يعد التغيير سنة كونية كما أن مواكبته أصبحت أمرا حتميا خاصة ونحن في القرن الحادي والعشرين حيث حدثت تغيرات كثيرة في مجال التكنولوجيا وخصوصا مع تطور الميكرفونات على مر العصور حتى أن وصل هذا الاختراع ليد البائع المتجول،حيث رصدت "البوابة نيوز" تلك الحالة عبر ساعات متواصلة من داخل موقف الحي العاشر في مدينة نصر فسجلت التفاصيل الآتية: لفت انتباهنا كما لفت أنظار كثر الفكرة الجديدة التي تبناها الجائلون من الباعة حيث تراجعوا عن فكرة المناداة على بضاعتهم واستنزاف حناجرهم بالأصوات العالية حين لجأ الكثير منهم إلى تسجيل رسالته الصوتية وعرض مزايا سلعته والأسعار إلى جانب ترديد بعض العبارات المحفزة على الشراء ليل نهار دون أن تصاب حنجرته بأذي كما يفعل البعض. وتحديدا في حي العاشر في مدينة نصر استوقفنا وجود قطاع هائل من الباعة الجائلين ينادون على بضاعتهم بواسطة مكبرات الصوت مسجلة بأصواتهم التي قد تتسبب في خلق حالة من الأزعاج خاصة حينما يتواجد أكثر من بائع وأكثر من مذياع في نفس الوقت، ولعل ما يزيد من حجم المأساة هو أن الكثيرين من هؤلاء الباعة لا يتمتعون بحلاوة الصوت على عكس الباعة القدامي ممكن كانوا يتمتعون بحلاوة الأصوات والعبارات التي الهبت كبار الملحنين امثال سيد درويش الذي اخذ يردد أقوالهم ويتخذ منها اغنيات شعبية فلكلورية. ومن العاشر قابلنا أحد الباعة يدعي عم محمد، الذي يبيع بطاريات المحمول والذي حدثنا عن صوته المسجل على الميكروفون قائلا: هي وسيلة للفت الانتباه إلى البضاعة وتوفير للصحة أيضا حاليا بنادي على البطاريات ليلا ونهار دون تعب المناداة على الزبائين وبأقل مجهود اصبح صوتي يصل لأبعد مكان ممكن، والمعلومات كلها متسجلة عن المنتج، سعره ومميزاته، بتسجيل صوتي على الميكروفون وكل إلى بعمله أني باخد فلوسي وانا قاعد، بصراحة التكنولوجيا فادتنا وسهلت علينا في أكل عيشنا. أما عن عيوب فكرة التسجيل قال عم محمد: أنا شخصيا بتعب من وجود أكثر من بائع وتداخل الأصوات معا وتسجيل البائعين بأصوات عالية حتى يجذبون الزبائن وكسل بعض البائعين كنا زمان نعرض منتجتنا وأسعارنا بأصوتنا أما الآن لم نفعل شيء سوي ترصيص البضاعة في وقت الظهرية ولمها في آخر الليل . ومن ناحية أخرى أوضح عم شكري الذي يبيع أكسسوارات: التكنولوجيا لا تفرق بين غني وفقير زمان كنا بنتعب من كل حاجة من شيل البضاعة وترصيصها وننادي على الزبائين للغاية ماصوتنا يروح والميكروفونات سهلت علينا كتير إحنا بنسجل على الموبيل إلى عاوزين نقوله وبنوصل الموبيل بالميكرفون وبنشغله . وأشار: أيضا هناك الكثير من الباعة الأطفال ويستخدمون الميكروفونات استعمال خاطئ من علو صوتهم وعمل أزعاج بالشارع. انها ميكروفونات الباعة الجائلين التي لا تنقطع نهارا وليلا في الاحياء الشعبية والأحياء المتوسطة والأحياء الراقية أحيانا والتي أعادتنا بالذاكرة إلى الطفولة حيث كان الباعة لا يملكون ميكروفونات ولكنهم كانوا يملكون أداءا جميلا ينادون به على البضاعة التي يعرضونها وكان يقتصر هذا النداء على أوقات النهار من الصباح الباكر ولايتجاوز ذلك من أربع إلى خمس ساعات يتجولون فيها بعدة مناطق دون إحداث إزعاج.