رئيس النواب لأعضاء المجلس: "الجلسة العامة مستمرة.. وإحنا في أسبوع السهرة"    60 الف عيادة وصيدلية مهددة بالغلق..نقابة الأطباء تطالب مجلس نواب السيسي بوقف تعديلات الإيجار القديم    كامل الوزير : إعداد خطة زمنية مضغوطة لإنهاء الطريق الإقليمي بالكامل    رئيس الوزراء يصدر القرار رسميا.. الخميس 3 يوليو موعد إجازة 30 يونيو    جيش الاحتلال يعلن مقتل رقيب في الكتيبة الهندسية 601 بمعارك شمال غزة    بعد أزمته مع شلاسك البولندي.. الأهلي يراقب موقف أسد الحملاوي    كامل الوزير: الرئيس وجه بإنهاء تطوير الدائري الإقليمي ونشر لجان على البوابات    رئيس جامعة المنوفية يستقبل نقيب المحامين بالمحافظة لتعزيز التعاون المشترك    الشرطة الإيرانية تعتقل عميل للموساد في محطة مترو بطهران    الاتحاد الأردنى لكرة السلة ينشر بيانًا لتوضيح قرار الانسحاب ضد إسرائيل    الكرملين: روسيا لا يمكن دفعها إلى طاولة المفاوضات بالضغط أو بالقوة    صعود مؤشرات البورصة للجلسة الخامسة على التوالي بتداولات 7.1 مليار جنيه    كل ما تريد معرفته عن العروض الخارجية لضم لاعبي الأهلي فى ميركاتو الصيف    ميمي عبد الرازق: أحمد عيد أبلغنا برغبته فى الانتقال للأهلى.. والساعى إضافة    محافظ الشرقية يفاجئ قرية بردين ويتابع تنفيذ أعمال توسعة طريق العصلوجى    «رغم صعوبة القطعة».. طالبات القليوبية: امتحان الإنجليزي في متناول الجميع    مصرع 3 أشخاص فى انقلاب سيارة نقل بطريق مرسى علم إدفو    إحالة عاطل للمحاكمة بتهمة سرقة مبلغ مالى من مكان عمله    إصابة 5 أشخاص فى حادث انقلاب ميكروباص داخل ترعة فى أطفيح    وفاة والدة هشام إسماعيل وتشييع الجنازة من مسجد السيدة نفيسة    بيونسيه توقف عرض "Cowboy Carter" في هيوستن بعد حادث مفزع على المسرح.. فيديو    عرض "شلباية" و"قبو الغربان" الليلة بمهرجان فرق الأقاليم    بدء تصوير فيلم ابن مين فيهم ل ليلى علوى وبيومي فؤاد    تامر حسني يدعم سارة وفيق برسالة مؤثرة بعد نجاح فيلمها: "أهلك أهلي ومبروك الرقم الاستثنائي"    وزارة الصحة تنظم برنامجا تدريبا في علم الأوبئة ومكافحة نواقل الأمراض    في يومه العالمي.. كل ما تريد معرفته عن التمثيل الغذائي وكيف يستمر طوال اليوم حتى مع النوم.. أبرز الاضطرابات والأمراض المرتبطة بها وأسبابها.. اعرف تأثير المواد والسموم والأدوية.. وأشهر الاضطرابات الأيضية    محافظ الشرقية يفاجئ مجمع خدمات قرية بردين ومركز صحة الأسرة لتفقد الخدمات    "ارتبط اسمه بالأهلي والزمالك".. نادي شلاسك فروتسواف البولندي يعلن مغادرة نجمه لمعسكره دون إذن    "التضامن": حصر وطنى شامل للحضانات لدعم الطفولة وتيسير إجراءات التراخيص    نجاح زراعة منظم دائم لضربات القلب لإنهاء معاناة مريض من اضطراب كهربي خطير    السيسي يشهد أداء اليمين القانونية لرؤساء الهيئات القضائية الجدد    عاصفة رعدية تؤخر سفر بايرن ميونخ إلى ميامي لمواجهة فلامنجو    محافظ المنوفية يستقبل مفتى الجمهورية لتقديم واجب العزاء فى شهداء حادث الإقليمي    حادث جديد على الطريق الإقليمي بالمنوفية: إصابة مجندين في انقلاب سيارة أمن مركزي    ضبط 95 مخالفة تموينية في حملات موسعة على الأسواق والمخابز بالمنيا    ضبط سائق ميكروباص تحرش بطالبة في مدينة 6 أكتوبر    "رياضة النواب": ثورة 30 يونيو منحت الشباب اهتمام غير مسبوق وستظل علامة مضيئة في تاريخ مصر    رئيس النواب يدعو لجنة النقل بإعداد تقرير عن حادث الطريق الإقليمي    لتبادل الخبرات.. رئيس سلامة الغذاء يستقبل سفير اليابان بالقاهرة    ريبيرو يجهز مصطفى شوبير لحراسة مرمى الأهلي في الموسم الجديد    محافظ أسيوط يفتتح قاعة اجتماعات مجلس المحافظين بالديوان العام للمحافظة    عمرو أديب يهاجم رئيس الوزراء بعد حادث المنوفية: عرفت تنام ازاي؟    رسائل تضامن وصور شهداء.. "كايروكي" يحيي حفلا تاريخيا لدعم غزة باستاد القاهرة| فيديو    الحكومة الإيرانية: مقتل 72 امرأة وطفل إثر العدوان الإسرائيلي على البلاد    إسرائيل تعلن اغتيال المسؤول عن الصواريخ المضادة للدروع بحزب الله    وزير الكهرباء يزور مجموعة شركات هواوي الصينية لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة    انتخابات مجلس الشيوخ| الهيئة الوطنية تعلن التفاصيل "الثلاثاء المقبل"    «الصحة» : دعم الرعاية الحرجة والعاجلة ب 713 حضانة وسرير رعاية مركزة    الأزهر للفتوى يوضح معني قول النبي" الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ"    هل النمل في البيت من علامات الحسد؟.. أمين الفتوى يجيب    أفضل الأدعية لطلب الرزق مع شروق الشمس    ما أفضل صدقة جارية على روح المتوفي.. الإفتاء تجيب    هل يجوز الخروج من المنزل دون الاغتسال من الجنابة؟.. دار الإفتاء توضح    تنسيق الثانوية العامة 2025 محافظة كفر الشيخ.. الحد الأدنى للقبول    5 أبراج «ناجحون في الإدارة»: مجتهدون يحبون المبادرة ويمتلكون رؤية ثاقبة    «لسة اللقب ماتحسمش».. مدرب بيراميدز يتشبث بأمل حصد الدوري المصري    الحكومة الإيرانية: مقتل 72 امرأة وطفل إثر العدوان الإسرائيلي على البلاد    الزمالك يهدد ثنائي الفريق ب التسويق الإجباري لتفادي أزمة زيزو.. خالد الغندور يكشف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في 5 نقاط .. تعرّف علي أهم تطورات الميدان السوري
نشر في البديل يوم 30 - 05 - 2016

جاء إعلان إتفاق الهدنة في الميدان السوري و الذي صدر ببيان روسي امريكي مشترك في 27 من فبراير الماضي، جاء مفاجئاً، حيث تزامن مع إحراز الجيش العربي السوري إنتصارات عديدة في جبهات قتالية مختلفة، و منها الجبهة الأهم و الأثقل في الميدان السوري "جبهة حلب" و التي اقترب الجيش السوري من عزلها و تطويقها بشكل كامل، لولا إعلان ذلك الإتفاق الذي أقر بوقف الأعمال العدائية بين الجيش السوري و الفصائل المسلحة للمعارضة، كما تم إستثناء تنظيمي "داعش و النصرة" من نص الإتفاق، الأمر الذي جعل الميدان السوري هادئاً بصورة مؤقتة لأول مرة منذ خمسة أعوام، و ركّز المجهود الحربي للسوري و حلفائه علي مناطق يتمركز فيها تنظيم داعش الإرهابي بشكل كامل. حتي تم تحرير مدينة " تدمر" السورية من قبضة التنظيم و بعدها مدينة "القريتين" في ريف حمص الشمالي. لكن الهدنة سرعان ما شهدت العديد من الخروقات، و خاصًة بعد تحرير الجيش السوري و حلفائه لمدينة " تدمر" الأثرية و الهامة إستراتيجياً. و مع إعتماد وزارة الدفاع الروسية إستراتيجية حذف أي مجموعة مسلحة من إطار إتفاق الهدنة فور خرقها و وضعها في بنك أهداف الغارات الروسية، سجلت وزارة الدفاع الروسية أكثر من 372 خرق للإتفاق الهدنة من قبل المجموعات المسلحة بكامل القُطر السوري، ابرزهم جيش الإسلام، و أحرار الشام، اللذان استهدفا العديد من المدن بقذائف الهاون و المدفعية. من جهة أخري نجحت بعض الجماعات و التنظيمات المسلحة الأخري في إستعادة بعض النقاط التي فقدتها قبل الهدنة في الجبهة الشمالية بالتحديد، الأمر الذي هدد التوزيع الديموغرافي العسكري لأطراف الصراع قبل الهدنة و جعل إتفاق الهدنة قاب قوسين أو أدني، و أخذت الإشتباكات الميدانية تتصاعد في حلب مرة أخري. خاصة بعد أن تحركت بعض فصائل المعارضة السورية المسلحة و التي تُصنّف ب "المعارضة المعتدلة" طبقا لواشنطن، مع فصائل مسلحة أخري لم تنضم لإتفاق الهدنة منذ البداية، فضلاً عن تنسيقها الميداني مع جبهة النصرة. فكانت حصيلة قتلي أحداث حلب الأخيرة نحو 300 قتيل في اسبوعين فقط، حتي بدأ في الخامس من الشهر الجاري بياناً من القيادة العامة للجيش العربي السوري أعلن فيه تمديد سريان الهدنة في حلب و محيطها لمدة 48 ساعة، جاء ذلك بالتزامن مع تفاهم موسكو و واشنطن، و التي أمهلت الاولي، المجموعات المسلحة في حلب و اللاذقية مهلة للتنصل جغرافيا و ايديولوجيا من تنظيم جبهة النصرة الارهابي و ذلك قبل بدء استهداف المقاتلات الروسية للتنظيم.
وأوضح اللواء إيغور كوناشينكوف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية في تصريح صحفي قبل أسبوع، أن قرار تأجيل توجيه الغارات إلى مواقع "النصرة" جاء بعد أن تلقى مركز المصالحة الروسي في قاعدة حميميم الجوية بريف اللاذقية، قرابة 10 طلبات من قيادات تشكيلات مسلحة تعمل في مختلف المحافظات السورية، وبالدرجة الأولى في ريفي حلب ودمشق، بعدم توجيه الغارات قبل استكمال عملية تنصل تلك التشكيلات من مواقع "جبهة النصرة". واستطرد كوناشينكوف قائلا: "علاوة على ذلك، أعربت بعض الفصائل عن استعدادها لتقديم إحداثيات المواقع الخاضعة لسيطرتها بعد طرد الإرهابيين من تلك المناطق ومنع شن عمليات قصف استفزازية جديدة تستهدف مناطق مأهولة ومواقع الجيش السوري". وأضاف: "انطلاقا من ذلك كله، قررنا تمديد المهلة للعمل مع بعض التشكيلات المسلحة من أجل انضمامها إلى نظام وقف الأعمال القتالية وتنصلها من الإرهابيين، وتحديد الإحداثيات الدقيقة لمواقع تلك الفصائل قبل الشروع في توجيه الغارات إلى الإرهابيين".
يبدوا أن ديناميكية الميدان السوري و مستجداته العسكرية السياسية تسير بوتيرة أسرع مما مضي، كانت بداية الديناميكية السريعة للميدان السوري بعد تحرير مدينة تدمر السورية، الهامة استراتيجياً بصفتها نقطة الوصل بين البادية السورية و العراقية و التي تعد قلب الجغرافيا لكلتا الدولتين و لتنظيم داعش، اصبحت مدينة تدمر و تخومها منصة الارتكاز نحو اجراءات التمهيد لتحرير كبري المدن التي يسيطر عليها التنظيم الارهابي حتي الان، و هي مدنتي دير الزور و الرقة.
فما أهم المستجدات و التطورات العسكرية في الميدان السوري و التي تشكل الي حد كبير الخريطة العسكرية، و تؤثر بشكل مباشر في تغيير الإستراتيجية العسكرية للتنظيمات المسلحة و خاصًة تنظيم داعش؟
في مارس الماضي أعلن البنتاجون مقتل القيادي الميداني البارز في تنظيم "داعش"، " أبو عمر الشيشاني"، في احدي بلدات شرق سوريا، و سوق ذلك الخبر اعلامياً لتعزيز مكانة التحالف الدولي و النتائج الموضوعة علي بنك اهدافه سلفاً، إلي أن ظهر ابو عمر الشيشاني مؤخراً بالخطوط الامامية في الفلوجة و التي تشهد معارك طاحنة بين تنظيم داعش و الجيش العراقي. " طرخان باتيرشفيلي " كُنيّته "ابو عمر الشيشاني" الذي خدم في الجيش الجورجي و خاص اخر معاركه في الحرب الجورجية الروسية 2008، حتي تم فصله من الجيش الجورجي وتوجه صوب الاراضي السورية للقتال ضد الجيش العربي السوري بعد إندلاع الأزمة السورية في مارس 2011، كما يعد " ابو عمر الشيشاني" امير الشمال السوري لتنظيم داعش، و هدفاً ثميناً ببنك اهداف الحملة الروسية الجارية الان في سوريا، حيث ركزت الحملة عملياتيها الجوية و النوعية لاستهداف مقاتلي التنظيم الذين قدموا من جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقاً و الاراضي الروسية.
2. دير الزور.
تعتبر دير الزور أحد اركان المنصة الشمالية الشرقية الهامة استراتيجياً لتنظيم داعش، و التي تكملها مدينة الرقة السورية، و من خلالهما شن التنظيم أغلب هجماتها بداخل عمق الجغرافيا السورية. كما عزز التنظيم سطوته في تلك المناطق الشمالية الشرقية من سوريا كونها غنية بالنفط الشريان الرئيسي لتمويل تنظيم داعش و مقاتليه.
بعد تحرير مدينة تدمر السورية، اصبحت دير الزور هي وجهة الجيش السوري و حلفائه، حيث تشهد في قلبها معارك متقطعة، و محيطها يشهد الإستعداد الأخير للجيش السوري و حلفائه لبدء معركة تحريرها كاملةً. حيث اوكلت مهمات تحرير المدينة للواء ال 67 من الفرقة السورية 18 دبابات، و كذلك اللواء 60 من الفرقة 11 دبابات، و اللذان اكملا استعدادهم للسيطرة علي الطريق الدولي بين مدينة تدمر و دير الزور، كخطوة أولية، و طبقاً لوكالة المصدر نيوز المقربة من الجيش السوري، فإن وحدات الجيش السوري ستهاجم التنظيم الارهابي عبر محورين، اولها الطريق الدولي و الثاني محطة الضخ "بي 3" ، تكمن اهمية محطة الضخ "بي 3" بإنها ستحرم التنظيم الارهابي من ارسال أية تعزيزات نحو تخوم تدمر ف حال سيطر الجيش السوري عليها، بالتزامن مع هجوم الجيش السوري ع المضخة ستنطلق باقي وحداته نحو بلدة "اراك" السورية المتاخمة للطريق الدولي بين تدمر و دير الزور و التي في حال تحريرها سيفتح الجيش السوري طريقة نحو اخر معاقل تنظيم داعش خارج دير الزور و هي مدينة السخنة الغنية بالنفط، تأتي هذه التطورات و الاجراءات العسكرية ضمن خطط تحرير دير الزور كاملةً والتي ستبدأ قريباً.
3. جبهة حلب
قوات "النمر" تستعد لاطلاق هجوم موسع في شمال حلب. تعتبر حلب أهم ميدان قتال في سوريا، و في هذا اوردنا في تقرير سابق "هنا" الأهمية الإستراتيجية لمعركة حلب لكل اطراف الصراع، الامر الذي جعل الميدان فيها يتصاعد لحد الشراسة، و من ثم يشهد هدوءاً حذراً نتيجة لمسارات الهدنة الأخيرة. يأتي ذلك بالتزامن مع وصول العقيد سهيل الحسن النمر و الذي يُعد اكفأ ضباط الجيش العربي السوري لشمال حلب مع قواته استعداداً لبدء تطهير البؤر في تلك المناطق.
و تمركزت قوات العقيد النمر ببلدة الزهراء حيث يجري فتح جبهات مع جبهة النصرة و حركة احرار الشام، كما تعد بلدة الزهراء عقدة الربط بين شمال و غرب حلب و التي من خلالها يمكن اطلاق العديد من الهجمات الخاطفة للجيش السوري تجاة البؤر الارهابية و فصلها عن شرق و غرب حلب في جيوب ضيقة يسهل القضاء عليها فيما بعد. و مع سيطرة القوات الكردية علي مدينة عفرين و تل رفعت و مطار منغ العسكري لم تعد القوات السورية محاصرة بعد الان في الشمال الحلبي. و طبقا لوكالة المصدر نيوز المقربة من الجيش السوري فإن الهجوم الموسع شمال حلب سينطلق قريبا بقيادة العقيد النمر. تعد تلك الاجراءات العسكرية الاخيرة الخاصة بشمال حلب خطوة مهمة تستبق القرار السياسي لتحرير المدينة.
4. شمال الرقة.
كان المسرح العملياتي الأول للقوات الخاصة الأمريكية في الأراضي السورية، حيث اظهرت صور حديثة بعض عناصر من القوات الخاصة الامريكية بجانب وحدات حماية الشعب الكردية و قوات سوريا الديموقراطية، و ذلك اثر العمليات الجارية لتحرير مدينة الرقة السورية من قبضة تنظيم داعش، تعمل تلك القوات بشمال الرقة تحت غطاء مقاتلات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية التي تقدم دعماً لوجيستياً و استخباراتيا لا محدود للتشكيلات العسكرية الكردية و حزامها النامي شمالاً في سوريا و القريب من التركيبة الكردية داخل تركيا، الأمر الذي أثار حفيظة المسؤلين الأتراك الذين انتقدوا أكثر من مرة سياسات أوباما التي ارتكزت علي قناعة هامة فيما يخص الشأن السوري، و هي أن " الأكراد" هم أكفأ من يواجه تنظيم داعش علي الارض. يأتي الدعم الأمريكي للاكراد بإرسال نحو 250 فرد مقاتل من القوات الخاصة لقيادة و دعم جهود تحرير الرقة، تأتي بالخطوة الجديدة التي تهدف بالأساس إلي تحقيق إنتصار معنوي إعلامي جديد لقوات التحالف الدولي بعدما اظهر التدخل العسكري الروسي هشاشة و ضعف آداء التحالف و ضمور استراتيجيته في محاربة تنظيم داعش.
5. داريا ..و امتداد جبهة الجنوب
شنت الواحدت الخاصة بالجيش السوري هجوماً مفاجئاً الخميس الماضي، بمدينة داريا و حققت تقدماً في الجزء الجنوبي من المدينة و الهام إستراتيجياً، تعتبر داريا من اهم مدن دمشق الكبري، تمثل بوابة الغوطة الغربية و التي يتمركز فيها عناصر مسلحة من تنظيمات عدة منها جبهة النصرة و جيش الاسلام و اجناد الشام و الجيش الحر. ترمي تلك الهجمات النوعية إلي إستئصال البؤر الارهابية بالجنوب الدمشقي و عزلها عن الريف. لتشكيل خط دفاع جنوبي عن العاصمة و تأمين محيطها الاستراتيجي. حيث ترتبط الاحياء و المدن الجنوبية لدمشق بكامل الجبهة الجنوبية علي الحدود الاردنية و الاسرائيلية. و في هذا الصدد اتجه الجيش السوري إلى السيطرة على معظم مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي، وذلك بعدما سيطر على مركز اللواء 82 بمحاذاة هذه المدينة الهامة. هذا التقدم السريع الذي أكدت مصادر إعلامية مؤيدة لدمشق وأخرى معارضة لها أنه جاء بفعل غطاء جوي روسي كثيف دمر خطوط الدفاع الرئيسة لمواقع الجماعات الإرهابية في المدينة التي تُشكّل عقدة مواصلات في الجنوب حيث تعتبر المدخل الشمالي للمنطقة الجنوبية، وصلة الوصل بين دمشق، درعا، القنيطرة. ولذلك تعتبر المدينة ذات أهمية كبيرة على الصعيد العسكري، وتبعد مسافة نحو 20 كلم عن درعا المدينة، وتضم قواعد عسكرية كبيرة تشكّل خط الدفاع الجنوبي عن العاصمة.
ومن شأن سيطرة الجيش السوري على مدينة الشيخ مسكين، أن تمنحه القدرة على التحكم في شبكة المواصلات، وبالتالي عملية الإمداد في مجمل المنطقة الجنوبية (درعا، السويداء، القنيطرة) ومنطقة دمشق ومحيطها، ويسمح ذلك للجيش بالتقدم نحو محيط درعا المدينة، كون مدينة الشيخ مسكين تشكل خط الدفاع الاستراتيجي لفصائل المعارضة المسلحة.
وتكشف هذه العملية العسكرية، رغبة الحكومة السورية ليس في تأمين محيط دمشق الاستراتيجي فحسب، وإنما على ما يبدو في إخراج منطقة درعا من دائرة الصراع العسكري، فالشيخ مسكين تقع في قلب محافظة درعا وليس على أطرافها، كما يبدو من حجم الغارات الروسية المستمرة منذ اربعة اشهر على المنطقة أن ثمة توجه للتوسع فيما بعد للشيخ مسكين.
وفي حال تمكن الجيش من السيطرة الكاملة على الشيخ مسكين، فإن مرحلة جديدة من المعارك ستبدأ نحو إبطع وداعل وعتمان جنوبا قرب مدينة درعا، بعدما أصبحت الطريق نحوهم مفتوحة، كما أن السيطرة على الشيخ مسكين، ستمكن الجيش من التقدم نحو الطريق الرابط بين بلدتي بصر الحرير ونوى، خزان المقاتلين في محافظة درعا.
وتعتبر بلدة بصر الحرير ذات أهمية كبيرة لقربها من الشيخ مسكين، ولكونها البوابة الشرقية نحو محافظة السويداء، وفشل الجيش السوري في أبريل/ نيسان الماضي من السيطرة على البلدة وعلى قرى في منطقة اللجاة، من أجل فتح طريق إمداد بين مدينة إزرع ومحافظة السويداء وقطع طريق اللجاة باتجاه ريف دمشق، ويحاول الجيش السيطرة على هذه البلدة، وبدأ منذ شهرين التمهيد لذلك عبر قصفه بالمدافع لمواقع داخل البلدة.
على أن المعركة الأكبر ستكون في مدينة بصرى الشام التي سيطرت عليها فصائل مسلحة إرهابية في 25 مارس من العام الماضي، وتقع المدينة في الجنوب الشرقي من محافظة درعا، وتبعد عن مركز المحافظة نحو أربعين كيلومترا، كما تبعد عن العاصمة دمشق 141 كيلومترا، إضافة لموقعها المهم كونها حلقة الوصل بين محافظتي درعا والسويداء.
على مدار العامين الماضيين شكلت المنطقة الجنوبية حالة ميدانية خاصة، فلم تشهد هدوءا دائما كما لم تشهد معارك طاحنة كما يحصل في الشمال السوري، لأسباب كثيرة أهمها عدم وجود قرار إقليمي – دولي في سيطرة أحد الفريقين على هذه المنطقة، وتفضيل بقائها بين الكر والفر، وقد فشلت الفصائل المسلحة خمس مرات في السيطرة على مدينة درعا.
لكن التغيرات السياسية والميدانية في عموم سوريا وأبرزها الحضور العسكري الروسي، ساهمت في إعادة فتح معركة الجنوب، وتحقيق إنجاز عسكري قبيل و اثناء انطلاق الاستحقاق السياسي "جنيف 3". كما حققت التوازن الميداني بين جبهات القتال، و هو ما أدي إلي إحراز الجيش العربي السوري و حلفائه إنتصارات عديدة، فرضت علي التنظيمات المسلحة التي تُعرف بإسم "المعارضة المعتدلة" التنسيق مع تنظيمات ارهابية، طبقاً لقرارات مجلس الامن التابع للامم المتحدة "جبهة النصرة و داعش"، وهو ما يضعها ببنك اهداف الحملة الروسية، و يحرج داعميها سياسياً من المعسكر الغربي الذي يشهد تخبطاً ملحوظاً في إستراتيجيته لمحاربة الإرهاب بالأراضي السورية و العراقية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.