وصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المملكة السعودية اليوم الأربعاء حاملا رسالة مألوفة فحواها أن الولاياتالمتحدة لن تتخلى عن حلفائها في منطقة الخليج في صراعهم مع إيران القوة الإقليمية التي يخشون أنها تسعى لضعضعة أمنهم. وربما لا تكون الرياض وعواصم أخرى في منطقة الخليج على استعداد لتقبل كلمات فحسب في هذا الصدد بعد ما شهدته من تقلص الالتزام تجاه حلفاء قدامى للولايات المتحدة وبعد أن أزعجتها تعليقات أدلى بها أوباما في مقابلة مع إحدى المجلات الشهر الماضي. لكنّ مسؤولين أمريكيين قللوا من أهمية التعليقات، وقالوا أنها جاءت في غير سياقها الطبيعي. ونقلت وكالة رويترز عن مسئول خليجي رفيع مطلع على الاستعدادات التي تجري للقاء قوله «نريد أن نتلقى تطمينات ملموسة منهم.» وبعد أن لم يتمكن الجانبان الخليجي والأمريكي من إبرام معاهدة دفاعية رسمية في أول قمة خليجية أمريكية عقدت في العاصمة الأمريكية في مايو الماضي، تأمل الدول الخليجية بترسيخ التعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لمواجهة التحديات المشتركة وفي مقدمتها الإرهاب الذي تسعى كل من واشنطن والعواصم الخليجية إلى مكافحته. وقررت الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الخليجية العام الماضي عقد قمة سنوية بين الجانبين تطرح فيها القضايا المشتركة وتطوير التعاون بين الجانبين. وتعهدت الولاياتالمتحدة، بلا وثيقة رسمية، بمساعدة الدول الخليجية ومواجهة أي عدوان يستهدف أراضيها. وهذا التعهد موجه إلى طهران التي اعتبرت أن الاتفاق النووي مع واشنطن والدول الغربية، في العام الماضي، سيجعل القوى الغربية الحليفة لدول الخليج تتغاضى عن سلوكياتها العدوانية، والأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقلال في منطقة الخليج والمنطقة العربية. ودأبت إيران منذ الإطاحة بنظام الشاه عام 1979، ومجيء النظام الطائفي المذهبي، على تأسيس ميليشيات وأحزاب في الوطن العربي، يديرها الحرس الثوري الإيراني، وتهدف إلى خلق الاضطرابات في الدول العربية مما يسمح لطهران بمد نفوذها وتمكين ميلشياتها. ومنذ يوم 2 مارس الماضي صنفت دول الخليج «حزب الله» اللبناني الذراع الإيرانية الأكثر خلقًا للاضطرابات في الوطن العربي، جماعة إرهابية. والحزب أيضًا مصنف أمريكيًا على أنه منظمة إرهابية، لكن يبدو أن واشنطن تغض الطرف ولا تواجه القدر الكافي من الحزم عن ممارسات الحزب الإرهابية في الدول العربية. ويساور دول الخليج الخشية من أن يكون الاتفاق النووي الذي أبرمته واشنطن والقوى العالمية الأخرى مع إيران ولين واشنطن تجاه إيران قد أتاحا لطهران حرية التصرف دون رادع. وترى الرياض بصفة خاصة في الدعم الإيراني لبشار الأسد وتوجيهاتها لحزب الله والفصائل العراقية العديدة وجماعة الحوثي في اليمن تهديدا صريحا لاستقرار الدول العربية. ومن جانبهم كان المسئولون الأمريكيون يرون أن احتمال امتلاك إيران السلاح النووي وتوسع الجماعات المتطرفة مثل تنظيم داعش هما أكبر خطر على دول الخليج نفسها وعلى المصالح الأمريكية. فيما ترى دول الخليج أن الميلشيات الإيرانية النشطة في الدول العربية لا تقل إرهابًا عما تمارسه داعش ومنظمة القاعدة.