أطلق اليوم الأزهر الشريف وجامعته وبطريركية الأقباط الأرثوذكس، بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للطفولة يونسيف، المنظور الإسلامي والمسيحي لحماية الأطفال من كل أشكال العنف والممارسات الضارة. وتوحد القادة الدينيون من الديانتين الكبريين بمصر في تقديم منظورهما في الإصدار المشترك "المحبة. السلام. التسامح. رسائل أساسية من الإسلام والمسيحية لحماية الأطفال من العنف والممارسات الضارة". ويعد هذا الإصدار هو الأول من نوعه في هذه القضية، ويقدم دليلا للآباء ومقدمى الرعاية والمعلمين والقادة الدينيين لتجنب ومنع العنف بينما يعملون على وضع نهاية لظاهرة العنف ضد الأطفال. وتعالج الإصدارات 11 نوعا من العنف والممارسات الضارة، التي تواجه الأطفال في مصر وغيرها من دول المنطقة والعالم، وهى: زواج الأطفال والزواج القسري، وختان الإناث، والتمييز بين الأطفال، وعمالة الأطفال، والإساءة الجنسية للأطفال، وغياب المظلة الأسرية وأطفال الشوارع، والعنف الأسرى ضد الأطفال، والعنف في المدارس والمؤسسات التربوية، واستغلال الأطفال في النزعات المسلحة، والإتجار بالأطفال، والعنف ضد الأطفال من خلال التليفزيون وشبكة الإنترنت. ووفقا لأحدث الدراسات يتعرض 6 من كل 10 أطفال على مستوى العالم في الفئة العمرية من 14 - 2 سنة، أي ما يقارب البليون طفل، للعقاب البدني من قبل مقدمى الرعاية لهم، وفى مصر يتعرض 78 % من الأطفال في الفئه العمرية من 14 - 1 لعنف جسدي من مقدمى الرعاية لهم. وقال فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب: إن "القيام بكل الحقوق الواجبة للأطفال يمثل مقصدا من المقاصد الكبرى في التشريع الإسلامي، وهذه المقاصد هي حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العقل وحفظ النسل وحفظ المال، ويقع تحت مقصد حفظ النسل سائر الحقوق الواجب أداؤها للأطفال". وأكد البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن "الأطفال هم عطية الله البشرية، وقد سئل حكيم: هل من دليل على أن الله ما زال يحب البشر رغم خطاياهم الكثيرة ؟ فأجاب: بالطبع، والدليل آنه تبارك اسمه - مازال يخلق لنا كل يوم ملايين من الأطفال يولدون بيننا، فالأطفال زهور الحياة وينبغي أن نشبعهم محبة وأن نعاملهم معاملة رقيقة طيبة ونتفهم احتياجاتهم". وقال الأستاذ الدكتور مختار جمعه، وزير الأوقاف إن الإسلام دين رحمة، وقد عني بالطفل في كل مراحل حياته، وأن وزارة الأوقاف بما تملك من مجموعة متميزة من الأئمة وخاصة من الشباب سيسهمون إسهاما وافيا مع أشقائهم في المؤسسات الأخرى في إيصال الرسائل التي تتضمنها الإصدارات والتي تتصل بحسن تأديب الطفل وتربيته ورعايته. وتناول الأستاذ الدكتور جمال أبوالسرور، المحرر الرئيسى لإصدار "منظور الإسلامى"، ومدير المركز الدولى الإسلامي للبحوث والدراسات السكانية بجامعة الأزهر، أهمية الرسائل التي تضمنتها الإصدارات والتي تقدم المفهوم الصحيح للشريعة الإسلامية الغراء وتدرا المفاهيم الخاطئة التي تلصق بعض مظاهر العنف ضد الأطفال وممارسات الضارة بالأديان السموية. وقال نيافه الأنبا يوليوس، الأسقف العام لاسقفيه الخدمات العامة والاجتماعية بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن الطفولة مرحلة خصبة جدا لنمو كل ما هو رائع، ولهذا تأتى أهميه التوعية المتكاملة وأن تصل هذه الإصدارات لكل مربى ولكل مسئول على مستوى اجتماعي ومستوي تربوي حتى نصون أبناءنا ومجتمعنا. من جانبه، قال الدكتور بيتر سلامة، مدير يونيسف الاقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يإتى إصدار هذا التقرير في وقت حاسم للغاية حيث تتعرض المنطقة لاضطرابات عديدة ويتعرض الأطفال بشكل متصاعد للعنف، مضيفا: كلى آمل أن تقوم مؤسسات دينية أخرى في سائر أنحاء المنطقة بتبني هذة الإصدارات والعمل سويا من أجل الحد من ظاهرة العنف ضد الأطفال على كل أشكاله. ورحب السيد بروءو مايس، ممثل يونيسف في مصر، بالشراكة بين الأزهر الشريف والكنيسة القبطية الذي أثمر الإصدارات الثلاث، وقال: تساهم هذه الإصدارات الدينية الموثقة في إعادة التأكيد على القيم الإيجابية لعدم العنف ضد الأطفال. وتأمل يونيسف في أن تصل هذه الإصدارات إلى المجتمعات لتقدم بيئة أكثر أمانا تسمح للأطفال بالعيش والتطور والحصول على فرصهم كاملة.