرق الكنطري أثناء انسحابهم من المدينة، ودفنوا في مقبرة جماعية. كما تمكنت داعش كذلك من استعادة السيطرة على بلدة تل أبيض الواقعة إلى الشمال على الحدود التركية و عزز إرتكازاته العسكرية هناك، استعداداً لانطلاق هجماته العسكرية بطول الحزام الكردي النامي بالشمال السوري. وفي مدينة الطبقة الهامة إستراتيجياً أنهي اتفاقاً بين داعش وكتائب من الجبهة الإسلامية أنهى القتال بين الطرفين بعد تسليم كتائب الجبهة في المدينة لأسلحتها حقناً للدماء. و لكن في منتصف عام 2014، اتجه تنظيم داعش نحو طرد آخر التمركزات العسكرية للجيش العربي السوري بمدينة الرقة، فشن التنظيم أعنف هجماته علي الفرقة ال 17 السورية، و و نجح بعد قتال عنيف أستخدم فيه التنظيم المفخخات و الإنغماسيين و الإنتحاريين، في الإستحواذ و السيطرة علي كامل الفرقة 17 السورية و قتل قائدها و الإستحواذ ايضاً علي عتادتها. فيما اعتمد التنظيم الإرهابي أيضاً التوجه نحو طرد اللواء 93 في عين عيسي و السيطرة علي مطار الطبقة العسكري كما توضح الصورة، و بطرد هذه التمركزات العسكرية للجيش السوري استحوذ التنظيم الارهابي علي كامل الرقة السورية و حولها إلي عاصمته الأولي التي تضم مراكز قيادته، و تعد المنصة الأهم لإنطلاق هجماته نحو العمق السوري. ما بين الرقة و تل ابيض و الطبقة احكم داعش قبضته علي واحده من اهم البقع الجغرافية الاستراتيجية في الحرب السورية. 2 . لماذا توجه داعش الي الرقة و ما اهميتها الاستراتيجية؟ تشكل الرقة اهمية استراتيجية خاصة لدي تنظيم داعش، فهي عاصمته الأولي و بها مركز قيادته الرئيسي، طالما تحولت الرقة إلي منصة إنطلاق لعمليات التنظيم الارهابي بداخل العمق السوري هذا فضلاً عن كونها عقدة وصل بين الموصل العراقية و باقي مدن الشرق السورية. – الرقة لها أهمية استراتيجية من الناحية الجغرافية ، فهي تقع على حدود خمس محافظات الحسكة و دير الزور وحلب وحماه وحمص ، ولها حدود دولية مع تركيا. – تفرض داعش حصارا خانقا على مناطق روج آفاي كردستان من خلال سيطرتها على الرقة لأنها تتحكم بالطرق الواصلة بين روج آفا والداخل السوري. روج آفا :منطقة الإدارة الكردية في شمال سوريا أو كما يسميها الأكراد كردستان السورية أو غرب كردستان أو كما يسميها حزب الاتحاد الديمقراطي اختصارا روج آفا، هي منطقة تحت سيطرة وحدات حماية الشعب في شمالي سوريا بحكم الأمر الواقع. و بذلك يمكن اعتبار مدينة الرقة عاصمة التنظيم الإرهابي داعش، مفتاحاً لسلسلة مناطق تمتدّ على طول الجغرافيا السورية، فهي نقطة وصل بين مناطق وسط سورية وشرقها وشمالها، امتداداً على طول شريط المناطق الحدودية المرتبطة بالجانب العراقي والتركي، إضافة إلى كونها تشكل نقطة ربط بين المناطق الجغرافية السورية المرتبطة بمدينة دير الزور شرقاً وحلب شمالاً، وهذا ما يعكس حجم الأهمية الاستراتيجية الكبرى لمحافظة الرقة في خريطة المعارك المقبلة بالشرق والشمال الشرقي والشمال السوري بشكل عام، و التي لا تقل أهمية عن مدينة تدمر السورية الأثرية التي خسرها التنظيم الإرهابي قبل اشهر مضت، تعني خسارة الرقة بالنسبة لتنظيم داعش، خسارة مركزية حكمه في كل من سوريا و العراق، و اجباره علي تغيير جذري في استراتيجية العسكرية الدفاعية و الهجومية، تتغير يحمل في طياته انحسار سطوة التنظيم بين الجغرافيا السورية و العراقية علي المدي القريب. 3 . الاهمية الاستراتيجية لمدينة الرقة بالنسبة للاكراد لا يجوز تناول الاهمية الإستراتيجية لمدينة الرقة و تحريرها دون تسليط الضوء علي الأكراد و كياناتهم العسكرية و ارتباط مدينة الرقة ارتباط وثيق بمشاريع الفيدرالية الكردية في سوريا، و خاصة بعد الدعم الامريكي المباشر لقوات سوريا الديموقراطية الكردية في عملياتها الجارية الان بشمال الرقة. شكل إعلان الرئيس الامريكي باراك اوباما في ابريل الماضي، بزيادة عدد القوات الخاصة الامريكية في سوريا مقدمة تمهيدية لاطلاق معركة الرقة، و جاء إعلان تشكيل قوات سوريا الديموقراطية الكردية مكملاً لاستراتيجية الرئيس الامريكي فيما يخص معارك تحرير الرقة.لكن فجأة تتغير المخططات، و تقرر الولاياتالمتحدة و قوات سوريا الديموقراطية وقف المعارك في الرقة و الانتقال الي ريف حلب الشرقي و فتح معركة "منبج" ضد تنظيم داعش، توافق هذا التغيير مع الجيش السوري و حليفيه الايراني و الروسي، فبعد أن كانت دير الزور عنوان المعركة المقبلة بعد تحرير تدمر، يتحول الزخم العسكري فجأة إلي مدينة الرقة من ناحية جنوبها الغربي عند الحدود الادارية لحلب و حماة. أسُِسَت قوات سوريا الديمقراطية في 11 أكتوبر الماضي بهدف الاستعداد لتحرير الرقة من تنظيم داعش، ولكن سرعان ما أوقفت معركة الرقة وفتحت معركة الحسكة ايضاً، كان السبب وراء ذلك عدة اعتبارات، منها: رفض قوات حماية الشعب الكردي خوض معارك في بيئة ديمغرافية غير حاضنة لها (الرقة) أولا، والخوف من دفع عرب السنة إلى الانضمام لتنظيم داعش بعيد تجربة الأكراد في تل الأبيض شمالي الرقة ثانيا، فالأكراد ليس لديهم قاعدة شعبية في الرقة، بل عكس ذلك أدت تجربتهم في الحكم داخل مدن الرقة ومنها تل أبيض على سبيل المثال إلى وجود شرخ بينهم وبين السكان العرب الذين وجدوا أنفسهم أقرب إلى التنظيم من الأكراد نتيجة الأخطاء التي ارتكبها الأكراد في المحافظة. وثالثا، عدم وجود قوة عسكرية كافية لمواجهة التنظيم في معقله، فالوضع في الرقة يختلف تماما عن الموصل في العراق، فلا يوجد جيش نظامي حليف في الرقة، وقوة الأكراد وبعض العرب لا تكفي لشن عملية تحرير واسعة لمحافظة الرقة، كما أن التنظيم مازال يحتفظ بدعم بعض العشائر العربية كعشيرتي السبخة والعفادلة. استمرت الاستعدادات الأميركية والكردية لأشهر عدة، حتى 24 من الشهر الماضي حين أعلنت قوات سوريا الديمقراطية بدء معركة الرقة، فقد اكتشفت القوات التي يغلب عليها الطابع الكردي أن التنظيم قوي جدا في الرقة، وكشفت المعارك حجم الخسائر في صفوف قوات سوريا الديمقراطية، ولهذا السبب تم التراجع عن العملية العسكرية والاكتفاء بالإعلان أن هدف العملية تحرير شمالي الرقة فقط. بدا واضحاً من استراتيجيات الاكراد و كياناتهم العسكرية في سوريا ان الهدف الاول من معركة تحرير الرقة هو السعي، لتحقيق أهداف الأكراد المتعلقة بوصل كانتون عفرين غربا بإعزاز في الشمال تمهيدا لربط مناطق غربي الفرات بشرقها، والسيطرة على كامل الحدود الشمالية السورية مع تركيا، و لذلك لإجبار المجتمع الدولي و القوي الاقليمية علي اشاركهم في مسارات التفاوض و ضمانة اولي الخطوات نحو مشروعهم " الفدرلة ". 4 . اهمية الرقة بالنسبة للجيش السوري و حلفائه و محاور الزحف بعد استعادة الجيش السوري لتدمر بفعل الدعم الجوي الروسي توجهت الأنظار إلى دير الزور كعنوان رئيسي للمعركة المقبلة، خصوصا أن قوات الجيش السوري بدأت إعادة ترتيب وضعها شمال تدمر، غير أن اشتداد المعارك في حلب دفع الجيش السوري وروسيا إلى تثبيت الوضع في تدمر ومحيطها وتأجيل معركة دير الزور التي تتطلب تجهيزات كبيرة لا إمكانية لها في هذا الوقت، فضلا عن بعدها وضعف تأثيرها الإستراتيجي على طبيعة الصراع في سوريا مثل حلب أولا والرقة ثانيا. الأولوية بالنسبة للدولة السورية و حلفائها روسيا و ايران هي إحراز أكبر قدر ممكن من الانتصارات في محافظة حلب على حساب فصائل المعارضة أولا ثم على حساب تنظيم داعش ثانياً. لكن إعلان قوات سوريا الديمقراطية فتح معركة الرقة ثم الانتقال إلى منبج لقطع أوصال التنظيم، جعل الجيش السوري وروسيا يعيدان ترتيب أولوياتهما، فأصبحت معركة الرقة، أو على الأقل الحدود الجنوبيةالشرقية لمحافظة الرقة جزءا لا يتجزأ من معركة حلب، حيث يخشى الجيش السوري والروس كما الأكراد والولاياتالمتحدة من خسارة المكتسبات التي تحققت في حلب إذا ما قرر تنظيم داعش الهروب من الرقة تحث ضغط المعارك والتوجه غربا نحو معاقله في حلب (منبج، الباب). و من تلك التطورات السريعة في الميدان السوري تشكلت الاهمية الاستراتيجية لمدينة الرقة، و كما اشرنا سابقاً هنا لا يمكن إنكار حقيقة أنّ محافظة الرقة بموقعها الاستراتيجي بشمال شرق سورية، تشكل أهمية استراتيجية بخريطة العمليات العسكرية السورية وتحتلّ أهمية استراتيجية، باعتبارها مفتاحاً لسلسلة مناطق تمتدّ على طول الجغرافيا السورية، فهي نقطة وصل بين مناطق وسط سورية وشرقها وشمالها، امتداداً على طول شريط المناطق الحدودية المرتبطة بالجانب العراقي والتركي، إضافة إلى كونها تشكل نقطة ربط بين المناطق الجغرافية السورية المرتبطة بمدينة دير الزور شرقاً وحلب شمالاً، وهذا ما يعكس حجم الأهمية الاستراتيجية الكبرى لمحافظة الرقة في خريطة المعارك المقبلة بالشرق والشمال الشرقي والشمال السوري بشكل عام. محاور الزحف السوري لتحرير الرقة: هدف الجيش السوري يتضح من خط سير قواته هو السيطرة على المناطق الجنوبيةالغربية من محافظة الرقة وصولا إلى مدينة الطبقة، وهو بذلك يكون قد حقق أهدافا عدة: أولا، تأمين خط خناصر إثريا الذي يعتبر خطا إستراتيجيا (200 كلم) كونه يربط عمق ريف حلب الجنوبي الشرقي بريف حماة الشمالي الشرقي. ثانيا، تأمين منطقة واسعة تمتد من الرقة شرقا إلى خناصر غربا، وهي منطقة ستسمح للجيش السوري بالتحرك شمالا نحو مدينة الباب في حلب، والتحرك إلى الجنوب الشرقي نحو السخنة في ريف حمص الشرقي. ثالثا، الوصول إلى الطبقة سيسهل على الجيش السوري استكمال السيطرة على ريف الرقة الجنوبي خلال المرحلة المقبلة، وهي خطوة ضرورية لتطويق التنظيم في دير الزور من جهتين (جهة الرقة، جهة تدمر). فضلا عن ذلك، يحاول الجيش السوري و حلفائه أن يكون له تواجد في جغرافية الرقة وأن لا يتركها للأكراد والقوى العربية المتحالفة معها، لا سيما بعيد كشف حزب الاتحاد الديمقراطي عن مخططاته لتشكيل فيدرالية لن تكون ممكنة من دون الرقة، وقد زاد من اهتمام النظام بالرقة تصريح صالح مسلم بأن الأكراد لن يسلموا المحافظة للنظام عقب تحريرها من تنظيم داعش. و من المرجح أن يستغلالجيش السوري وروسيا عجز قوات سوريا الديمقراطية عن التقدم من شمالي محافظة الرقة نحو مدينة الرقة، ليستكمل طريقه إلى المدينة بعد مرحلة استعادة مدينة الطبقة و الذي اصبح علي بعد 20 كلم من مطارها العسكري. يشهد الشمال السوري سباقاً يجري بين الجيش السوري من جهة وما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية" (قوات كردية) من جهة أخرى، للسيطرة على مطار الطبقة العسكري جنوب غرب مدينة الرقة. كما أن المعطيات الميدانية تشير إلى أن الجيش السوري بات على بعد نحو 20 كيلو متراً من مطار الطبقة العسكري الذي يعتبر أهم نقطة استراتيجية تُشكّل منطلقاً لتحرير الرقة وطرد تنظيم داعش الارهابي منها وأقل من 20 كيلومتراً من سد الفرات الاستراتيجي. وتكمن الأهمية الاستراتيجية لعملية الجيش السوري جنوب غرب الرقة في أنها تعيد السيطرة على مطار الطبقة العسكري ذو البعد الجغرافي والاستراتيجي الهام وسط سوريا، كما تفتح الطريق أمام الجيش للوصول إلى مدينة الطبقة، التي تعتبر من حيث الأهمية والوزن السكاني أهم من مركز محافظة الرقة، إضافة إلى أنها تفتح الطريق أمام الجيش السوري للوصول إلى سد الفرات أهم سد مائي في سوريا". أما إذا تمكنت "قوات سوريا الديمقراطية" من التقدم والسيطرة على مطار الطبقة العسكري، فإن هذا المطار سيعتبر قاعدة عسكرية جاهزة للقوات الأمريكية التي ترافق "قوات سوريا الديمقراطية" وتدعمها بالأفراد والعتاد بحسب العديد من المحللين العسكريين. كما أن مسار العمليات العسكرية للجيش السوري بعد السيطرة على مدينة الطبقة ومطارها العسكري، سيحدده توجه القوات الأمريكية و"قوات سوريا الديمقراطية" وما إذا كانت ستتجه نحو الرقة أم باتجاه ريف حلب الشمالي لتصل مناطق سيطرة الأكراد من عين العرب وصولاً إلى مدينة عفرين". بيد أن توجه القوات الأمريكية نحو مدينة عفرين هو الاقرب لأن هذا الطريق هو الأسهل لها من أجل إنهاء سيطرة "داعش" على ريف حلب الشرقي والوصول إلى مدينة عفرين". أما في حال اتجهت القوات الأمريكية نحو عفرين فستكون عندها جبهة مدينة الباب في ريف حلب الشمالي مفتوحة أمام الجيش السوري الذي يقف على مسافة 4 كيلومترات منها فقط، والتي في حال السيطرة عليها سيتمكن الجيش من الوصول إلى الحدود السورية التركية وقطع الطريق أمام إقامة فيدرالية كردية من عفرين وصولاً إلى عين العرب" بشكل مبدئي. "أما إذا اتجهت "قوات سوريا الديمقراطية" إلى مدينة الرقة، فسيكون الخيار أمام الجيش السوري مفتوحاً نحو الرقة أيضاً، لاسيما أنه سيطر على مفرق الرصافة الذي فتح له الطريق للتحرك على محورين؛ إما التوجه نحو استكمال طريق الرصافة للوصول إلى الرقة أو التقدم باتجاه مدينة الطبقة.يخبرنا الميدان السوري، إذا كانت محافظة حلب عنوانا للتفاهم الأميركي الروسي المضمر، و أهم حلبة صراع في الحرب السورية، فإن محافظة الرقة إما أن تكون العنوان الأكثر تنسيقا بين الطرفين، أو تتحول مستقبلا إلى عنوان للصراع بينهما.